الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تيم كوك يواجه تحديات تقديم الإنجازات التقنية السابقة نفسها

تيم كوك يواجه تحديات تقديم الإنجازات التقنية السابقة نفسها
26 أغسطس 2016 20:28
ترجمة: حسونة الطيب واجه تيم كوك واحدة من أصعب المهام في تاريخ الأعمال عندما خلف ستيف جوبز كرئيس تنفيذي لشركة أبل في أغسطس 2011. وبصرف النظر عن تحقيقها أعلى أرباح في يناير 2015، يجد كوك نفسه أمام تحديات تقديم الإنجازات التقنية نفسها التي سبقه إليها سلفه جوبز. لكن وبمرور خمس سنوات، تحولت أبل لشركة أكثر انفتاحاً رغم ارتفاع قيمتها السوقية لمستويات لم تسبقها إليها أي شركة أخرى في العالم. واعتذر كوك صراحة في 2012، عن الخطأ الذي ارتكبه في طرح برنامج خرائط جوجل غير الناجح. وفي 2014، كشف عن حزمة منتجات جديدة تتضمن ساعة «أبل» وبرنامج «أبل باي»، إلا أن الشركة لا تزال تعتمد في إيراداتها وأرباحها ونموها، على هواتف آي فون. وبينما شارفت المرحلة السهلة لنمو سوق الهواتف الذكية على الانتهاء، ترتب على أبل البحث عن مصادر جديدة للنمو، لتقوم أولاً بطرح فئة أي فون 5 سي البلاستيكية الملونة ثم سلسلة إس إي الأكثر نجاحاً. وفي غضون ذلك، ارتفعت قاعدة عملاء الشركة من عدة ملايين إلى ما يزيد على 600 مليون. وعلى مدار السنوات الخمس التي قضاها كوك على رأس الشركة العملاقة، تمكن من تحقيق العديد من النجاحات. ومباشرة بعد بيع أبل جهاز آي فون المليار في يوليو الماضي، وصف كوك نمو قسم الأجهزة الذكية بالمحدود، قياساً بنسبة سكان العالم الذين يقطنون داخل مدى شبكة الهاتف المحمول. وقال كوك في حوار أجرته معه واشنطن بوست «أدرك تماماً أنه وبمرور الوقت سيملك كل فرد في العالم هاتفاً ذكياً. وربما يستغرق ذلك بعض الوقت ومن المؤكد أن كل الأجهزة المتوقعة لن تكن من صنع شركتنا. لكن أود أن أؤكد أن هذه السوق هي الأقوى والأضخم من ناحية المستهلك». وتؤكد هذه الفرضية، ثقة كوك في أنه مهما يحدث في دورة تقلبات السوق، فمن المرجح استمرار آي فون في تحقيق النمو لعدد من السنوات المقبلة. ويعتبر مجرد بلوغ الشركة لهذه المرحلة، إنجازا لوجستيا كبيرا، وأن بيعها لملايين الأجهزة في غضون وقت قصير، إنجاز آخر لا يمكن أن تخطئه العين. لكن نجاح آي فون الباهر، يجعل من الصعب لأي جهاز آخر تنتجه الشركة منافسته. وكان إعلان أبل في مارس 2012، دفع أرباح الأسهم للمرة الأولى منذ 17 عاماً، بجانب برنامج إعادة شراء الأسهم بنحو 10 مليارات دولار، بمثابة تأكيد على تحرر كوك من الإرث المالي الذي خلفه سلفه جوبز. وقدرت سيولة الشركة النقدية آنذاك، بنحو 121 مليار دولار، المبلغ الذي ارتفع إلى 232 مليار دولار حالياً. ونظراً إلى أن 93% من هذا المبلغ في الخارج، ترتب على أبل اقتراض نحو 85 مليار دولار من أميركا ودول أخرى لتمويل سداد أرباح الأسهم. وفي الوقت الذي شكك بعض المراقبين في مقدرة كوك على مضاهاة سلفه فيما يتعلق بالمنتجات والتصاميم، إلا أنه حشد العاملين خلفه لاتخاذ موقف قوي تجاه قضايا الحقوق المدنية والتصدي للحكومة الأميركية في مسألة الخصوصية. لكن وفي ظل العدد الكبير من المسؤولين وسلاسل التوريد، أصبح الاحتفاظ بسر المنتج الجديد، مهمة غاية في الصعوبة. ويصادف هذا الشهر مرور نصف عقد على اعتلاء كوك قمة هرم أبل، الفترة التي تمكنت الشركة خلالها من مضاعفة قيمتها السوقية، متفوقة على إكسون موبيل كأكبر الشركات قيمة في العالم. ويعني قرار إنشاء مرفق للشركة في الصين، إمكانية التوصل لأفكار تعكس كيفية استخدام الصينيين لأجهزتها. لكن مع ذلك، تعرضت الشركة لضغوطات خلال الاثني عشر شهرا الماضية، نتيجة تراجع نمو أجهزة آي فون للمرة الأولى في تاريخها. ورغم أن علاقة كوك مع حاملي الأسهم اتسمت بقدر أكبر من الشفافية والمباشرة بالمقارنة مع جوبز، إلا أن علاقته مع المستثمرين لم تخل من المشاكل. ونوه هوراس ديديو المحلل في أبل، إلى أن نسبة السعر إلى الأرباح، أقل بكثير من شركات أخرى عاملة في سيلكون فالي مثل، فيس بوك وأمازون وألفابت، ورأى أن تسعيرها يتم وكأنها شركة للحديد تعاني من الانهيار. وأشار تيم باجارن من مؤسسة كرييتيف إستراتيجيز الاستشارية، إلى أن كوك لا يقلقه رضا حاملي الأسهم، بقدر ما يقلقه تحقيق أفضل المنتجات، التي بدورها تساهم في إرضائهم. ويرى بعض النقاد، أن وول ستريت بدلاً من أن تنظر لأبل كواحدة من شركات الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية التي تؤول للسقوط مثل سابقاتها نوكيا وبلاك بيري، ينبغي النظر إليها كشركة لعلامة تجارية فاخرة تملك عائدات مستدامة من قاعدة عملاء عريضة تدين لها بالولاء. وينفق عملاء أبل مجتمعين على التطبيقات وبرامج الموسيقى ودفوعات الهواتف النقالة، ما يوازي حجم شركة من أغنى 100 شركة في العالم. ويقدر ديديو، متوسط إنفاق المستهلك بما في ذلك على الأجهزة والبرامج، من مجموع مستخدمين يتجاوز عددهم المليار، بنحو دولار يومياً. ويتوقع ديديو، بلوغ الشركة بمرور الوقت، النقطة التي ينفق فيها كل واحد من هذا المليار دولار واحد يوميا على الأقل، عندها ربما تصبح منافسة أبل كابوسا يقض مضجع العديد من شركات التقنية الكبيرة. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©