الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطابعات.. حظ عاثر وتذمر دائم

الطابعات.. حظ عاثر وتذمر دائم
3 يوليو 2010 21:10
هي من الآلات التي يصعب إرضاؤها، تهوى صيد الأوراق وتحترف العبث بأمزجة مستخدميها. ومع أن غيرها من الآلات من شاشات الكمبيوتر المسطحة والفأرة اللاسلكية مافتئت تُسابِق الزمن لتطوير قدرتها وأدائها وجاذبية شكلها، فإن الطابعات ظلت من الإلكترونيات الأقل مقدرة على إغراء الناس باقتنائها. دانييل بلاكمان يبلغ من العمر 47 عاماً . يعمل رئيساً تنفيذياً لشركة هاوكاست ميديا الموجود مقرها في نيويورك ويهوى المقتنيات التكنولوجية. وآخر جهاز اقتناه كان آي باد 3 جي الجديد، ولديه كاميرا من نوع كانون وكاميرا يدوية من نوع سوني وجهاز عرض عالي الجودة. شيء واحد فقط لم يستهوه قط هو الطابِعة. يقول مصنِّعو الطابعات إن المشكلة لا تكمن دائما في الطابعة، بل في الأشخاص الذين يستخدمونها. فالتعاطي معها بخشونة وسوء معاملتها يؤثران في حساسية الآلات بشكل عام. “الناس يتعاطون مع أجهزة الكمبيوتر بحذر، لكن الأمر يختلف مع الطابعات، فالكل يتعامل معها وكأنه خبير ميكانيكي” يقول جورج ليموس، مدير أول لشركة إيه بي سي لخدمات الكمبيوتر في نيويورك حيث يجرى 40% من أعمال صيانة وإصلاح الطابعات. معالِج ذاتي أعلنت شركة إتش بي الرائدة في صناعة الطابعات هذا الشهر أن طابِعاتها الجديدة ستكون مزودة بخاصية البُرُد الإلكترونية حتى تتيح لمستخدميها طباعة ما يرغبون فيه من هواتفهم الذكية أو من أي جهاز آخر من الأجهزة الموصولة بالإنترنت. وستطرح إتش بي أيضا في السوق طابِعات ليزر تكشف بشكل آلي مكان عُلُوق الورق وتُرشِد المستخدمين إلى كيفية العثور عليه في الشاشة. وأضافت الشركة أيضا أن نسبة قصور حَبَّاراتها الحالية أقل بنسبة 25% من سابقاتها التي أُنتِجت عامي 2009 و2006، فضلا عن أن أداء طابِعات الليزر تَحَسَّن بنسبة 20%. وترفض “إتش بي” الإقرار بأن الطابِعات ما زالت مع ذلك تُسَبَّبُ المتاعب لمستخدميها. أكثر الشكاوى شيوعاً ويبقى عُلوق الأوراق في الطابِعة على رأس الشكاوى الواردة من العملاء. وعادةً ما يَجِفُّ حبر الحَبَّارات أو تَنْسَدُّ فوهتها. أما في طابِعات الليزر، فإن المذنب عادةً هو اللاَّحِم، وهو الجزء الذي يضغط مسحوق الحبر الذي يَرُصُّ النص والصور على الورقة المطبوعة، والذي ينتج عنه ذوبان بعض العناصر وانصهارها مثل اللاصقات. من جهتها، طوَّرت شركة “اكزيروكس” طابِعات ذات خاصية “المُعالِج الذاتي” التي تراقِب عمل عناصرها للتنبؤ بالمشكلات التي قد تحدث ثم تعالجها بشكل أوتوماتيكي. فالطابِعات التي تبدأ أسعارها بـ399 دولاراً، على سبيل المثال، يمكنها استشعار الحرارة الداخلية للطابِعة ورطوبتها ثم إعادة ضبط أدائها للحفاظ على جودة الطبع بانتظام. كما يمكن لطابِعات “اكزيروكس” إشعار الشركة المُصنِّعة بحاجاتها من الملحقات الجديدة أو الخدمات اللازمة عند الحاجة. الفنيون.. الراضون الوحيدون من هم الأشخاص الراضون عن الطابِعات والحال هذه؟ إنهم الفنيون الذين يصلحونها طبعاً. فهم يفضِّلون إصلاح الطابِعات على إصلاح أجهزة الحاسوب لأن وظيفة الطابِعات أسهل من وظائف الحاسوب، وهو ما يعني أن هامش المشكلات التي قد تتولد من إصلاح الطابِعات محدود جداً مقارنة بالحواسيب، أضف إلى ذلك أن إصلاح الطابِعات يتطلب مُتَّسَعاً أكثر من الوقت المطلوب عادةً لإصلاح الحواسيب. اتصال عاجل ذات ظهيرة، تلقت شركة إيه بي سي لخدمات الكمبيوتر والمتخصصة في إصلاح الطابِعات اتصالاً “عاجلاً” من معهد “صُوم” المتخصص في صناعة مستحضرات التجميل “الناس يقولون إن مشكلة عُلُوق الورق دائمة الحدوث، دائماً نفس المشكلة تتكرر!” ووجد السيد تشين في مكتبه بمعهد “صُوم” حبر طابِعة إتش بي ليزر من صنف 3390 تطبع بوفرة وبشكل أتوماتيكي الصفحات التي بها ثمانية خدوش دائرية. وأخبر إدوارد فالاس، المتحدث باسم معهد “صُوم”، السيد تشين بأنه كان يطبع لاصقات. ولا بد أن ذلك حدث داخل الطابعة لأن كل صفحة الآن صارت تُطبَع مدموغة بهذه الخدوش الثمانية. وظن تشين في بادئ الأمر أن الجهاز اللاَّحِم تسبب في صهر اللاصقات، وبالتالي أصبح من المستحيل إزالة تلك المادة الشحمية اللزجة سريعة الالتصاق، لذلك كان لا بد من استبدال اللاَّحم الذي تبلغ تكلفته 200 دولار لطابِعة عمرها سنة واحدة وسعرها 1,000 دولار، إضافة إلى 85 دولارا تكلفة زيارة تشين لها. وقد “سَبَّب حدوث ذلك ربكة كبيرة في العمل”، حسب قول فالاس. تأخر صرف الرواتب دونالد بارثيليمي شاب عمره 26 يعمل بشركة “بيست باي” منذ ست سنوات. يُجري من أربعة إلى خمسة اتصالات يومية للمنازل والشركات، وثلاثة إلى أربعة من هذه الاتصالات تكون حول مشكلات ذات علاقة بالطابِعات. ويقول بارثيليمي “إن عدداً من المشكلات ينتج في حقيقة الأمر عن تجاهل الإشارات التي تُصْدِرُها الطابِعات والتي تُشْعِر مستخدمها بنفاد الحبر من ماسورة الحبر أو بعطل أحد أجزائها نتيجة سوء الاستعمال”. ويقول بارثيليمي: “أسوأ اتصال كان ذلك الذي تلقيناه منذ ستة أشهر من شركة نقل البضائع من مقاطعة باراموس في نيوجرسي التي لم يعد لها وجود -رفض ذكرها بالاسم. كان اليوم يوم جمعة، وهو أحد أيام العمل الأسبوعية لدى الشركة، وكانت الشركة تحتاج لطبع شيكات لدفع الرواتب لعمالها. وكان مستعصياً على الطابِعات طبع أوراق الشيكات بشكل مصفوف سليم، مما جعل الشيك إما غير مقروء أو يحتوي المبلغ الخطأ، وهو ما جعل بعض الموظفين خرجوا من الشركة معربين عن إضرابهم عن العمل”. ويضيف بارثيليمي “لقد حاولوا ركل الطابعة وتحطيمها لأنها كانت السبب في عدم استلامهم رواتبهم ذلك اليوم”. وجزم بارثيليمي بأن الطابعة كانت في حاجة إلى استبدال وليس إصلاح. لا للعنف زادت أعداد صور ومقاطع الفيديو التي تُصَوِّر ضرب شخص ما للطابعة أو محاولته تحطيمها وصارت من المواد المألوفة في موقع “يوتيوب”. وغدا العديد من هذه المقاطع نوعاً من التكريم لفيلم “أوفيس سبايس” (فضاء المكتب) الذي كان أبطاله يَفِرُّون بطابِعات مُشَغَّليهم ويذهبون بها إلى حقل بعيد ويُشْبِعونها ضرباً بمضرب بيسبول. وأرسل تايلور فوكس، طالب دراسات عليا في جامعة ميسوري عمره 23 عاماً، مقطع فيديو مدته 23 ثانية يقوم خلاله بطرح طابعته الخاصة من نوع “ديل” بقوة في حاوية نفايات محاوِلاً تحطيمها بعنف، وذلك قبل ثلاث سنوات عندما كان سينتقل من جامعة أريزونا إلى ميسوري وكان بصدد انتقاء الأمور التي يجلبها معه والتي يتركها أو يلقيها في القمامة. وقال بمرارة “لقد سئمت شراء الحبَّارات وطفح بي الكيل!”. وتقوم شركة “ليكسمارك إنترناشونال” بتجميع 10,000 استمارة تغذية راجعة من زبائن الإلكترونيات كل شهر. وقد صَنَّفت هذه الاستمارات مشكلات الطابِعات ومزودي الخدمات ذات الصلة ضمن المشكلات الأكثر شيوعاً. تفادي تعطل الطابعات اِطبع بشكل دوري، فعدم الاستخدام يمكن أن يؤدي إلى نفاد الحبر أو يتسبب في انسداد رأس الحبَّارة. خَزِّن الأوراق بشكل مُسَطَّح، فوضع الأوراق بشكل عمودي يجعلها أكثر عرضة للالتواء ويتسبب من ثم في علوق الصفحة داخل الطابعة. أَزِلْ الورقة العالقة برفق، فجَرُّ الورقة العالقة بعنف قد يَضُرُّ بَكَرَاتِ الطابعة. قم بتحديث برمجياتك، فذلك يساعد في حل المشكلات التي قد يواجهها المستخدِم وفي إصلاح ما قد يعتري الطابعة من عِلل. أرباح الحبر تفوق أرباح الطابِعات يتنافس مُصَنِّعو الطابِعات بشراسة بشأن السعر. فسِعر العديد من الطابِعات المنزلية لا يتجاوز 100 دولار. ويبقى هامش الربح في الطابِعات لا يُذكر بالمقارنة مع الأرباح التي تذرها إعادة ملء الحبَّارات. وتبيع شركة إتش بي حالياً حبَّارات بمبلغ 10 دولارات في حين تبيعها شركة ليكسمارك بخمس دولارات فقط. وتطالب المزيد من الشركات الناس بالتقليل من طبع الأوراق ليس لحفظ الأوراق فقط، وإنما لادخار أموالهم. فتكلفة إمدادات الطابِعات وصيانتها هي الأعلى بالنسبة لجميع أقسام تكنولوجيا المعلومات في جل المؤسسات، إذ تلتهم 40% من ميزانيتها الكلية، وهو ما قد يُعادِل 5% من مداخيل هذه المؤسسات، كما يقول روبرت سيثر من مجموعة فوتيزو المحدودة. ولذلك أقدمت العديد من الشركات مؤخرا على تخصيص طابعة للاستخدام الجماعي يشترك فيها أكثر من موظف عبر الربط الشبكي لحواسيبهم بهذه الطابعة عوض تخصيص طابعة صغيرة لكل مكتب على حدة. عن “وول ستريت جورنال” إضاءات ? إن عدداً من المشكلات ينتج في حقيقة الأمر عن تجاهل الإشارات التي تُصْدِرُها الطابِعات والتي تُشْعِر مستخدمها بنفاد الحبر من ماسورة الحبر أو بعطل أحد أجزائها نتيجة سوء الاستعمال”. ? ستكون الطابِعات الجديدة مزودة بخاصية البُرُد الإلكترونية حتى تتيح لمستخدميها طباعة ما يرغبون فيه من هواتفهم الذكية أو من أي جهاز آخر من الأجهزة الموصولة بالإنترنت. ? تطالب المزيد من الشركات الناس بالتقليل من طبع الأوراق ليس لحفظ الأوراق فقط، وإنما لادخار أموالهم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©