خبراء يستبعدون تراجع السياحة الروسية القادمة للدولة

استبعدت مصادر عاملة في القطاع السياحي تأثر السياحة الروسية القادمة إلى الدولة بالأزمة الاقتصادية العالمية الحالية على المدى القريب، مؤكدين أنه لم تجر أي عمليات إلغاء لحجوزات الوفود السياحية القادمة إلى الدولة· وأشار هؤلاء إلى وجود مؤشرات على نمو متصاعد لعدد النزلاء في الفنادق خلال الفترة الحالية، ومع بداية الموسم الذي ينطلق من أكتوبر المقبل، وسط توقعات بأن يصل العدد إلى أكثر من نصف مليون شخص من منطقة روسيا بصفة عامة، إلا أنهم لفتوا الى أن التأثير وارد على المدى البعيد في ظل الارتباط العالمي اقتصادياً· وشددت المصادر نفسها على أن تداعيات الأزمة الروسية الجورجية لم تترك أي أثر على القطاع السياحي الروسي، خاصة فيما يتعلق بالسياحة إلى دول العالم، موضحين أن حركة السياحة تسير بشكل طبيعي، وتحقق معدلات نمو أعلى من المتوقع، كما طالبت المصادر نفسها بضرورة قيام الجهات المختصة في الدولة والمعنية بقطاع السياحة بتعزيز الحملات الترويجية السياحية في روسيا لجذب المزيد من السياح إلى الدولة، خاصة مع وجود منافسة عالية على السوق الروسي، والذي يمثل اليوم أعلى سوق عالمي مصدر للسياحة إلى الخارج· جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي أمس في دبي على هامش المؤتمر السنوي لشركة ''ناتالي تورز '' الذي يقام للعام الرابع على التوالي بالتعاون مع شركة ''ألفا للسياحة دبي''، وتستضيفه دائرة السياحة والتسويق التجاري، بشراكة مع فنادق الحبتور جراند ويستمر حتى يوم غد، ويحضره 220 شخصاً يمثلون كبرى الشركات السياحية التابعة لمجموعة ناتالي التي تسوق للإمارات ودبي كوجهة سياحية في جميع أنحاء روسيا والتي يبلغ عددها أكثر من 7000 شركة في جميع أنحاء روسيا· وتوقعت دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي أن يرتفع عدد نزلاء الفنادق من الجنسية الروسية الى نصف مليون شخص، مقابل 435 ألفاً في العام الماضي، في ضوء نتائج النصف الأول من العام الجاري والذي سجل 272,9 ألف نزيل بنمو 13,5%· وقال منصور باوزير التنفيذي بإدارة الوفود في دائرة السياحة والتسويق التجاري: إن دائرة السياحة والتسويق التجاري أبدت اهتماماً كبيراً بالسوق الروسي منذ سنوات عديدة، حيث افتتحت مكتباً تمثيلياً في موسكو يتولي تسويق عوامل الجذب السياحي والتجاري للإمارة في روسيا وكومنولث الدول المستقلة· وأضاف أن اختيار شركة ناتالي تورز دبي للعام الرابع على التوالي لعقد مؤتمرهم السنوي تأكيد على قوة العلاقات السياحية بين دبي وروسيا عموماً، خاصة بين ناتالي تورز ودائرة السياحة وشركة ألفا للسياحة· وأشار إلى أن الدائرة قامت خلال تلك السنوات الماضية بحملات تسويقية مكثفة والاشتراك في المعارض السياحية المتخصصة، وأقامت العديد من الندوات التعريفية وورش العمل واستضافت وفوداً سياحية وتجارية وإعلامية كثيرة، وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع عدد نزلاء المنشآت الفندقية من السوق الروسي في دبي· وأوضح باوزير أن عدد نزلاء الفنادق من الروس ارتفع من 422 ألفاً عام 2006 إلى أكثر من 473 ألفاً عام 2007 بزيادة قدرها 12%، كما بلغ عدد نزلاء المنشآت الفندقية من السوق الروسي في النصف الأول من هذا العام 272 ألفاً و908 نزلاء مقابل 240 ألفاً و435 نزيلاً خلال نفس الفترة من العام الماضي بزيادة قدرها 13,5%، وهو مؤشر على الوصول الى رقم جديد في نهاية العام بنحو نصف مليون نزيل· وأوضح أن عدد الشركات السياحية التي تروج لدبي في السوق الروسي يبلغ 983 شركة، كما أن هناك 36 رحلة طيران أسبوعية بين دبي وموسكو لخطوط طيران الإمارات والأورال وترانس ايرو وإيرو فلوت· وحضر المؤتمر الصحفي غسان العريضي الرئيس التنفيذي لشركة ألفا للسياحة وناتاليا فوروبييفا الرئيس التنفيذي لشركة ناتالي تورز وفلاديمير فوروبيوف الرئيس العام للشركة ورحيم أبو عمر الرئيس التنفيذي للحبتور للفنادق· وأكدت ناتاليا أن الأحداث السياحية الأخيرة في روسيا لم تترك آثاراً سلبية على الحركة السياحية في روسيا، سواء للداخل أو الخارج، لافتة الى أن عمليات الحجوزات إلى الخارج تسير بشكل طبيعي، ولم يتم إلغاء أي فوج سياحي، منوهة الى أن الأزمة بين روسيا من جهة وأوروبا وأميركا من جهة أخرى بسبب أحداث جورجيا، تقتصر في مجملها على الجانب السياسي، ولم تمتد الى الجانب السياحي، والتهديد بفرض عقوبات تجارية على روسيا ليس له أي تأثير على الأوضاع حتى الآن، خاصة السياحة، كما أن أعمال الشركة في النمو السياحي الى خارج روسيا، خاصة الى الإمارات والشرق الأوسط، حققت نمواً كبيراً وصل الى 30%· وقالت: هناك فرص كبيرة للنمو السياحي مع دولة الإمارات، إلا أن الأمر بحاجة الى تكثيف أكبر في مجال الترويج السياحي للإمارات داخل روسيا وكافة دول الاتحاد الروسي، ودول الكومنولث المستقلة، وعلى الجهات الحكومية المعنية بالقطاع السياحي القيام بدور أكبر في هذا المجال، خصوصاً أن السوق الروسي واحد من أعلى معدلات النمو في العالم، كما أن السائح الروسي، من أعلى فئات السياح إنفاقاً· ولفتت الى أن زيادة حركة الطيران بين الإمارات وروسيا تساهم في نمو الحركة السياحية، ولهذا فإن العاملين بالقطاع السياحي يطمحون الى نمو زيادة عدد الرحلات بين الامارات وروسيا الى 100 رحلة أسبوعية، بدلاً من 36 رحلة حالياً· واتفق غسان العريضي مع ناتاليا فيما يتعلق بعدم تأثر القطاع السياحي بالأوضاع السياسية في روسيا، لافتاً الى الأزمة الاقتصادية الأخيرة التي تسود العالم، خاصة في الولايات المتحدة، لم تترك آثاراً على المدى القريب أو المنظور، وهو ما تؤكده الارقام عن السياح القادمين الى دبي والدولة عامة خلال الشهور المقبلة، إلا أن التأثير لهذه الأزمة وارد مع تفاقمها، خاصة ان هناك ارتباطاً بين دول العالم اقتصادياً، ولا يمكن تجاهل أي تأثير في العالم على الأوضاع الاقليمية· وقال العريضي إن ''ناتالي تورز'' هي أكبر شريك لألفا تورز في السوق الروسي وأكثرها جلباً للسياح من هذا السوق إلى دبي، فقد بلغ عدد السياح الروس الذين زاروا دبي عن طريق ناتالي تورز 27 ألفاً عام 2006 وارتفع الرقم إلى 95 ألفاً عام ،2007 وتستهدف الشركة بلوغ عدد السياح الروس بنهاية هذا العام إلى مائة ألف تشكل أكثر من 30% من السياح الروس القادمين إلى الإمارات''· وأضاف العريضي أن النجاح الذي تحقق خلال الأعوام الثلاثة الماضية بالتعاون مع دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي خلال انعقاد المؤتمر السنوي هو الذي أدى إلى انعقاد المؤتمر للمرة الرابعة في دبي، وهو الأمر الذي يُعد السابقة الأولى لإحدى الشركات العالمية التي تعقد مؤتمرها السنوي في نفس الوجهة السياحية ثلاث سنوات متتالية، مشيراً إلى أن دبي هي المدينة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يُقام فيها المؤتمر السنوي، وهو دليل على المكانة المرموقة التي تحتلها دبي في السوق الروسي· ونوه الى أن المشاركين في المؤتمر السنوي لشركة ناتاليا وصلوا إلى دبي يوم الخميس الماضي، وقد أعدت ألفا تورز لهم برنامجاً سياحياً لزيارة أهم المواقع السياحية في دبي والمشروعات الجديدة فيها وكذلك المعالم الفندقية وكذلك زيارة بعض إمارات الدولة، مشيراً الى أن ألفا تورز قامت في الموسم السياحي 2006/2007 بمناولة نحو 700 ألف سائح من جميع أنحاء العالم، وأن هذا الرقم مرشح للزيادة خلال هذا العام بنسبة 15؟· وقال رحيم أبو عمر: إن الشراكة بين مجموعة فنادق الحبتور وألفا تورز وناتاليا تورز ساهمت في نمو عدد النزلاء في فنادق الحبتور في دبي بنسب كبيرة، موضحاً أن السياح الروس يمثلون نحو 25؟ من عدد النزلاء الاجمالي، ويرتفع الرقم الى 35% في فنادق الشواطئ، مشيراً الى أن السائح الروسي حالياً من اعلى السياح انفاقاً· وأضاف رحيم: يمثل السوق الروسي واحداً من اهم الاسواق السياحية في المرحلة الحالية، خاصة مع تدني العديد من الاسواق السياحية المصدرة الى الامارات، الأمر الذي يتطلب جهداً أكبر في الترويج السياحي للامارات في البلدان الروسية، وزيادة الميزانيات المخصصة للترويج، مشيراً الى أن الامارات تمثل ثاني أكبر سوق مستقبل للسياح الروس، والأول من حيث معدلات العوائد والإنفاق على مستوى السياحة الروسية في الشرق الأوسط، وهو ما انعكس على نمو عائد الفنادق والغرف عامة·