غموض حول مكان الرهائن الأوروبيين والمصريين

بعد ثمانية أيام على خطفهم في اقصى جنوب الصحراء المصرية، ما زال الغموض يحيط بمصير ومكان احتجاز الرهائن الأوروبيين الأحد عشر والمصريين الثمانية· وخرجت ليبيا عن صمتها امس الاول، مؤكدة أن الرهائن ليسوا على أراضيها خلافاً لما قالت مصادر رسمية سودانية ومصرية· وأعلن مسؤول ليبي كبير لوكالة ''فرانس برس'' طالباً عدم كشف هويته أن ''عمليات البحث انتهت· ونستطيع أن نؤكد أن الرهائن وخاطفيهم ليسوا في ليبيا''· وقال مسؤول سوداني كبير امس ''ليست لدينا معلومات جديدة'' حول مكان وجود الرهائن منذ تلك التي أشارت الى انتقال مجموعة الرهائن الخميس الى داخل الأراضي الليبية· وبذلك، بات تحديد مكان الرهائن لغزاً لا سيما وسط الغموض السائد بشأن المفاوضات حول الإفراج عنهم مقابل فدية· وقال مدير المراسم في وزارة الخارجية السودانية علي يوسف لوكالة فرانس برس ''إننا نتحقق ونعمل على هذه القضية، لكن ليس لدينا أي معلومات حتى الساعة''· وقال يوسف إن ''المعلومات الأخيرة أشارت الى أن الرهائن في صحة جيدة''· وتضم المجموعة 11 سائحاً هم خمسة ايطاليين وخمسة ألمان ورومانية واحدة بالاضافة الى ثمانية مصريين هما مرشدان سياحيان وأربعة سائقين وحارس حدود ومنظم الرحلة الصحراوية· لكن من المرجح أن الرهائن لا يزالون في منطقة جبل عوينات الجبلية التي تمتد طولاً على اربعين كلم وعرضاً 25 كلم بين مصر وليبيا والسودان· وأعرب مصدر في وزارة الخارجية الليبية عن ''استغرابه لذكر اسم ليبيا في هذه القضية''، مؤكداً أن بلاده ''ليست معنية'' بعملية الخطف ولا بالمفاوضات مع الخاطفين· وأضاف المصدر نفسه أن ليبيا تدين العملية وتعرب عن ''رفضها ارهاب الناس وممارسة الابتزاز أياً تكن الذريعة''· ولزمت كافة العواصم المعنية، أي القاهرة وبرلين وروما وبوخارست، الصمت حول المفاوضات الرامية الى انهاء الازمة التي تدخل اسبوعها الثاني· وقال سفير اوروبي معني في القاهرة طلب عدم ذكر اسمه ''من الأفضل التكتم لأن لدينا مبررات للاعتقاد بأن الخاطفين يرصدون كل معلومة· ونحن متفائلون بالإفراج عن الرهائن''· وأعلن مسؤول أمني مصري أن الخاطفين طالبوا بأن تدفع المانيا فدية قيمتها ستة ملايين يورو مقابل الإفراج عن الرهائن· كما طالبوا ايضاً بأن يسلم المبلغ الى زوجة منظم الرحلة، وهي المانية الجنسية وقناة الاتصال الوحيدة مع الخاطفين على ما يبدو· وقال مصدر حكومي مصري امس إن الخاطفين يعانون من نقص في الطعام والوقود· وأوضح المصدر الذي - رفض ذكر اسمه - لـ''رويترز'' أن الخاطفين انتقلوا بالرهائن الى ليبيا لساعات قليلة للتزود بالامدادات قبل ان يعودوا الى الاراضي السودانية· وأضاف المسؤول ''يعانون من نقص حاد في الطعام والوقود''· الى ذلك أفاد تقرير مجلة ''دير شبيجل'' الألمانية امس أن إيطاليا ومصر تلحان على الحكومة الألمانية بسرعة سداد قيمة الفدية المطلوبة لإطلاق سراح السائحين الأوربيين· وذكر أن مصر تخشى على السياحة في حال مقتل أي سائح من المجموعة أثناء أي عملية تحرير محتملة وتنتظر من ألمانيا أن تتحمل الجانب الأكبر من الفدية· وأضافت المجلة أن المفاوضات مع الخاطفين قد تعقدت بسبب الخلافات بين مجموعة الخاطفين التي يحيط الغموض بجنسية أعضائها· وأكد تقرير المجلة أن الحكومة السودانية وفرت جهازي اتصال للخاطفين من أجل استمرار التفاوض معهم بعد أن استخدموا الجهاز الخاص بصاحب الشركة السياحية خلال الأيام الأولى لعملية الخطف· وذكر التقرير أن فريق متابعة الأزمات في الخارجية الألمانية علم أن مياه الشرب تكفي حتى اليوم الأحد وأن الجميع يقضي الليل في خيام بالصحارى أو في الكهوف·