الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصيري في ورقة

25 ابريل 2015 23:16
هناك في داخلنا الكثير من التخطيط، والأفكار المتضاربة والحروف المعقدة المتشابكة، المترابطة، وشيء من الكلمات المتناثرة.. هناك نصائح من الوالدة، وأوراق مبعثرة في أرجاء الغرفة، والأقلام باتت متلهفة لتضع أطراف أذيالها على تلك الكتب الملونة، المتراصة، المتراكمة فوق بعضها البعض التي تحمل في طياتها مستقبلي، وتحدد مصيري، ومصير كل طالبة في سني، الثانوية العامة. رائحة «النسكافيه» تعم أجواء الغرفة، متناثرة جزئياتها مختلطة مع الهواء، الساعة تتبخر بخيلاء عند الثانية عشرة من منتصف الليل، أرتشف قليلاً من الفنجان الساخن ثم أنظر مرة أخرى إلى تلك الكتب التي أصبحت كهضبة من ورق، محاولة استيعاب هذا الكم الهائل من الطيات المليئة بالكلمات والأرقام والأسئلة والتعريفات وما شابه ذلك من تعقيدات أخرى متوارية خلف ستار المفاجآت الدراسية، لا أخفي أنني أشعر بخصومة ومشادات داخلية بين عقلي وتلك الأوراق المعقدة، كاد وجهي يتغير لونه، وربما اصفر على ما أظن، تحت عيني هالات، وحالات، وعلامات سوداء باتت تتزايد ألقاً، وقلقاً، تراودني أفكار جمة، يا ترى ماذا سأكتب غداً في تلك الورقة؟ وماذا سيكون في داخلها من أسئلة؟ وكل سأستغرق من الوقت؟ وكم سؤالاً سيطرح علينا؟ وأسئلة أخرى عديدة تتشكل في ذهني وتراوغني، ثم أرجع ململمة تلك الأفكار المشتتة: - هذه الورقة البيضاء ستحدد مصيري؟ أبتسم مستهزئة بذاتي، ورقة كهذه تحدد مصيري اليوم. تمضي الأيام المتفاوتة وتسير نحو غاياتها المنتظرة، لنرى ما حصدت أيدينا وعقولنا، فإما أن يكون ذلك الحصاد من زرع يانع، يافع، فارع وإما أن يكون مجرد بذل جهدٍ في الحرث والرّي ولا جدوى من ذلك. مهرة - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©