الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تداعيات الأزمة المالية تضرب سوق تمويل المشروعات في الشرق الأوسط

تداعيات الأزمة المالية تضرب سوق تمويل المشروعات في الشرق الأوسط
29 سبتمبر 2008 00:21
يبدو أن أزمة السيولة التي أضحت تمسك بخناق أسواق المال العالمية قد امتدت تداعياتها وباتت تضرب قطاع تمويل المشاريع في منطقة الشرق الأوسط بعد التراجع الملحوظ في أعداد البنوك التي تسعى الى إبرام الصفقات· وعلمت ''ميد'' من مصادر موثوق بها في الصناعة أن هناك 12 مؤسسة مالية فقط مقارنة بـ45 مؤسسة قبل عامين من الآن تبحث بنشاط عن الصفقات بعد أن جفت منابع السيولة الدولارية وتراجعت الشهية بشكل ملحوظ على انجاز الصفقات طويلة الأمد· ولقد أصبحت البنوك الاقليمية والدولية على حد سواء تحاول بازدياد تجنب المخاطر في ظل الانكماش الذي تعاني منه أسواق المال العالمية بعيد انهيار مصرف ليمان براذر الاستثماري في الولايات المتحدة الأميركية وتأميم المجموعة الأميركية الدولية (ايه آي جي) للتأمينات· على أن هذا الوضع أصبح يمثل انعطافاً مفاجئاً ويدشن لمرحلة جديدة في منطقة الخليج، خاصة أن 45 مصرفاً كانت حتى وقت قريب لا يتعدى عام 2005 تضطلع بإنجاز أكبر 20 صفقة في قطاع المشاريع· ولكن الوضع يدل أيضاً على تناقض حاد مع ما كان يحدث قبل 18 شهراً من الآن عندما كان عدد البنوك الحريصة على الحصول على الصفقات كبيراً جداً في وقت انخفضت فيه أسعار المناقصات إلى مستوى متدن لا يزيد إلا بمقدار 50 نقطة أساس فقط على معدل (الليبور) في لندن· أما الآن فإن أي صفقات يمكن أن تحظى بدعم من البنوك أصبح من المتوقع أن تكلف أصحابها أكثر من 150 نقطة أساس فوق معدل الليبور· ومن ضمن البنوك التي ما زالت تسعى الى تمويل المشاريع في المنطقة كبار اللاعبين الدوليين مثل ''اتش اس بي سي'' ومصرف ''بي ان بي باريبا'' بالاضافة إلى البنوك الاقليمية مثل البنك العربي· أما البنوك العالمية الأصغر حجماً مثل ''بايرن ال بي'' و''ستاندارد تشارترد'' مازالت ملتزمة بتمويل المشاريع في المنطقة، إلا أنها أصبحت تجد من الصعوبة بمكان تمويل القروض طويلة الأجل بالدولار· ويقول أحد المصادر في البنوك التي تعمل في مشروع الشويهات (2) المستقل للطاقة والمياه في دولة الإمارات ''أصبحنا نشهد تناقص عدد البنوك الناشطة في سوق تمويل المشاريع بالنسبة لهذه الصفقة، ولم نجد سوى 8 إلى 10 بنوك ما زالت تتمتع بالشهية كعروض المشاريع طويلة الأجل، وهو أمر يعتبر انعطافاً كاملاً عما كان يحدث قبل 18 شهراً من الآن''· إلى ذلك فقد بلغ أسعار القرض بالدولار بين البنوك لفترة ثلاثة أشهر 3,21 في المائة في 23 سبتمبر الجاري، أي أكثر من المعدل المستهدف من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي في مستوى 2 في المائة وبشكل بات يشير بوضوح إلى مدى غلاء الحصول على الدولارات من البنوك من أجل تمويل المشاريع· ويشار أيضاً إلى أن مشروع الشويهات (2) الذي تمضي في تطويره شركة سويز اينرجي الدولية البلجيكية يعتبر أحد أقرب المشاريع إلى دخول السوق، إلا أن مصدراً في أحد البنوك المنضوية تحت مجموعة المصارف المتعهدة بتوفير التمويلات في المنطقة ذكر أن الصفقة ربما لن تدخل السوق إلا بعد أن تتحسن الظروف الحالية· واستطرد قائلاً: ''لا أدري متى سيتم إطلاق هذه الصفقة· إننا نتفاوض حالياً مع شركة سويز لأنها حريصة على الحصول على تمويل المشروع في هذا العام، إلا أن السوق لا تبدو مواتية للمضي قدماً في الصفقة في هذه اللحظة''· علماً بأن مجموعة المصارف المتعهدة بتمويل الصفقة هي بنوك كايلون وناتيكسيز بالاضافة إلى بنك بايرن ال بي· وتحتوي قائمة المشاريع التي تنتظر التمويل على مشروع شديد للفولاذ في سلطنة عمان الذي تطوره شركة الغيث القابضة في أبوظبي والذي تجرى إعادة هيكلته من قبل مستشاره المالي بنك أبوظبي الوطني· ولقد ذكر المصرفيون المطلعون على الصفقة أنه بمجرد أن يصار إلى حل مسألتي المناقصة وفترة استيفاء الدين فإن المشروع سوف ينجح في الحصول على التمويل نسبة لصغر حجمه النسبي· علماً بأن بنك أبوظبي الوطني يبحث تجميع مبلغ 500 مليون دولار في شكل قرض· ومن جهة أخرى فقد ذكر رمزي السويدي رئيس دائرة الاستثمارات في بنك الطاقة الأول في البحرين أن البنك يعمل على هيكلة صفقة تهدف لشراء حفارين للنفط بتكلفة تبلغ 400 مليون دولار· وهو يتوقع أنه من خلال تقليل فترة استيفاء الدين وتوفير عائدات جيدة للبنوك مقابل استثماراتها فإن من الممكن أن يحصل المشروع على الدعـــم المالي· ومضى يقول: ''لقد أصبح من الصعوبة بمكان الحصول على أي صفقات للتمويل تنطوي على فترة لاستيفاء الدين تزيد على 10 سنوات في السوق الحالية''· أما اللاعبون السابقون في سوق تمويل المشاريع مثل بنك الخليج الدولي ومؤسسة المصرف العربي فقد هجروا هذه السوق كما يرى بعض منافسيهم· وفي الوقت الذي أشار فيه ممثلو هذين المصرفيين إلى أنهم ما زالوا مهتمين بهذا القطاع إلا أن مصرفيين في داخل البنكين أقروا أن هاتين المؤسستين أصبحتا تدقق كثيراً في التفاصيل، كما أن الشروط وفترات استيفاء الديون باتت تعني أن من غير المرجح الموافقة على هذه الصفقات إلى أن يتم تحسن الشروط· بل إن بعض البنوك العالمية في المنطقة أصبحت تركز الآن على العمل الاستشاري في المشروع والتي يمكنها مساعدتهم على استدرار الرسوم بدون أن تؤثر على ميزانياتهم· وفي ظل وجود مشاريع تزيد قيمتها على 20 مليار دولار وتبحث عن تمويل في فترة ثلاثة أو أربعة أشهر قادمة فقد أعربت العديد من البنوك عن مخاوفها عن الكيفية التي سوف يتم بها تحقيق الصفقات· إذ يقول أحد ممولي المشاريع في لندن: ''لقد ولّت فيما يبدو تلك الأيام التي درج فيها أصحاب المشاريع على إرسال مذكرة التفاهم والمعلومات إلى البنوك وعندما كانت الشهية منفتحة بالكامل بحيث تحصل على الردود في خلال فترة أربعة أسابيع فقط· لقد أصبحنا نناضل من أجل الحصول على أي صفقات جديدة قبل نهاية هذا العام''· عن ميد
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©