الوفود تسعى لإنقاذ “سفينة كوبنهاجن” من الغرق في اللحظة الأخيرة

واصلت الوفود المشاركة في مفاوضات قمة المناخ المنعقدة في كوبنهاجن برعاية الأمم المتحدة جهودها أمس، للتغلب على العقبات التي لا تزال تعيق طريق التوصل الى اتفاق بشأن الانبعاثات الغازية. ومن جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن على كل الدول تحديد نسب مستهدفة أكثر صرامة لخفض انبعاثات الكربون لمحاربة ظاهرة الاحتباس الحراري، وإن على الدول الغنية أن تحدد مبالغ مستهدفة لإعانة الدول الفقيرة بحلول عام 2020. وصرح وزير البيئة الألماني نوربرت روتجن بأن مجموعة من 25 دولة، بينها بريطانيا وألمانيا وأربع دول أوروبية أخرى، ستبحث سبل مساعدة رئاسة المؤتمر في التغلب على تلك العقبات. وأوضح روتجن أن هناك مشكلات أخرى لا تزال قائمة بين الرئاسة الدنماركية للمؤتمر ومجموعة الـ 77 للدول النامية، والتي تضم دولا كبرى مثل الهند والصين، ودولاً أصغر من قارة إفريقيا. ونفت مصادر دبلوماسية في كوبنهاجن التقارير التي تحدثت عن ورقة تسوية جديدة تم تقديمها إلى وفود حوالي 200 دولة مشاركة في المفاوضات. وقال عضو في وفد دولة توفالو، تلك الجزيرة الواقعة في المحيط الهادئ والمهددة بالغرق في حال واصل مستوى مياه البحر ارتفاعه بسبب الاحتباس الحراري، “نشعر باستياء شديد ازاء عدم إحراز تقدم وأشعر وكأننا على متن تايتانيك وأننا في طريقنا للغرق سريعاً” يأتي هذا بينما صرحت مصادر في الاتحاد الأوروبي بأن التكتل ربما يحسن من عرضه بشأن خفض الانبعاثات الغازية إلى 25% في محاولة لكسر جمود القمة. وكان الاتحاد الأوروبي وعد بالفعل بتخفيض الانبعاثات بنسبة 20% بحلول عام 2020 مقارنة بمستويات عام 1990. وقبل انطلاق قمة كوبنهاجن، قال الاتحاد إنه سيزيد هدفه بخفض الانبعاثات بنسبة 30% فقط في حال تقديم المصادر الاخرى الرئيسية للتلوث عروضا مماثلة. وحتى الآن، عرضت الولايات المتحدة خفض انبعاثاتها بنسبة 17% بحلول 2020 مقارنة بمستويات عام 2005. ولكن المفاوضين الأميركيين قالوا إن أهدافهم على المدى الابعد أكثر طموحا. ومن المنتظر أن يشمل العرض الجديد للاتحاد الأوروبي تخفيضا غير مشروط للانبعاثات بنسبة 25% أو 26% بحلول عام 2020 أو 30% بحلول عام 2025. وقال بان كي مون على هامش اجتماع كوبنهاجن “يتبقى أمامنا ثلاثة أيام فقط للتوصل إلى اتفاق نهائي في كوبنهاجن. أنا متفائل بدرجة كافية”. وأضاف “أحث كل الدول على التقدم بنسب مستهدفة أكثر طموحاً”. وتابع “أحث كل الدول المتقدمة والنامية على العمل معا. أعتقد أن بإمكانهم كما يتحتم عليهم بذل المزيد من الجهد من أجل كبح الانبعاثات وتحديد الدعم المادي”. واستطرد “الدعم المادي للدول النامية أحد مفاتيح التوصل لاتفاق في كوبنهاجن”. ومن جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون إن محادثات كوبنهاجن تواجه تحديات “ضخمة” ولكن “ليست تعجيزية”. كما حث براون كافة الأطراف على المساعدة في التوصل إلى اتفاق بحلول غد (الجمعة) يوم ختام القمة. رئيس وزراء الدنمارك يصبح رئيساً لمحادثات المناخ كوبنهاجن (رويترز) - قالت الأمم المتحدة أمس إن رئيس وزراء الدنمارك لارس راسموسن سيحل محل وزيرة البيئة الدنماركية كوني هيديجارد كرئيس لمحادثات المناخ التي تنظمها الأمم المتحدة في الجلسة الختامية. وقالت هيديجارد في اجتماع أمام ممثلي 193 دولة «مع وصول عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات: فمن المناسب أن يتولى رئيس وزراء الدنمارك الرئاسة»، «ولكن رئيس الوزراء عينني مبعوثة خاصة له ومن ثم سأواصل المفاوضات مع زملائي من أجل التوصل لنتيجة». وتابعت أن هذه الخطوة إجرائية. وكانت هيديجارد واجهت انتقادات من دول إفريقية لتفضيلها الدول الغنية في المفاوضات.