بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وفي عملية هي الأكبر من نوعها حتى تاريخه، أطلق «الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى» في 14 أبريل الماضي 2000 طائر حبارى آسيوية في جمهورية كازاخستان، وذلك في إطار الجهود الدولية التي تبذلها أبوظبي لضمان مستقبل طائر الحبارى على امتداد بيئته الطبيعية.
وقد تم إكثار مجموعة الطيور في وقت سابق ضمن المنشآت الحديثة التي يديرها «الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى» في أبوظبي، ثم تم نقلها مباشرة إلى كازاخستان لإطلاقها هناك.
وقد تم إنتاج هذه الطيور عام 2013. وعن هذه الخطوة النوعية، قال محمد صالح البيضاني، مدير عام الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى: «هذا يوم تاريخي لجهود الحفاظ على الحبارى، ذلك أن عمليات الإطلاق السابقة في جمهورية كازاخستان كانت تجريبية ومحدودة هدفها دراسة مسارات هجرتها وسلوكياتها، لكن هذا النوع من عمليات الإطلاق لهذا العدد غير المسبوق من الحبارى نحو البرية، يشكّل نقلة نوعية ويرتقي بآليات عملنا وإنجازاتنا إلى مستوى جديد كلياً».
وقد تم نقل مجموعة الحبارى جواً إلى منطقة شايان بالقرب من مركز الشيخ خليفة لإكثار الحبارى في كازاخستان.
حيث تم بعدها نقل الطيور مباشرةً إلى المواقع الثلاثة المخصصة لعملية الإطلاق جنوب (كيزيلكوم)، ووسط (بيتباك دالا)، وغرب كازاخستان (مانغيستان) ضمن مناطق المحميات.
وقد تم تجهيز كافة الطيور التي تم إطلاقها بحلقات معدنية تعريفية، وتركيب بعض أجهزة التتبع بالأقمار الصناعية المزودة بتقنية الجي بي اس على 93 طائراً (بالتساوي في المواقع الثلاثة) مع 20 طائرا إضافيا من الإناث المزودة بأجهزة تتبع لاسلكية والتي تم إطلاقها في منطقة بيتباك دالا.
وسوف توفر أجهزة التتبع بيانات حيوية مهمة عن مسارات هجرة الحبارى، وتعزز فرصها في البقاء على قيد الحياة بفعل البرنامج الريادي الدولي الذي تقوده أبوظبي للحفاظ على طائر الحبارى في نطاق انتشاره.
وأضاف البيضاني: «لقد أثمرت الخبرات التراكمية للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى على مدى سنوات عديدة في تنفيذ عملية من هذا الحجم وعلى هذا المستوى من التعقيد بمهنية عالية.
أغتنم هذه الفرصة لأشكر جميع من شاركوا في تحقيق هذا النجاح المتميز، خاصةً فريق عمل الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، والمسؤولين والموظفين المختصين في كازاخستان، وشركاءنا في «رينيكو». فإطلاق الحبارى بهذه الأعداد الكبيرة لن يساعد فقط في تخفيف الضغط على المجموعات البرية، بل سيحقق أيضاً استدامة أعدادها على المدى البعيد». وتأتي عملية الإطلاق الكبرى بعد فترة قصيرة على توقيع اتفاقية التفاهم بين أبوظبي وكازخستان في شهر يناير مطلع العام الحالي، والتي وضعت أسس تشغيل «مركز الشيخ خليفة لإكثار الحبارى» في منطقة شايان جنوب كازاخستان، رابع المراكز الدولية التي يديرها الصندوق في إطار جهوده للحفاظ على طائر الحبارى في دول انتشاره.
وقد شملت الاتفاقية خطوات عملية مهمة لتخصيص مناطق محمية لبيئة الحبارى الطبيعية.
ويمتد النطاق الجغرافي الشاسع لانتشار الحبارى الآسيوية من مصر غرباً حتى جمهورية منغوليا شرقاً، لكن كازاخستان تكتسب أهمية استراتيجية ضمن هذا النطاق، لأنها تضم نحو 80 بالمائة من مجموع الحبارى الآسيوية المهاجرة في العالم.
وخلال هجرتها، تقطع طيور الحبارى الآسيوية آلاف الكيلومترات، ويصل بعضها حتى منطقة شبه الجزيرة العربية، هرباً من صقيع الشتاء القارس في آسيا الوسطى.
ولعلاقة الشراكة بين الإمارات وكازاخستان تاريخ طويل بدأ مبكراً منذ عام 1994، عندما باشر باحثون مختصون من أبوظبي بإجراء دراسات ميدانية في كازاخستان حول البيئة الطبيعية لطائر الحبارى.
وتأكيداً لأهمية موقع كازاخستان في جهود الحفاظ على طائر الحبارى، تم تتويج هذه الشراكة عام 2007 باتخاذ قرار ببناء مركز إكثار دائم هناك هو «مركز الشيخ خليفة لإكثار الحبارى في كازاخستان».
(أبوظبي- الاتحاد)
عدد اليوم
