تخشى السلطات الاسترالية من أن يكون العديد من الأشخاص من كبار السن توفوا بسبب الموجة الحارة التي تجتاح جنوب أستراليا وذلك بعد حدوث 18 حالة ''وفاة مفاجئة'' بمدينة واحدة أمس· وقال جون هيل وزير الصحة بولاية جنوب أستراليا لوسائل الاعلام المحلية ''يمكن التكهن بعدد الاشخاص الذين توفوا بسبب الموجة الحارة لكن من الواضح أنه عدد كبير''·
ومن بين المتوفين بمدينة أديلايد منذ منتصف ليل الخميس وعددهم 18 شخصا هناك 14 من الكبار في السن· وقال مسؤول في الإسعاف ممن أكدوا عدد القتلى إن ''الوفاة المفاجئة تحدث نتيجة ظروف طبية مثل الأزمات القلبية والسكتات''· وأضاف أن ''تشريح الجثث سيكشف عما إذا كان للوفيات علاقة بموجة الحر''·
وقال هيل لموقع نيوز دوت كوم على شبكة الإنترنت ''لا تبلغ خدمة الإسعاف سوى بعدد قليل من الوفيات خلال اليوم في الحالات الطبيعية لذا فهو عدد كبير· وعلينا التوصل إلى نتيجة وهي أن كثيرا من المتوفين عانوا من شيء يتعلق بآثار الموجة الحارة''·
وتعدت درجة الحرارة في ولايتي فيكتوريا وجنوب أستراليا 40 درجة مئوية على مدى الأيام الثلاثة المنصرمة مما أعاق شبكات الكهرباء والنقل وأضر بالخدمات الطبية· ويقول مسؤولو الطقس إنه إذا استمرت درجات الحرارة المرتفعة حتى يوم غد فإنها ستعادل أسوأ موجة حارة تشهدها البلاد منذ مئة عام·
وسجلت ملبورن اليوم أشد موجات الحر سخونة لها استمرت ثلاثة أيام بعدما وصلت درجة الحرارة إلى 43,8 درجة مئوية في ثالث يوم تتعدى فيه 43 درجة مئوية· وألغيت رحلات حوالي 90 قطارا في المدينة بسبب الحر بينما أصلحت الطواقم السكك الحديدية التي التوت من الحر مما ترك آلاف الاشخاص عالقين·
وتوافد آلاف الاشخاص على الشواطئ هرباً من درجات الحرارة المرتفعة التي تستمر خلال الليل· وبدأ عمال الانقاذ على الشواطئ في فيكتوريا دوريات ليلية اليوم· وأدت درجات الحرارة المرتفعة إلى زيادة استهلاك الكهرباء لأجهزة التكييف مما أدى إلى تعطل محولات وانقطاع مؤقت للكهرباء في فيكتوريا وجنوب أستراليا وقطعها لتخفيف الطلب· وقال بيتر باتشيلور وزير الطاقة في ولاية فيكتوريا ''لمنع أي انقطاع دائم للكهرباء نطلب من الناس أن يتحلوا بالحذر الشديد عند استخدامهم الكهرباء اليوم''·
ويعيش أكثر من 40 ألف منزل في فيكتوريا دون كهرباء حيث تقطع السلطات الكهرباء بشكل دوري لمدة ساعة في سبيل تخفيف الطلب على شبكة الكهرباء· وقطعت الكهرباء في جنوب أستراليا عن 95 ألف منزل· وأدت موجة الحر إلى جعل الأجهزة الطبية تعمل بأقصى قوتها·
وقال جريج ساسيلا رئيس جهاز المطافئ في فيكتوريا ''لم تتوقف أي من أنظمتنا عن العمل·· لكننا نعمل بأقصى طاقتنا· إذا كانت حالتكم الطبية غير طارئة فستواجهون بعض التأخير''· وقال المسؤول الطبي في جنوب أستراليا إن المستشفيات تتعرض لضغط لعلاج الأشخاص الذين يعانون من التوتر الذي له علاقة بالحر·
وقال الطبيب بيل جيجس للإذاعة المحلية ''نستقبل عدداً قليلاً من المرضى أصيبوا بأعراض من الحر ولا يوجد مصابون بتوتر ناجم عن ارتفاع درجات الحرارة، لكن لا يوجد أشخاص مصابون بأمراض مزمنة انتشرت بسبب الحر''· وأضاف أن ''المستشفيات كلها كاملة العدد في الوقت الحالي ونحن نتعامل مع هذا الأمر لكنه بالطبع زاد من ضغط العمل''·
وقالت وزير التغير المناخي بيني وونج إن موجة الحر علامة على تغير المناخ· ويكافح عمال الإطفاء في فيكتوريا لاخماد حريقين أتيا على نحو ألفي هكتار من الغابات والحشائش ومزارع خاصة للصنوبر· وقال مزارعو فاكهة في جنوب أستراليا وفيكتوريا إنهم يكافحون لإنقاذ المحاصيل من موجة الحر، لكن الموجة لا تزال مقصورة على المنطقة جنوب أستراليا ولم تتحرك شمالا تجاه مزارع محاصيل إنتاج السكر والقمح الرئيسية في البلاد·
عدد اليوم
