الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جدل إسلام آباد وواشنطن حول "الضربات"

16 ديسمبر 2009 22:17
جريج ميلر جوليان ئي. بارنز - واشنطن يدفع كبار المسؤولين الأميركيين حاليا في اتجاه توسيع نطاق الضربات الجوية التي توجهها الطائرات التي تطير بدون طيار التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي. آي. أيه" لتشمل ليس فقط مناطق القبائل، وإنما داخل باكستان ككل، بقصد الضغط على الحكومة الباكستانية، ودفعها لتعقب قادة "طالبان" الذين يتخذون من مدينة "كويتا" قاعدة لهم. وهذا الاقتراح بضرب مواقع في تلك المدينة الشاسعة الأرجاء، يفتح جبهة جديدة للسجال في هذه الحرب السرية، ويبرز تصميم أميركا على فصل رأس "طالبان" عن جسدها، ويخاطر في الآن ذاته بتمزيق علاقة واشنطن مع إسلام آباد. وقد أثار ذلك الاقتراح مناقشات متوترة بين مسؤولي إدارة أوباما، حول ما إذا كانت ضربات الطائرات بدون طيار تمثل خيارا واقعيا، في مدينة يبلغ عدد سكانها 850 ألف نسمة. الداعون لذلك الاقتراح من القادة العسكريين يقولون إن ضرب مواقع قادة "طالبان" في كويتا -أو على الأقل التهديد بتنفيذه ـ يعد أمرا حيويا لضمان نجاح استراتيجية الحرب المعدلة، التي كشف أوباما النقاب عنها الأسبوع الماضي. ويقول مسؤول أميركي مشارك في التخطيط للحرب: "إذا لم نفعل ذلك -أو على الأقل ندخل في مناقشات حقيقية بشأنه- فقد يتبادر لباكستان أننا لسنا جادين". ويضيف المسؤول: "كل ما يتعين على الباكستانيين عمله هو أن يقولوا لطالبان إنهم يتعرضون لضغط شديد من جانب الولايات المتحدة، وأنهم لم يعودوا قادرين على السماح لهم بامتلاك ملاذات آمنة داخل الأراضي الباكستانية بعد ذلك". لكن هناك مسؤولين آخرين، منهم بعض ضباط الاستخبارات من ذوي الرتب العالية، أبدوا تشككا في جدوى استخدام هجمات الطائرات التي تطير بدون طيار، في مدينة تراها باكستان جزءا جوهريا من ترابها، خصوصا وأن المسؤولين الباكستانيين الذين علموا بالاقتراح قالوا إن التداعيات التي ستنتج عن مثل هذه الهجمات ستكون وخيمة. وتعليقا على ذلك قال أحد المسؤولين الباكستانيين الكبار المشتركين في مناقشة المسائل الأمنية مع إدارة أوباما: "نحن لسنا جمهورية موز، إذا ما واصلت الولايات المتحدة العمل في هذا الاتجاه، فإن ذلك ربما سوف يكون بمثابة نهاية طريق التعامل معهم". والضغط من أجل توسيع نطاق الضربات التي تقوم بها الطائرات بدون طيار يبرز بوضوح حدود هجوم أوباما. فرغم أن تلك الإدارة قد منحت نفسها 18 شهرا لإظهار الشواهد الدالة على حدوث تغير تام أو انقلاب للوضع في باكستان، فالحقيقة أن التقدم هناك يعتمد بالكامل تقريبا على ضربات الطائرات التي تطير بدون طيار، وعلى الضغط على حليف قد يتلكأ أحياناً عن تقديم مزيد من المعلومات الاستخبارية التي تعتمد عليها هذه الطائرات في تنفيذ ضرباتها. وأكد المسؤولون الأميركيون والباكستانيون أن الولايات المتحدة كانت قاب قوسين أو أدنى من إصدار إنذار نهائي لباكستان في هذا الصدد. حول ذلك يقول أحد خبراء مكافحة الإرهاب الأميركيين: "ليس هناك أي معنى على الإطلاق لهذه الأساليب الخشنة، عندما يكون لدينا شريك متعاون مثل باكستان". وفي لقائه مع كتاب الأعمدة في صفحات الرأي بالصحف الأميركية، عقد في مطلع ديسمبر الجاري، قال أوباما "إن أهم شيء يمكننا القيام به في باكستان هو تغيير توجهها الاستراتيجي"، وإن ملاحقة "القاعدة" تشتمل على طائفة متنوعة من الأنشطة "لا يستطيع مناقشة بعضها" كما قال. وبينما كان أوباما يتداول مع مستشاريه بشأن استراتيجية أفغانستان خلال الخريف، كان مسؤولو الإدارة يتشاورون مع نظرائهم الباكستانيين في إسلام آباد. وقد مارس المسؤولون الأميركيون خلال تلك الاجتماعات ضغطا شديدا على الحكومة الباكستانية من أجل عمل المزيد. ومن المسؤولين الأميركيين الذين شاركوا في تلك الاجتماعات الجنرال جيمس إل. جونز مستشار أوباما للأمن القومي، والجنرال ستانلي ماكريستال، قائد القوات الأميركية في أفغانستان، وليون ئي. بانيتا، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي. آي. إيه). وليس من المتوقع أن تنجح إسلام آباد في اعتقال وتسليم الملا محمد عمر زعيم "طالبان"، الحليف القديم لابن لادن الذي فر من أفغانستان عندما غزتها القوات الأميركية بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر. ومن المعتقد على نطاق واسع أن "عمر" قد استخدم "كويتا" كقاعدة ينسق منها الهجمات التي يشنها التمرد على القوات الأميركية في أفغانستان. وقال المسؤولون الأميركيون إنهم قدموا قائمة بأسماء عدد من عناصر "طالبان" للباكستانيين مؤكدين أنه نظرا لما أعلن عن بدء انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بعد 18 شهرا، فإن الدافع لتفكيك ما يعرف بـ"شورى" كويتا، قد أصبح أقوى الآن من أي وقت مضى خلال الثمانية أعوام الماضية. وقد رد مسؤول باكستاني كبير بغضب على التلميح بأن الباكستانيين قد أبدوا تلكؤاً في ملاحقة مقاتلي "طالبان" في كويتا، مؤكدا أن التصريحات الأميركية حول دور المدينة كملاذ لهؤلاء المقاتلين، مبالغ فيها إلى حد كبير. وأضاف هذا المسؤول إن السلطات الباكستانية على استعداد لملاحقة "عمر" وغيره من قادة "طالبان"، شريطة أن تقدم أميركا معلومات يمكن العمل بموجبها، بل إنها على استعداد للقيام بذلك، حتى وإن قدمت أميركا معلومات غير دقيقة تماما كأن تقول لهم مثلا إنه يختبئ في مجمع مساكن تبلغ مساحته كيلو متر مربع، فإنهم سيذهبون ويحضرونه... غير أن المشكلة تكمن في أنهم -الباكستانيون- لم يسمعوا أي شيء من الأميركيين خلال العامين الماضيين. ينشر بترتيب خاص مع خدمة "لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©