الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

تجليد الكتب.. احتفالية عائلية حول الطاولة

تجليد الكتب.. احتفالية عائلية حول الطاولة
26 أغسطس 2016 22:21
نسرين درزي (أبوظبي) أوضح أولياء أمور أن موسم العودة إلى المدارس يشهد ساعات محببة تقضيها الأسرة مجتمعة حول طاولة الطعام، لكن هذه المرة، لا لتناول الوجبات، وإنما لتجليد الكتب وتوزيع الأدوار ما بين القص واللصق والتنفيذ. وأشاروا إلى أنه بالرغم من اختلاف آلية التغليف عما كانت عليه في السابق لجهة ابتكار جلادات مطواعة أكثر شفافية وأطول عمراً، تبقى لهذه العملية الدقيقة رهبتها، والسبب أن الخطأ هنا ممنوع، ولا يمكن تداركه عند القيام بأي خطوة ناقصة، وإذا كان القصد من تجليد الكتب زيادة رونقها والحفاظ عليها لماعة وباهرة، فإن تجليدها بشكل غير صحيح يجعل الفقاعات تملأ أغلفتها، بما يلغي الغاية منها. وقالوا: الأيام الأولى من السنة الدراسية هي الأجمل على الإطلاق، ففيها حماس واندفاع وتفاؤل غير مسبوق، وكله مرتبط بفرح الحصول على حقيبة جديدة وقرطاسية كاملة، ولا يكمل تتويج هذه المرحلة إلا بتخصيص وقت كاف لتجليد الكتب والدفاتر، بحسب ما توصي به الهيئات التعليمية. أكثر من تجليد كيف يتعامل الأهالي مع هذا الاستحقاق على أبواب الموسم الدراسي؟ وإلى أي مدى يساهم الطلبة في تجليد كتبهم من باب التفاخر بها متساوية الأسطح؟ سميرة الرويني (أم لولدين وبنت) تحرص على تجهيز مستلزمات المدرسة باكراً تفادياً للتأخير أو نسيان أمر ما. وأكثر ما يقلقها مسألة تجليد الكتب، لأنها تضطر إلى انتظار الأسبوع الأول من الموسم الدراسي، حيث توزع الكتب على أبنائها داخل الصف. ووصفت هذه الفترة من السنة بأنها ممتعة وحاسمة في آن واحد، لأن الجدية برأيها تبدأ من تجليد الكتب وتلمسها للمرة الأولى. واعتبرت مريم الزعابي (أم لـ 3 بنات)، أن تجليد الكتب هو أكثر من المعنى الحرفي للكلمة، إذ يدل على ترابط الأسرة وشعور الجميع بالمسؤولية تجاه المدرسة والالتزام بقوانين الترتيب والأناقة، بدءاً من الحقيبة وما بداخلها من أدوات. وأوضحت أنها تتعاون مع بناتها على تجليد الكتب والدفاتر على مدى يومين متتاليين، فالأمر يستغرق وقتاً، ويحتاج إلى التركيز والتعاون، بحيث تقوم كل منهن بمهمة معينة. مشهد عائلي وتعتبر الأمهات الأكثر اهتماماً بأمور العودة إلى المدرسة، فإن عدداً غير قليل من الآباء توكل إليهم مهمة التجليد لما تتطلبه من جهد يدوي وضغط على الأعصاب أحياناً كثيرة. وذكر سلطان جمعة (أب لـ 4 أبناء)، أنه يستمتع بتجليد الكتب المدرسية، لكن على مراحل، والسبب أنه يشعر بالإرهاق نتيجة التركيز العالي خشية أن يخطئ القياسات ووضعية الكتاب بين أطراف الجلادة الأربعة. وقال إنه يفضل الجلادات النايلون القديمة، لأنها أكثر حماية للأغلفة الكتب، لكنه ينزل عند رغبة أبنائه باستعمال النوعية اللاصقة منها، تماشياً مع متطلبات العصر. أما سالم التميمي (أب لـ 5 أبناء)، فذكر أنه يفضل إرسال الكتب إلى مراكز تعنى مسألة التجليد لعدة أسباب. منها اختصار الوقت والجهد والتوتر، ولاسيما أن العاملين في مثل هذه المراكز متخصصون في تجليد الكتب ولا تخرج الجلادات من بين أيديهم إلا بشكل ممتاز. تخالفه الرأي سمية الأحمد (أم لولدين) قائلة، إن تلمس الكتب واستدعاء الأبناء للمساعدة في تجليدها، يرسم مشهداً رائعاً داخل البيت. واعتبرت أنه من غير المطلوب أن يكون التجليد احترافياً، إذ يكفي أن يخرج مرتباً بأقل قدر من الأخطاء ليفي بالغرض. تصفح أوراق وصور وشرح الطلبة جماليات الساعات التي يقضونها مع ذويهم حول طاولة التجليد، واعتبروا الأمر فرصة جيدة للتحضر النفسي لأجواء العودة بفخر واعتزاز. وقال الطالب أحمد العامري (12 عاماً)، إنه منذ كان في الصف الابتدائي الأول يساعد أمه في تجليد كتبه. وقال إنه يشعر بالاعتزاز بكتبه ودفاتره المجلدة، والتي يحرص عليها مرتبة طوال السنة. وتحدثت الطالبة ميرا مهند (8 أعوام) عن استمتاعها بالجلوس أمام والدتها وأخواتها لتجليد الكتب. وأوضحت أنها تساعدهن في تحضير اللاصقات، وأحياناً تحاول قص بعض الجلادات الصغيرة بحسب أوامر أمها. وهذه الأوقات هي الأكثر حماسة بالنسبة لها لأنها تشجعها على الدخول إلى الصف بفرح العودة. والشعور نفسه تترجمه الطالبة مهرة الرافعي (10 أعوام) التي تغتنم فرصة انهماك أسرتها في تجليد كتبها وكتب أخوانها، وذلك بتصفح أوراقها الملونة والاطلاع على صورها. وأهم من ذلك كله أن موسم تجليد الكتب يشجعها على استعادة بعض الدروس، والتأكد مما لم يزل عالقاً في ذهنها من معلومات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©