الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استشاريات التراث: نقوش الحناء ترسم الفرحة على «كفوف» الفتيات

استشاريات التراث: نقوش الحناء ترسم الفرحة على «كفوف» الفتيات
3 يوليو 2010 21:04
تخوض مئات من بنات الدولة الأعضاء في مركز أبوظبي النسائي التابع إلى «نادي تراث الإمارات» دورات برنامج «تراثيات» في إطار فعاليات ملتقى السمالية الصيفي لهذا العام، حيث يتعرفن من خلال هذا البرنامج إلى تراث الدولة وموروث الجدات الشعبي في عدة مجالات أشارت إليها في هذا الحوار معهن استشاريات التراث اللواتي نوهن الى أن البرنامج يتناول المهن التقليدية والمأكولات المحلية والأهازيج والألعاب التراثية. وكذلك الإبداعات الفنية الشعبية المتعلقة بالتزيين والتجميل، وفي مقدمتها دورة «نقوش الحناء» التي يشرفن عليها وينفذنها في المركز مع الفتيات المشاركات. تقصد الفتيات مركز أبوظبي النسائي، الذي يقع في منطقة «بين الجسرين» ليتعلمن من الوالدات الاستشاريات في «نادي تراث الإمارات» فنون نقوش الحناء، حيث يكتسبن معلومات عديدة بدءاً بالتعرف إلى نبات الحناء مروراً بكيفية إعداده وانتهاءً بنقوشه الجميلة. إرث الجمال توارثت ابنة الإمارات الكثير من العادات والتقاليد عن الجدات سواء كانت تتصل بسلوكيات اجتماعية أو تفاصيل تراثية تعنى بالحياة اليومية الخاصة بالزي والمظهر والزينة، كتقليد نقوش الحناء المتوارث في المنطقة، والمحبب إلى جميع الفتيات والنساء. تقول في ذلك قماشة خميس- مشرفة الأنشطة الرئيسة في المركز: «ورثت الفتيات عن أمهاتهن وجداتهن العديد من التقاليد المتصلة بالمناسبات الاجتماعية، فعزمنا في المركز خلال فعاليات ملتقى السمالية 2010- أن نكرس هذه التقاليد الجميلة، من خلال إخضاع المشاركات لدورات تتصل بفن الحناء». تضيف: «تشير كتب عديدة من إصدارات النادي إلى أزياء المرأة الإماراتية وزينتها وعطورها ونقوش حنائها وأسماء بعض النقوش والتصاميم، إذ كانت النساء قديماً يضعن الحناء على أيديهن وأرجلهن في مناسبات الأعياد والأعراس، ويصاحبهن منذ صغر سنهن إلى أن تصبح الواحدة منهن أماً وجدة». زهرة وهلال ونجمة تأكيداً على ما سبق تشير الباحثة شيخة الجابري في كتابها «زينة وأزياء المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة» إلى وجود أشكال مختلفة ونقوش رائعة من الحناء، تقول: «هناك الغمسة، الختم، الزهرة، القصة، هلال ونجمة، وغيرها. ومايوضع على الأصابع يسمى «الروايب». إذ جرت العادة عند استخدام المرأة الحناء أن تزين روايبها وتعمل القصة أي الرسمة التقليدية في راحة كفها. وتسمى المرة الأولى التي تضع فيها المرأة الحناء على كفها «الطرق الأول» وبعده يصبح لون رؤوس أصابعها أصفر مائلاً إلى البرتقالي، فتضيف عليه «طرق ثاني» ليصبح مائلاً إلى البني أو الأحمر الغامق، حيث لم تكن المواد في زمن جداتنا متوفرة لتركيز لون الحناء من المرة الأولى، بل كان عليهن إعادة وضع الحناء على الكف عدة مرات لتتوصل إلى اللون المرغوب». القديم والحديث تتربع الوالدة أم حميد- استشارية التراث في خيمة كبيرة وجميلة الألوان، وتتحلق حولها فتيات جميلات صغيرات السن يسألنها عن كيفية مزج الحناء ووضع النقوش على اليدين والقدمين.. وبينما كن يسألنها أن ترسم لهن نقوشاً جميلة على كفوفهن، تقدمت مثلهم نحوها وسألتها عن الفرق بين الحناء قديماً وحديثاً. تقول: «الحناء انتشرت في منطقتنا منذ مئات السنين، وكانت النساء قديماً، تقطع أوراق الشجرة أو يشترين أوراق الحناء الخضراء من «دكان العطارة» ثم يوضع في وعاء فخاري ويترك في مكان جاف تحت حرارة الشمس لمدة طويلة حتى تجف أوراقه. بعدها يدق ورق الحناء ليصبح ناعماً ويعجن مع الماء. كما كانت النسوة يضفن عليه الشاي أو عصارة الليمون ليعطي صبغة جميلة داكنة اللون». وعن تحضير الحناء في عصرنا الحالي تضيف أم حميد: «تتوفر في الأسواق أنابيب جاهزة تشبه «القمع» من شتى أنواع ومصادر وألوان الحناء بدءاً باللون البني الأشقر مروراً بالبني الأحمر وصولاً إلى البني الأسود. تُقص من طرفها أو تثقب بإبرة كي ينزلق مزيج الحناء منها خلال النقش على الكف. حيث نرسم نقوشاً تراثية قديمة الشكل أو مبتكرة أو عفوية، وأحياناً بحسب رغبة الفتيات اللواتي تفضل بعضهن وضع الحناء على قدميها أسوة بالجدات». نشاط محبب يعتبر نقش الحناء تقليداً أو فعالية محببة في ملتقى السمالية، حيث ينشر الفرح والبهجة في أوساط الفتيات، فضلاً عن إكسابهن معرفة كل شيء عن الحناء خلال رسم النقوش. في ذلك تقول الوالدة أم عبدالله- استشارية التراث: «تضع الفتاة يدها أو قدمها فوق وسادة لئلا تتعب ثم أضع الحناء على كفها وأنقش لها شكل «قصّه» أو أشكال مستمدة من البيئة (الورود والنخيل والطيور ونقوش هندسية) باستخدام خوصة نخيل أو ريشة أو أنبوب عصري، فأغمس طرفها في الحناء، ثم أرسم الشكل المراد رسمه، وأقوم كذلك بعد الانتهاء من نقش باطن وظهر الكف بتقميع الأصابع ووضع الحناء على الأظافر لأطليها بلون واحد يتناغم مع نقوش الكف». تسترسل أم عبدالله وتضيف: «إذا رغبت الفتاة بأن تحني قدميها، أنتقل إلى القدمين لأضع عجينة الحناء في أسفل قدمها أو أكتفي برسم نقوش لزهور على سطح القدم، مع تقميع الأصابع ورفع الحناء على جانبي القدم. وبعد جفاف الحناء يوضع على اليدين والقدمين قماش يلف بطريقة محكمة (حالياً لا يحتاج سوى أن تترك يديها وقدميها مكشوفتين نحو ساعة من الوقت إلى تجف الحناء وتتقشر عن الجلد)، ثم تظهر النقوش بلون بني جميل يكسبها مظهراً بهياً». فعالية جديدة دخلت على رسوم الحناء في عصرنا الحالي تصاميم عديدة مبتكرة، منها ما يتصل بنقوش على الورق و«الكرتون» وليس على الأيدي! لذا خصصت إدارة المركز للفتيات المشاركات في الملتقى؛ فعالية مستقلة قوامها الرسم بالحناء على الورق. تقول المشاركة شمسة المنصوري- 10 سنوات: أخوض هذه التجربة في الرسم بالحناء على الورق للمرة الأولى، وهي فعالية جميلة جذبت إليها العديد من زميلاتي فتيات الملتقى. في حين تقول المشاركة فاطمة المرزوقي- 9 سنوات إنها «أحبت فعالية الرسم بالحناء ورسمت زهوراً ودوائر، لكنها أحبت أكثر النقوش التي رسمتها الاستشارية على سطح كفها». بينما تقول المشاركة روضة المهيري- 12 سنة: سرني أن أشارك في هذه الفعالية لأنه سبق لي أن خضتها في ملتقى السمالية الربيعي وأحببتها كثيراً، فأداة القمع تشبه ريشة الرسم وتتطلب ممن تمكسها أن تكون ثابتة اليد وموهوبة في فن الرسم. من الإمارات يقول أحد أشهر أبيات الشعر الشعبي التي تطرق فيها الشعراء إلى الحناء: كفوفه محنايه ونقشه بدلع مرسوم طرفهن بالرايـــب ومزينـــه بختــوم ? النسوة قديماً كن يتوقفن عن وضع الحناء وأزواجهن في الغوص، ويضعنه مع قرب «القفال» ورجوعهم، أما باقي أيام السنة فتكون رؤوس الأصابع محناة، كوضع طبيعي بالنسبة للمرأة المتزوجة. ? تتزين النساء بنقوش الحناء في المناسبات والأعياد، عبر نقوش ترسم على اليدين في كل البلاد العربية خاصة الإمارات ودول الخليج التي تنتشر فيها زراعتها. الحناء في سطور يستخرج الحناء من شجرة جميلة الهيئة تشبه شجرة الرمان، ويصل طولها إلى 3 أمتار، مستديمة الخضرة، أوراقها صغيرة بطول 3ـ 4 سنتيمترات، ومعظم خصائصها تتجلى في أوراقها التي استفاد الناس منها, حيث تجمع وتجفف وتطحن وتباع كمسحوق يستعمل كصبغة للجنسين (يضع الرجال الحناء على الرأس واللحية لتغطية الشعر الأبيض). ? للحناء فوائد أخرى على صعيد الاستخدامات الطبية، يشير إليها كتاب «النبات العربي» في فصل خاص عنها: من ميزات الحناء أنها تمنع تساقط الشعر، وتغذية وتقوية وتضفي عليه بريقاً ورونقاً جذاباً. كما تساعد على إزالة الإصابات الفطرية في أصابع القدم، وبعض التهابات الجلد والقروح. وتقوي الأظافر بفضل توفر مواد قابضة ومطهرة في خصائصها. كما تستخدم لعلاج القشرة والتهاب فروة الرأس، وآلام الصداع.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©