رأس الخيمة تلك اللؤلؤة اللامعة في أقصى شمال دولة الإمارات العربية المتحدة، الجالسة في حضن شبه جزيرة مسندم بين عمان والفجيرة في الشرق والجنوب وأم القيوين في الغرب ويعود اسمها إلى وجود خيمة نصبت في الأزمنة القديمة عند رأس شبه الجزيرة، حيث كان موقع الميناء التجاري وكانت تعرف بجلفار قديماً، في هذه الإمارة تم تحويل أحد الحصون التاريخية القديمة الذي كان سكناً للإسرة الحاكمة ليصبح متحف رأس الخيمة الوطني ويعود بناء الحصن التاريخي إلى أواسط القرن الثامن عشر الميلادي في الفترة مابين 1736 إلى 1749م· افتتح المتحف بأمر من صاحب السمو الشيخ صقر بن محمد القاسمي بهدف المحافظة على الآثار القديمة في المنطقة من الضياع وحفظ التراث القومي، حيث يضم في أقسامه: التاريخ الطبيعي والآثار ونمط الحياة العربية وتاريخ القواسم، كما يحوي المتحف بين جنباته مقتنيات عديدة وآثارا قيمة لهذه الإمارة الغائرة في عمق التاريخ، حيث تم اكتشاف الكثير من الذخائر في رأس الخيمة؛ لذلك يعد المتحف الوطني في رأس الخيمة من أعرق المتاحف في الإمارات؛ لغناه في المكتشفات الأثرية، وقد خصصت أجنحة تتعلق بالأسرة الحاكمة، فيما يسمى بجناح القواسم، بالإضافة إلى جناح التراث وغرف للحلي والملابس والأسلحة التقليدية والتاريخ الطبيعي، كما يحوي المتحف قسما لعلم الآثار وتم تخصيص مختبر خاص لتدقيق وتحديد عمر المكتشفات، ذلك بالتعاون مع بعض الجامعات العربية، وقد استطاع متحف رأس الخيمة الوطني أن يلفت إليه الأنظار ويجذب إليه الزوار، ليس فقط لتواجده في هذا الحصن العريق الذي يشعرك عند دخولك بأنك في رحلة إلى عمق التاريخ، بل لأنه استطاع أن يلم بماضي الإمارات من جميع نواحيه التاريخية والأثرية، بل وتقاليد السكان الحياتية في كل حقبة مرت بهم، حيث يعرض المصوغات اليدوية من المواقع الأثرية المختلفة في الإمارات العربية المتحدة التي جسدت لنا نمط الحياة اليومية التي كان يعيشها أهل الإمارات في الماضي، فاستطاع أن يختصر تاريخ الإمارات وأن يحفظه في هذه القلعة المنيعة لتبقى نبراسا للأجيال القادمة· كذلك المتحف غني بمجموعة متنوعة ونادرة من الآثار القديمة والأحافير التي تعود في عمرها إلى حقب تاريخية مختلفة، والجدير بالذكر أن المتحف يضم آثاراً بشرية تعود إلى الألف قبل الميلاد وآثار مستوطنات شمل·
عدد اليوم
