الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الثقة في باكستان

29 سبتمبر 2008 00:20
بعد أسبوع على الهجوم الإرهابي الذي وقع على فندق ''ماريوت''، تكافح باكستان من أجل التعامل مع أزمة مالية، ومع تداعيات التهديد الإرهابي الذي انتقل إلى قلب الدولة الباكستانية، والذي هز بعنف الثقة في الحكومة الجديدة، في أوساط الباكستانيين والدبلوماسيين والمستثمرين على حد سواء؛ في نيويورك، التقى الرئيس الباكستاني الجديد ''آصف علي زرداري'' يوم الجمعة الماضي، مع ممثلي مجموعة الدول المانحة التي تشمل الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة العربية السعودية، والتي كانت تحاول تجميع 5 مليارات دولار حتى تتمكن باكستان من سداد أقساط الديون المستحقة عليها في موعدها المحدد· عقب الاجتماع، قالت وزيرة الخارجية الأميركية ''كوندوليز رايس'' إن الولايات المتحدة سوف تعمل من أجل المحافظة على الاستقرار الاقتصادي لباكستان، ولكن المشاركين فيه قالوا إنه لم يتم اتخاذ قرارات معينة في هذا الشأن باستثناء القرار الخاص، بأن الدول المانحة سوف تتقابل مرة ثانية في ''دبي'' الشهر القادم؛ وبالإضافة إلى تدهور الموقف الاقتصادي هنا، يشعر الدبلوماسيون، بقلق متزايد بشأن قدرة الحكومة على الحيلولة دون وقوع هجمات أخرى بنفس حجم الهجوم الذي وقع على فندق ماريوت، والذي أدى إلى مصرع 53 شخصا على الأقل، وإصابة ما لا يقل عن 250 آخرين· ويساهم ما تنشره الصحف في زيادة تلك المخاوف، ومنه على سبيل المثال ما ورد في افتتاحية صحيفة ''ديلي تايمز'' المؤيدة للرئيس ''زرداري'' يوم الجمعة الماضي من أن: ''مجلس الوزراء في ''إسلام اباد'' قد أصبح مواجهاً بحالة انهيار عام في الدولة''؛ وفي محاولة استثنائية لتهدئة المخاوف التقى ''رحمان مالك'' المستشار الأول بوزارة الداخلية مع 50 سفيرا كي يطمئنهم أن سفاراتهم وأطقمهم الدبلوماسية سوف يكونون في أمان؛ غير أن السيد ''مالك'' لم ينجح كثيرا في تهدئة مخاوفهم، خصوصا وأنه لم يبلغهم عن حدوث أي تقدم في التحقيقات التي تجري حول الانفجار· ويشار إلى أن تفجير فندق ''ماريوت'' قد نشر جوا ثقيلا من الكآبة والشكوك في العاصمة، وهو جو سيفاقم دون شك في مضاعفة المتاعب الاقتصادية المتخلفة من عهد الرئيس ''برويز مشرف''؛ كما يشار أيضا إلى أن الكثير من رجال الأعمال في باكستان قد شرعوا بالفعل في نقل أنشطتهم خارج باكستان وبالذات إلى دبي وماليزيا، وهو ما سيؤدي إلى زيادة مصاعبها حدة خصوصا وأن الاستثمارات الأجنبية كانت قد قلت كثيرا قبل التفجير، ويخشى الكثيرون الآن إلى توقفها تماما بعدما حدث· وكانت مؤسسة'' مودي'' العالمية العاملة في مجال تقييم مخاطر البيئة الائتمانية في البلدان المختلفة قد غيرت تصنيف باكستان من''مستقر'' إلى ''سلبي''، بسبب تناقص احتياطات البلاد من النقد الأجنبي، والأخطار المترتبة على الإرهاب، وارتفاع نسبة التضخم في البلاد؛ المجتمع الدولي لن يسمح بتحول باكستان إلى دولة فاشلة ''كان هذا ما قاله واحد من الاقتصاديين الكبار العاملين في إحدى المؤسسات المالية الدولية التي تحاول إنقاذ الاقتصاد الباكستاني· ويشار في هذا السياق إلى أن كبار المسؤولين في منظمات الأمم المتحدة العاملة في باكستان، قد أجلوا اتخاذ قرار بشأن ما إذا ما كانوا سوف يرسلون أفراد عائلاتهم وموظفيهم الأجانب إلى مواطنهم، وخصوصا بعد بدأت بعض السفارات الأجنبية في التفكير فيما سيتعين عليها اتخاذه في هذا الشأن، وبعد أن قامت الخطوط الجوية البريطانية بتعليق رحلاتها إلى هناك بالفعل· وأكثر ما يتخوف منه الدبلوماسيون الأجانب وموظفو الأمم المتحدة هو ذلك التراخي في تطبيق الإجراءات الأمنية؛ ففي ليلة الانفجار شوهد رجال الأمن المكلفون بحراسة منطقة وسط المدينة والتي تعتبر من المناطق التي يفترض أنها تحظى بحراسة أمنية مشددة وهم يجلسون على الرصيف لتناول وجبة الإفطار الرمضانية؛ وهذا التراخي في الإجراءات الأمنية، يفسر في نظر هؤلاء الدبلوماسيين السهولة البالغة التي تمكنت بها الشاحنة المحملة بكل تلك الكمية من المتفجرات من الاقتراب من فندق ماريوت وتفجيره· جين بيرليز- إسلام أباد ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©