الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هولاند وساركوزي يتنافسان على اليمين المتطرف

هولاند وساركوزي يتنافسان على اليمين المتطرف
24 ابريل 2012
باريس (وكالات) - بدأ المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند، الفائز بالدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية، والرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي الذي اعترض الفرنسيون بتصويتهم على إدارته للأزمة، اعتبارا من أمس الركض وراء أصوات اليمين المتطرف التي ستكون حاسمة في الدورة الثانية في 6 مايو بعد النتيجة التاريخية التي حققتها الجبهة الوطنية. وغداة انتخابات حققت فيها الجبهة الوطنية (يمين متطرف) بزعامة مارين لوبن نتائج تاريخية، بدأ المرشحان الأساسيان مواجهة غير مباشرة على أمل الفوز في الدورة الثانية، حيث يبدو هولاند “واثقا” مع حصوله على 28,6% من الأصوات. وركز المرشحان خطابيهما أمس على نفس الاتجاه تقريبا، وكانت الكلمات موجهة إلى ناخبي الجبهة الوطنية. وقال هولاند “هناك ناخبون يمكن أن يكونوا عبروا بهذه الطريقة عن آرائهم بدافع الغضب. إن هؤلاء هم الذين أريد الاستماع إليهم” مضيفا “علينا اقناع الفرنسيين الذين عبروا عن هذه الرسائل”. من جهته أعلن ساركوزي الذي سيزور تور (وسط) “يجب احترام تصويت الناخبين، من واجبنا الاستماع إليهم. هناك تصويت الأزمة هذا الذي تضاعف من انتخابات إلى أخرى، ويجب تقديم رد على تصويت الأزمة هذا”. واعتبرت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل النتيجة التي حققتها مارين لوبن “مقلقة”. وهذه النتيجة تضع ناخبيها في موقع الحكم لأنه من غير المتوقع أن تصدر تعليمات بالتصويت. وفرانسوا هولاند حافظ على استراتيجيته الهادفة “لجمع” الناخبين بعدما نال دعم مرشحي اليسار جان لوك ميلانشون الذي حصل على 11,11%، ومرشحة الخضر ايفا جولي (2,31%) واللذين دعيا إلى “هزم ساركوزي”. وأظهرت استطلاعات رأي أجراها معهدا “ايبسوس” و”بي في اه” إنه في الدورة الثانية يتوقع أن ينال هولاند ما بين 53 و54% من نوايا التصويت فيما يقول المقربون منه إن “أربعة فرنسيين من خمسة قالوا “لا” لساركوزي، ووضعوا بالتالي ثقتهم بفرانسوا هولاند”. لكن المرشح الاشتراكي الذي كان يعتبر قبل سنة أنه قليل الخبرة في السياسة، لا يزال يبدي حذرا إزاء نتيجة الانتخابات. وقال “نحن واثقون لكن يعود الأمر للفرنسيين أن يختاروا مصيرهم” معبرا عن أمله في أن يعيد اليسار إلى الحكم بعد غياب دام 17 عاما. ويأمل الحزب الاشتراكي في أن يستعيد أصوات الطبقات الشعبية التي خيب اليسار آمالها في الثمانينيات واتجهت نحو اليمين المتطرف. وقالت رئيسة الحزب الاشتراكي مارتين اوبري “هناك تصويت للجبهة الوطنية الذي يعبر عن الاستبعاد والانقسام، لكن ذلك لا يعكس رأي الأكثرية” متحدثة عن هؤلاء الذين “لديهم الانطباع بأن ليس لهم مكان في المجتمع”. ولكي يتمكن من الفوز في الدورة الثانية سيكون على ساركوزي الذي أدى تراجع شعبيته إلى جانب الأزمة الاقتصادية إلى إضعاف موقفه، استعادة القسم الأكبر من أصوات ناخبي اليمين المتطرف الذي صوت بعضهم له في العام 2007 تأييدا لخطابه حول العمل والقدرة الشرائية. ولهذه الغاية سيحاول فريق حملة ساركوزي تكثيف الخطاب الموجه نحو اليمين. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس أن كلمة هجرة “ليست كلمة محرمة”، وأن “خطاب ساركوزي حول الهجرة الذي يركز على القول إن فرنسا ليس باستطاعتها استقبال كل المهاجرين، أنا موافق عليه تماما”. وحددت زعيمة اليمين المتطرف موعد 1 مايو لكي تعلن موقفها. لكن أبرز مسؤوليها قالوا أمس، إنها قد لا تحدد خيارا بين المرشحين. وقال مدير حملتها فلوريان فيليبو إن “الناس أحرار، ويقومون بما يريدونه، لكن هل يمكننا الاختيار بين ساركوزي وهولاند حين نرى الحالة التي أوصلا البلاد اليها”. وتعتبر النتيجة التي حققتها مارين لوبن الأعلى لأي سياسي من اليمين المتطرف وقد تمنحها وزنا أكبر خلال الدورة الثانية وفي الحياة السياسية عموما في السنوات المقبلة. لكن الاستطلاعات حول إمكانية تجيير أصوات لا تعطي صورة واضحة عن توجه الناخبين في الدورة الثانية. وبحسب استطلاعات الرأي التي أجريت فور انتهاء الانتخابات فإن ثلثي الناخبين كحد أقصى قالوا إنهم سيصوتون لساركوزي، في حين أن مرشح اليمين سيكون بحاجة “لتجيير أصوات بنسبة 80%” بحسب الخبير السياسي باسكال بيرينو. وتريد الجبهة الوطنية أن تستثمر نجاحها وأنظارها تتجه نحو الانتخابات التشريعية في 10 و 17 يونيو. فقد أكدت لوبن مساء أمس الأول إن “معركة فرنسا بدأت للتو” وإن “الأمور لن تعود أبدا كما كانت عليه”، معتبرة أنها “زلزلت النظام”. وسيسعى المرشحان أيضا الى استمالة أصوات ناخبي الوسطي فرانسوا بايرو الذي نال 9,13% في الدورة الأولى والتي يمكن أن تحدث فارقا أيضا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©