الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

روسيا··· نهضت من كبوتها

روسيا··· نهضت من كبوتها
29 سبتمبر 2008 00:19
واصلت موسكو استعراض عضلاتها على المسرح العالمي يوم الجمعة الماضي، بتعزيز علاقاتها مع فنزويلا، وذلك من خلال منحها قرضاً عسكرياً قدر بمليار دولار، وإنشاء شركة نفطية مشتركة بين البلدين، فضلا عن إعلان تطوير جيشها بالتركيز على قوة الردع النووي والاستعداد الدائم لخوض العمليات القتالية؛ فعقب التدريبات العسكرية التي أجراها الجيش الروسي يوم الجمعة الماضي في مدينة ''أورينبورج'' الجنوبية على مقربة من الحدود الكازاخستانية أعلن الرئيس الروسي ''ديمتري ميدفيديف'' أنه بحلول العام 2020 ستقوم موسكو ببناء أنواع جديدة من السفن الحربية، بما في ذلك تزويد الغواصات النووية بصواريخ كروز وإقامة نظام للدفاع الجوي لم يحدد طبيعته؛ وتأتي هذه الخطوات لتؤكد استمرار التوتر في العلاقات بين روسيا والغرب بعد حرب الخمسة أيام الأخيرة في جوروجيا دون أن تثير أية ردود فعل متشنجة من قبل واشنطن، إذ يبحث المسؤولون الأميركيون ما إذا كانت الخطوات الأخيرة مجرد استكمال للمبادرات الموجودة أصلا، أم أنها إشارة إلى بدء سباق تسلح وإن كان بوتيرة بطيئة؛ وفي لقاء لها مع وكالة رويترز صرحت وزيرة الخارجية كوندليزا رايس تعليقاً على الموضوع قائلة ''لن تغير الإجراءات الروسية شيئا في ميزان القوى الخاص بالردع النووي''· من جانبه أكد الأدميرال ''مايل مولين'' -رئيس هيئة الأركان المشتركة- في مؤتمر صحفي بوزارة الدفاع، أن نظراءه الروس كانوا واضحين خلال الفترة السابقة أن ''خططهم تقتصر على تحديث القوات الروسية''، مشيراً في الوقت نفسه إلى انسجام الخطط الروسية مع السياسة العامة المتبعة في السنوات الأخيرة؛ لكن يبدو أن الحرب في جورجيا أعادت ترتيب الأولويات لتدفع بروسيا نحو تعزيز علاقاتها مع فنزويلا بسبب الاستنكار الواسع الذي واجه به الغرب سواء في الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة تحركها العسكري الأخير؛ ولم يكن مستغرباً في هذا السياق وصول الرئيس الفنزويلي إلى العاصمة موسكو واستقباله من قبل المسؤولين الروس يوم الخميس الماضي· فقد أعلن ''ميدفيديف'' أن الصراع الذي اندلع في جوروجيا يؤكد ''حاجة روسيا الملحة'' لتحديث قواتها العسكرية، حيث سترفع موازنة الدفاع بحوالي 26 بالمائة في العام المقبل لتصل إلى 50 مليار دولار، وهو أعلى مستوى تبلغه موازنة الدفاع الروسية منذ سقوط الاتحاد السوفييتي؛ وتابع الرئيس الروسي خطابه مبررا خطوات بلاده الأخيرة قائلا: ''لقد شهدنا مؤخرا اعتداء من قبل النظام الجورجي، واكتشفنا أنه يمكن للحرب أن تندلع فجأة، وأن تأخذ منحنى حقيقيا، ويمكن للحروب المجمدة أن تتحول إلى مواجهات عسكرية كبيرة''؛ ويشار إلى أن شرارة الصراع في جورجيا اشتعلت في 7 أغسطس عندما شنت جورجيا هجوماً على الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا في أوسيتيا الجنوبية، فردت روسيا بإرسال قواتها عبر الحدود لتتوغل في عمق الأراضي الجورجية، لتعترف روسيا في خطوة لاحقة باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا باعتبارهما دولتين ذات سيادة، كما تعهدت بالدفاع عنهما وحماية حدودهما· وبرغم السرعة التي حسمت بها روسيا الحرب الأخيرة في جوروجيا وسيطرتها على الوضع، إلا أنها كشفت أيضا عن اختلالات كبيرة في الجيش الروسي وضعف جاهزيته؛ فقد كان لافتا على سبيل المثال، إسقاط الدفاع الجوي الجورجي لست طائرات روسية في دليل واضح على ضعف الصيانة وغياب التدريب الجيد، كما تكبدت القوات الروسية خسائر بسبب الافتقاد إلى التغطية الجوية عندما دخلت أوسيتيا الجنوبية وجرح أحد الجنرالات الروس في كمين جورجي بعدما تحرك بقواته دون توفر المعلومات الاستخباراتية؛ وفي إطار الخطوات الروسية الجديدة، أعلن الرئيس الروسي أنه بحلول 2020 ستعزز بلاده قدراتها في مجال الردع النووي، مثل تحديث الغواصات النووية واستحداث نظام للدفاع الجوي، كما أكد على أن القوات الروسية ستطور على أساس الاستعداد الدائم لخوض الحروب ورفع جاهزيتها القتالية، مشيراً في الوقت نفسه إلى ضرورة الاهتمام بالتدريب والبحث العسكريين؛ وحسب تصريح منقول عن الموقع الإلكتروني للكرملين قال ''ميدفيديف'' ''علينا التركيز على التفوق الجوي في توجيه ضربات دقيقة ضد أهداف برية وبحرية، فضلا عن الانشار السريع للقوات''؛ وعبر عن هذا التوجه الروسي المحلل العسكري المستقل ''ألكسندر جولتس'' قائلا: إن تصريحات ''ميدفيديف'' تحمل رسالة واضحة إلى الأجانب والروس على حد سواء مفادها أن ''روسيا نهضت من كبوتها، وأنها تريد التصرف كقوة عظمى''· وفي لقائه مع الرئيس الفنزويلي ''شافيز'' وافق ''ميدفيديف'' على إقامة نوع من الشراكة الروسية-الفنزويلية في مجال الطاقة، تقتسم الموارد لإنتاج النفط والغاز ثم بيعهما في الأسوق العالمية؛ ومع أن الشركات الروسية موجودة مسبقاً في فنزويلا للتنقيب عن النفط، إلا أن الاتفاق الحالي سيسمح لتلك الشركات بتوسيع أنشطتها في البلدان المجاورة مثل الإكوادور وبوليفيا؛ ولا يقتصر التعاون بين روسيا وفنزويلا على النفط والغاز، بل يتجاوزهما إلى قطاعات أخرى مثل الطاقة النووية، حيث أكد رئيس الحكومة، ''فلادمير بوتين'' أن روسيا ستنظر في إمكانية التعاون مع فنزويلا لبناء منشآت نووية، كما أعلن ''شافيز'' من ناحيته أنه يسعى إلى إقامة بنك روسي فنزويلي، هذا ومن المتوقع أن يجري البلدان مناورات بحرية مشتركة في شهر نوفمبر المقبل· وفيما يتعلق بالموقف من الحرب الأخيرة في جورجيا أعاد ''شافيز'' تأكيد حق روسيا في التدخل قائلا: ''إننا نعرف من يقف وراء الصراع، ومن شن الهجوم على أوسيتيا الجنوبية، وكيف حصل ذلك''· إلين باري-موسكو ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©