الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

علي المرموري يقرأ بنية القصيدة الشعبية ودلالاتها

علي المرموري يقرأ بنية القصيدة الشعبية ودلالاتها
24 ابريل 2012
ضمن فعاليات برنامج “إبداعات شعبية” استضاف مركز الشارقة للشعر الشعبي مساء أمس الأول في مقره بمنطقة شرقان بالشارقة الكاتب والباحث التونسي علي بن عبدالقادر المرموري الذي قدم محاضرة تضمنت دراسة بحثية بعنوان “القصيدة الشعبية.. السياق والدلالة” اعتمادا على كتاب قدمه المرموري بذات العنوان ولقى صدى إيجابيا واسعا في الأوساط الأدبية والأكاديمية والشعرية في تونس والعالم العربي. شهد المحاضرة راشد شرار مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي ولفيف من الشعراء والباحثين والمهتمين الذين تفاعلوا مع القراءات البحثية الجديدة التي قدمها المرموري حول النصوص المفتوحة والموحية للشاعر الشعبي في ماضي وراهن القصيدة النبطية. قدم للمحاضرة محمد عبدالسميع يوسف مسؤول الأنشطة بالمركز والذي أشار إلى أن أهمية المحاضرة تتمثل في تناولها للسياق النصي في القصيدة الشعبية والذي يمنحها قوة التعبير ويوفر لها الأرضية الإبداعية الخصبة التي تنمو في فضاءاتها الروافد الفنية الأخرى. أما الباحث علي المرموري فتناول في مستهل المحاضرة موضوع القصيدة الشعبية وسؤال التنظير والإجراء، مستعرضا بعض القصائد الشعبية التي أثرت في الأدب التونسي لما تحمله من دلالات الأصل المنفتح على أزمنة وخبرات فردية وجماعية ووقائع وحالات مقترنة بالذاكرة الشعبية. وأوضح المرموري أن الإهمال الذي عانى منه الشعر الشعبي يعود لما تتطلبه جمالياته من خلخلة وتمييع للمعنى، وإن تحول الوظيفة الإسنادية وتغييرها قد اختص بها كل تعبير أدبي، ولكنه ــ كما أشار الباحث ــ يظهر جليا في الشعر أكثر منه في النثر. وتناول الباحث في محاضرته التجليات الجمالية والمقومات الشعرية في القصيدة الشعبية من حيث النظم المعيارية والأنماط الدلالية في هذه القصيدة. وأوضح المرموري أن القصيدة الشعبية تتكون من أنساق علاماتية موزعة بين أنساق لها علاقة بالممارسة اليومية من خلال آليات لغوية متوائمة أو منحرفة عن مسار حياديتها. وأكد المرموري أن الإيقاعات الخفية والأخرى الظاهرة في القصيدة الشعبية تبدو ملاصقة للميثولوجي والتاريخي والأسطوري والتراثي، ما يجعلها إيقاعات قابلة للتحول إلى نغمات شعبية أبطالها الناس والأشياء ومادتها لغة اليومي والمعيش، وبها يتحقق التعالق بين بنية النص وبنية الدلالة. واشار المرموري في نهاية المحاضرة إلى ان النص الشعري الشعبي يحمل معناه الذي يتأرجح بين حقيقتين احداهما معلنة والثانية مضمرة، فهو نص مخاتل يقول أشياء ويسكت عن البعض الآخر، كما أنه نص يتكئ على الصورة الشعرية المركبة والهاربة بنية رفع دقة الرصد والتصوير التي تحضر في مخيلة الشاعر لحظة ولادة النص فيسعى إلى هذه المخيلة تماشيا مع ذائقة التلقي والذات المصغية خارج النص، منوها إلى أن هذا النص بالذات يتميز بلغة مكثفة ومشحونة بتأملات الذات والواقع والتفاعل بينهما وذلك ضمن علاقات ضمنية وجدلية ودائمة بين الشاعر والمتلقي لتتجلى المفردات المدونة صورا شعرية تحول القصيدة إلى خطاب عال يتأمل نفسه قبل أن يتحول إلى رؤية شاملة للمحيط المادي والميثولوجي. ثم استعرض الباحث مجموعة من القصائد الشعبية التونسية التي تداخلت مفرداتها وأخيلتها مع التحليلات النقدية والمستويات البنيوية والتفكيكية التي تضمنتها قراءته لهذه القصائد.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©