الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

علاء النعيمي يتناول فكرة الموت وفلسفته مسرحياً

علاء النعيمي يتناول فكرة الموت وفلسفته مسرحياً
3 يوليو 2010 21:01
يستعد المخرج والممثل المسرحي الإماراتي علاء النعيمي لإخراج عمل مسرحي جديد في طور الإنجاز - ضمن حوار مكثف يجري بينه وبين مؤلف العمل الذي يصر النعيمي على أن يكون مفاجأة- للإسهام في الحراك المسرحي الإماراتي. ويتناول العمل - بحسب النعيمي - “حالة إنسانية تتضمن رمزية عالية تشير الى حالات اجتماعية وفكرية من الضروري قراءتها وتحليلها في إطار قوانين المسرح وآلياته. ويشير علاء النعيمي الى أن أسلوب الإخراج الذي سيتبعه في هذه المسرحية سيكون مختلفاً عما قدمه من أعمال سابقة، معتمداً في ذلك على الممثل ودوره في تجسيد الفكرة التي تبث له في حالات غير مقيدة نصياً، من أجل كشف تصورات وانثيالات المخيلة والجسد في تجسيد الحركة والدور الفاعل المطابق للشخوص. تتعلق الفكرة بعلاقة الإنسان بالموت وكيفية التعامل معها، وكيفية تفريغ هاجسه وخوفه من مواجهة تلك المعضلة الأبدية التي لم تستطع - كما يقول النعيمي - جميع الأفكار الانسانية الوضعية أن تبسط فكرة الموت أو تجد لها مبرراً. ويستشهد النعيمي في حواره مع “الاتحاد” ببيت شعري تناول هذا الطرح حين قال الشاعر: من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحدٌ ويشير النعيمي الى إمكانية رصد موقف الإنسان من العدم، وكيف استطاع أن يجد لهذا الموقف المبررات التي تقنعه بحتمية الغياب، وتبرير حب الذات في البقاء والخلود. ويستفيد النعيمي من الكثير من الفلسفات الشرقية والغربية التي تناولت فكرة الموت، فمنذ أساطير الشرق في ملحمة “كلكامش” حتى الموت عند شعراء العرب وفلاسفتهم نجد أنها ـــ كما يعتبرها المخرج النعيمي ـــ أدوات ورؤى يمكن استغلالها في العمل المسرحي المرتقب. ومن جانب آخر يحاول النعيمي جاهداً أن يقدم قراءة مختلفة لهذه الفكرة عبر شكل مسرحي غير مألوف يتمركز حول تقنية معتمدة على أسلوب مسرحي يدعى بـ “المسرح الأسود” الذي يعني الاشتغال على الذات وإبراز الحالات النفسية دون الاعتماد على الانفعالات الخارجية من أجل تكريس البؤرة الأساسية وهي “فكرة الموت” وبثها بطريقة نفسية الى الجمهور بالإضافة الى أن الفكرة مرتبطة بالخيانة. ويعتمد علاء النعيمي في إخراج هذا النص على فضاءات مفتوحة لا تقيد بأطر ديكورية ثابتة، ويأتي ذلك مجانسة بين الفكرة والفضاء كونهما عنصرين مفتوحين على الغياب ومكملين لبعضهما بعضاً. وسبق للفنان المخرج علاء النعيمي أن أسهم وقدم أعمالاً مهمة تركت بصمة مؤثرة في خارطة المسرح الإماراتي ومنها “في المقهى” و “القائل نعم والقائل لا” و “البيانو” و “السدادة” و “حرقص” و “موسيقى صفراء” و “الفرن”، وقدمت هذه الأعمال على أغلب مسارح الإمارات وقد لاقت اهتماماً استثنائياً من الجمهور. ويرى النعيمي أن عدم مشاركته في أيام الشارقة المسرحية الأخيرة كانت بسبب عدم قدرة المسرح على استقطاب الممثلين الجيدين الذين توجهوا الى التلفزيون كونه وسيلة سريعة وأكثر انتشاراً مما يجعل الممثل المقتدر متوجهاً إليه بقوة، هذا بالإضافة الى ما يدره عليه من مردودات مالية لا يقدمها المسرح بالطبع. وأضاف النعيمي: إن هناك تجاهلاً للمسرح من قبل الكثير من المهتمين بالثقافة الذين لا يرون فيه ثقافة خطابية مباشرة للجمهور، وأهميته في تثقيف المجتمع وكشف مشاكل البنى الاجتماعية ومعالجتها في إطار فني عالٍ. وكشف النعيمي عن عزوفه وإحباطه المستمرين من الآليات التي يمكن من خلالها تطوير المسرح الإماراتي، إذ يرى أن تجربته التي تمتد لأكثر من عشرين عاماً في خدمة المسرح الإماراتي - ليس بسبب مادي - وإنما بسبب فقدان التقدير المعنوي والاهتمام العملي في هذا الحقل الفني الفاعل. وفي إطار قراءة أعمال علاء النعيمي نكتشف أنه يعمد الى التجريب والاشتغال المسرحي المختلف والذي تأثر فيه بكبار المسرحيين الإماراتيين والعرب، ومنهم بخاصة “جواد الأسدي” و “عوني كرومي” والمخرج المصري “أحمد عبدالحليم” بالإضافة الى اشتغاله مع “أحمد الأنصاري” و “ناجي الحاي” و “صالح كرامة” و “مرعي الحليان” و “الدكتور حبيب غلوم” و “محمود أبو العباس” باعتبارها تجربة قدمت له إمكانات ذهنية في التعامل مع النص في إطار التجريد الذي يسلكه إخراجياً هذه الأيام. ويفتقد المخرج علاء النعيمي الى هوايته الأولى والمفضلة لديه وهي التمثيل المسرحي الذي يرى فيه اندماجاً مع الجمهور حيث يقول: عندما تقف على خشبة المسرح تشعر بارتباطك الحميمي، ليس كجسد فقط، وإنما كحس إنساني سوف يقدم إبداعه للآخرين عبر السمو الروحي الذي يجعله محلقاً في سماء الفن.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©