الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«شيء» بين المدرجين

24 ابريل 2013 22:37
انقضت قرابة ألف سنة منذ أن ولد عمر الخيام، وهو عالم ذو أصول عربية وله إسهامات كثيرة في العلوم، ولعل من أبرز ما قام به المعادلات في علم الرياضيات، واستخدامه للمجهول فيها، حيث أطلق على المجهول في المعادلة اسم “شيء”، وفي الأندلس وبعد خروج العرب منها ترجمت كلمة “شيء” في الكتب العلمية هناك إلى “Xay”، ولأن الأشياء لا تبقى على حالها، فقد تحولت “Xay” أيضا وعوضت بالحرف الأول من الكلمة لتصبح “X”. في مطار العاصمة أبوظبي وتحديدا بين المدرجين، يظهر مبنى يسمى “Midfield Terminal Building”، ولو ترجم إلى العربية لكان «مبنى منتصف الميدان» الذي يتخذ من حرف “X” شكلاً له، هذا المبنى جزء من مشروع مجمع المطار الرئيسي، وتشرف عليه شركة أبوظبي للمطارات، فالمبنى في الشكل فريد وللبيئة صديق وللاستدامة قرين، كيف لا وقد تضافرت الخبرات من كل صوب في إنشائه، وشركة مصدر من أهم تلك الخبرات. إن كانت هناك معادلة للطيران في أبوظبي، سيحق القول بأن مبنى “Midfield Terminal Building” هو ذلك الـ “شيء” أو الـ“X” فيها، ولأن لكل شيء قيمة، فإن لذلك الصرح مجموعة من القيم فعند اكتماله فإن “X” سيساوي مبنى متكاملا للمسافرين من سوق حرة وشحن، بطاقة استيعابية تصل إلى 40 مليون مسافر سنوياً، وبحديقة داخلية في مبنى المسافرين تعد الأولى من نوعها في المنطقة، وسيصبح أيقونة فريدة من أيقونات العاصمة تتجلى في عام 2017 مع اكتمال هذا المشروع. مجهود كبير يبذله القائمون على مطار أبوظبي الدولي، فالمطار شهد زيادة في عدد المسافرين خلال سنة 2012، حيث استقبل 14,7 مليون مسافر، إضافة إلى ذلك فهناك 50 شركة طيران تعمل في المطار، ناهيك عن أن المطار قاعدة الناقل الوطني لدولة الإمارات، والذي يعد من أسرع شركات الطيران نموا في العالم. يقال إن الصبر شجرة جذورها مرة وثمارها حلوة، فنحن تفصلنا أربعة أعوام عن اكتمال باكورة مشاريع شركة مطارات أبوظبي، لرؤية ذلك الصرح فإننا نعد الأيام بالحلوة والمرة، وعندما يكتمل ذلك الصرح تكتمل وتتضح ملامح المعادلة، معززة مكانة دولة الإمارات في صناعة الطيران ومشتقاته في المنطقة والعالم. وكل ذلك قد يزيد من حيرة الحائرين في إرادة الإمارات المتمثلة في رسم خطوط التجارة الجوية العالمية عبرها، لتكون هي الرافد والمنبع لمسافري العالم وبضائعه، وحين يكتمل ذك الصرح سنقول بكل فخر عن مطار أبوظبي “أسميك والله شيء”. يوسف الحليان - طيار إماراتي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©