الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عساكم من عواده

عساكم من عواده
29 سبتمبر 2008 00:43
يودعنا رمضان بالعيد ونودعكم نحن بالتهنئة، فمن هذه الزاوية، كنا معكم طيلة الشهر الكريم وفي ختام لقاءاتنا الفكرية الرمضانية، نبعث بهذه التهنئة إلى كل أبنا الوطن العزيز، ومن يعيش على ترابه الآمن السعيد تحت ظل قيادتنا الحكيمة التي لم تأل جهداً بتوفير كل ما من شأنه عزة الوطن وكرامة المواطن · وهذه نعمة من أجل نعم الله علينا، والصيام عبادة ونعمة، ثم العيد كذلك·· أما كونه عبادة فهو تتويج لأيام الصيام ولياليه الروحانية، بنفحة من نفحات الرحمة الإلهية، وفي الحديث: ''ألا إن لكم من أيام دهركم لنفحات، ألا فتعرضوا لها''· فقد مرت أيام رمضان، ومرت خلالها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، ومرت أيام الخير والصدقات والتراحم الاجتماعي من خلال إخراج صدقة الفطر التي هي طهرة للصائم من مما قد يخدش صيامه، وطعمة للمحتاجين كي يستغنوا بها أيام العيد، فيتفرغوا للفرح فيعيش الناس جميعاً في هناء ويشعرون بالتراحم والتعاطف والفرح· كل هذه المعاني، من صيام وقيام وصدقات وعبادات، أعاننا ربنا سبحانه فأديناها، فكان جزاؤنا نعمة العيد، وقد ختم الله سبحانه آيات الصيام بقوله عزوجل : (ولتكملوا العدة، ولتكبروا الله على ما هداكم، ولعلكم تشكرون) فالحمد لله الذي أعاننا على إكمال عدة الشهر وله سبحانه نتوجه بالتقدير والتكبير في فجر العيد، وكلها نعم تستحق الشكر (لعلكم تشكرون) فنعم الله عامة شاملة للجميع، ويأتي العيد ليشعر كل منّا بأجواء السعادة· وفي حديث سعد بن أوس الأنصاري عن أبيه قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ''إذا كان يوم عيد الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطرق فنادوا: اغدوا يا معشر المسلمين إلى رب كريم يمن بالخير ثم يثيب عليه الجزيل، لقد أمرتم بقيام الليل فقمتم، وأمرتم بصيام النهار فصمتم وأطعتم ربكم فاقبضوا جوائزكم ··''· ولباس الثياب الجديدة في العيد، وإن كانت أظهر لدى الأطفال، لكن النبي (صلى الله عليه وسلم) أول من سنها، فقد كان يلبس يوم العيد أجمل ثيابه، وكان بعد أن يغتسل للعيد يتطيب ويتجمل، ولا يخرج للصلاة صباحاً في يوم العيد حتى يأكل تمراتٍ وتراً وهذا لمنع التشدد في الدين والمغالاة في العبادة ومواصلة الصيام، ولذلك يحرم صيام يوم العيد إجماعاً، وكان سلفنا الصالح يحرصون على تبادل التهاني بالعيد وإذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض: (تقبّل الله منا ومنك)· وفي العيد تتواصل معاني سامية ترسخت في رمضان فقد بات معروفاً لدى الكثيرين آثار الصوم الصحية والنفسية والروحية والاجتماعية وأصبح لديهم قناعات إيمانية بأهمية التواصل الإنساني والترابط الاجتماعي خلال أماسي الصيام، وفي العيد تتأكد هذه القيم السامية، وتتوهج هذه المعاني· ولهذه شرعت صلاة العيد جماعة متآخين متراحمين متجملين، يتبادلون التهاني بعد الصلاة، ومن غاب من حضور اجتماعهم سألوا عنه وإن كان مريضاً زاروه، أو مسافراً تفقدوا أهله وأشركوهم في العيد تطبيقا حقيقاً لقوله تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا)· ولذلك أقول للجميع ''عساكم من عواده'' المدير العام للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©