الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الموضوع فيه إنّ»!!

25 ابريل 2015 23:15
* كان في مدينةِ حلَب أميرٌ ذكيٌّ فطِنٌ شجاعٌ اسمه (علي بن مُنقِذ)، وكان تابعاً للملك (محمود بن مرداس)... وفي يوم من الأيام حدثَ خلافٌ بين الملكِ والأميرِ.... وفطِن الأمير إلى أنّ الملكَ سيقتله، فهرَبَ مِن حلَبَ إلى بلده دمشق..... * طلب الملكُ مِنْ كاتبِه أن يكتبَ رسالةً إلى الأمير عليِّ بنِ مُنقذ، يطمئنُهُ فيها ويستدعيه للرجوعِ إلى حلَب..... * وكان الملوك يجعلون وظيفةَ الكاتبِ لرجلٍ ذكي، حتى يُحسِنَ صياغةَ الرسائلِ التي تُرسَلُ للملوك، بل وكان أحياناً يصيرُ الكاتبُ ملِكاً إذا مات الملك.... * شعَرَ الكاتبُ بأنّ الملِكَ ينوي الغدر بالأمير وكان صديقاً لهذا الأمير، فكتب له رسالةً عاديةً جداً،ولكنه كتبَ في نهايتها: «إنَّ شاءَ اللهُ تعالى»، بتشديد النون! و لما قرأ الأمير الرسالة، وقف متعجباً عند ذلك الخطأ في نهايتها، فهو يعرف حذق الكاتب ومهارته. * لكنّه أدرك فوراً أنّ الكاتبَ يُحذِّرُه من شيء ما حينما شدّدَ تلك النون!!!!!! ولمْ يلبث أنْ فطِنَ إلى قولِه تعالى: (إنّ الملأَ يأتَمِرونَ بكَ لِيَقْتُلوكَ) * ثم بعث الأمير رده برسالة عاديّةٍ يشكرُ للملكَ أفضالَه ويطمئنُه على ثقتِهِ الشديدةِ به، وختمها بعبارة: (أنّا الخادمُ المُقِرُّ بالإنعام). فلما قرأها الكاتبُ فطِن إلى أنّ الأمير يبلغه أنه قد تنبّه إلى تحذيره المبطن، وأنه يرُدّ عليه بقولِه تعالى: (إنّا لنْ نَدْخُلَها أبداً ما دامُوا فيها) * واطمأن إلى أنّ الأمير ابنَ مُنقِذٍ لن يعودَ إلى حلَبَ في ظلِّ وجودِ ذلك الملكِ. * ومنذ تلك الحادثةِ، صارَ الجيلُ بعدَ الجيلِ يقولونَ للموضوعِ إذا كان فيه شكٌّ أو غموض: «الموضوع فيه إنَّ»! المهندس مصطفى الطراوي - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©