هدى جاسم (بغداد)
أعلنت مفوضية الانتخابات العراقية أنها أنجزت عملية فرز الأصوات لمصوتي الخارج في انتخابات الثلاثين من إبريل الماضي التشريعية. وفي الوقت الذي تتواصل عمليات الفرز في العاصمة بغداد و بقية المحافظات، تواصل الكتل والأحزاب السياسة العراقية مشاوراتها السرية والعلنية لتشكيل تحالفات.
وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قد أعلنت أمس أنها أنجزت بالكامل عملية العد والفرز لمصوتي الخارج، مشيرة إلى أن أعلى نسبة مخالفات في هذه الانتخابات كانت في إيران والأردن.
وقال رئيس الإدارة الانتخابية مقداد الشريفي في مؤتمر صحفي، إن «المفوضية العليا أنجزت بالكامل عملية العد والفرز لمصوتي الخارج، وأضاف أن «نسبة إنجاز عملية إدخال البيانات بصورة عامة بلغت 27%».. وأن «مجموع الشكاوى بلغ 1216». وأضاف في هذا الشأن أن «من يدعي وجود تزوير في الانتخابات يجب أن يقوم بتقديم الأدلة والوثائق التي تثبت ذلك، نافيا حصول مشادات بين ممثلي الكيانات والمفوضية».
وتتواصل المفاوضات بين قادة وزعماء الكتل السياسية إثر توقعات نشرت في وسائل الإعلام عن عدد المقاعد، التي من الممكن أن تحصدها كل كتلة. وبعد لقاء جمعه بزعيم كتلة الوطنية إياد علاوي يلتقي خلال الأيام القليلة المقبلة زعيم ائتلاف «متحدون للإصلاح» أسامة النجيفي بزعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، والأول من الكيانات السنية والثاني من التحالف الوطني الشيعي. وحسب مراقبين فإن اللقاء المخطط له سيتم من أجل تشكيل الحكومة المقبلة والدخول في تحالفات? ?جديدة.
كما سيلتقي النجيفي بزعماء كتلة الأحرار في محاولة لقطع الطريق أمام ولاية ثالثة لرئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي المتوقع حصوله على أعلى المقاعد في نفس الوقت، الذي لا يتمكن من خلال تلك المقاعد أن يقوم بتشكيل حكومة إلا بالتحالف مع الآخرين وهم لا يتفقون مع هذا التوجه لكنهم لا يستبعدون التحالف مع كتلته دون ترشيح اسمه كرئيس وزراء.
من جانبها، أعلنت الكتلة العربية التي يقودها نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، أنها تؤيد تشكيل حكومة أغلبية سياسية. وقال النائب في الكتلة طلال حسين الزوبعي في مؤتمر صحفي إن «تشكيل حكومة الأغلبية السياسية أفضل خيار للوضع الحالي في العراق»، لكنه أكد أيضا أن كتلته ليست مع تجديد الولاية للمالكي.
وأشار الزوبعي إلى أن «كتلة العربية ستحصل من 12 إلى 15 مقعدا في بغداد وبقية المحافظات، كما رفض نائب رئيس الجمهورية السابق والقيادي في المجلس الإسلامي الأعلى عادل عبدالمهدي، مطالبة بعض الأطراف السياسية بعزل ائتلاف دولة القانون عن تشكيل الحكومة المقبلة».
وقال عبدالمهدي «تطلق دعوات لتحالف المواطن والأحرار والإصلاح والفضيلة والكردستاني وقوى العراقية السابقة لتشكيل حكومة أغلبية سياسية ولعزل دولة القانون». وأضاف أن «هذا أمر ممكن من الناحيتين الموضوعية والعددية، ويحظى بتأييد واسع محلياً وخارجياً.. لكننا من مواقعنا المسؤولة نقول هذه سياقات خاطئة، تشبه ما سبق أن رفضناه من عزل وعداء للقوى الكردستانية وللقوى العراقية السابقة، ودفعنا غالياً نتيجة هذه السياسة».
وتابع عبدالمهدي «سيقولون أن «القانون» مارس ويمارس هذه السياسة معكم.. وهو ما قام به سابقاً.. ويعمل عليه حالياً، دون أن يعلمنا كيف سيحقق ذلك، فالأصوات التي لديه، وما يتوقعه من حلفاء في الساحة الخاصة والوطنية، لا تصل في أحسن الأحوال لثلث أعضاء البرلمان، عدا الكلام الغامض أن عناصر من «المواطن» و«الأحرار» يتصلون به لتشكيل هذه الحكومة.. وعدا المعلومات عن لقاءات في عمان وبغداد، وحركة دؤوبة تقوم على سياسة الولاية الثالثة، بوعود مشكوك بها، ودون أي تغيير في اللغة والبناءات والبرامج لتصحيح المسارات، بما ينقذ البلاد من التدهور الذي قادت إليه سياسات السنوات الماضية».
وشدد عبدالمهدي «لن يقبل شعبنا منا سوى ما طالبتنا به المرجعية، وما عاهدناه في حملتنا الانتخابية في الانطلاق بمسيرة التغيير المطلوبة، وأن حزب «المواطن» بالأصوات التي حصل عليها، ومع حلفائه في الساحتين الخاصة والوطنية يعمل لإنجاز الاستحقاقات الانتخابية، وتشكيل حكومة منسجمة بأعلى تمثيل ممكن».
من جانبه، شدد المتحدث باسم كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري جواد الجبوري أهمية «التأسيس لحكومة الأغلبية الذي هو بحاجة لنضج سياسي? ?وإلى? ?طبقة? ?سياسية? ?تبارك? ?للكتلة? ?الفائزة? ?وتتمنى? ?لها? ?التوفيق? ?وتذهب? ?هي? ?لتراقب? ?مراقبة? ?إيجابية? ?بناءة? ?تستطيع? ?أن? ?ترصد? ?ما تحتاجه? ?الدولة? ?وأن? ?تؤشر? ?مؤشرات? ?مهنية?»?.
ومن جانبه، دعا? ?النائب? ?عن? ?التحالف? ?الكردستاني? ?حميد? ?باقي? ?ائتلافي? ?المواطن? ?والأحرار? ?إلى? ?العمل? ?على? ?تشكيل? ?كتلة? ?موحدة? ?بينهما? ?وترشيح? ?رئيس? ?وزراء? ?للحكومة? ?المقبلة. وقال باقي ?»??بإمكان? ?كل? ?من? ?المجلس? ?الأعلى? ?الإسلامي? ?والتيار? ?الصدري? ?تكوين? ?كتلة? ?واحد? ?وأن? ?يكون? ?رئيس? ?الوزراء? ?من? ?عندهما? ?بالتحالف? ?مع? ?الكتلة? ?الكردستانية? ?التي? ?نتوقع? ?حصولها? ?على??60? ? مقعداً? ?أو ما? ?يقارب? لأن? ?حصة? ?الإقليم? ?لوحده? ?هي??44? ? مقعدا? ?وهناك? ?حصة? ?للمناطق? ?التي? ?يعيش? ?فيها? ?الكرد? ?في? ?خارج? ?الإقليم? ?بحدود? ?20? ?مقعداً»?.
8 قتلى بينهم 3 أطفال بهجمات متفرقة في العراق
قُتل ثمانية أشخاص بينهم ثلاثة أطفال وامرأة، وأُصيب آخرون بجروح جراء هجمات متفرقة استهدفت أمس مناطق متفرقة في العراق، حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية. وقال الطبيب أحمد الشامي في مستشفى الفلوجة إن «أربعة أشخاص، هم ثلاثة أطفال وامرأة قُتلوا وأُصيب 15 شخصا آخر بينهم خمسة أطفال وامرأة بجروح خلال اشتباكات مسلحة في ناحية العامرية» إلى الجنوب من الفلوجة (60 كلم غرب بغداد).
وأوضح أحد وجهاء ناحية العامرية «تعرض حاجز تفتيش مشترك لقوات الجيش والشرطة والصحوات إلى هجوم مسلح وحدوث اشتباكات استمرت عدة ساعات بين الجانبين قتل فيها الأشخاص الأربعة وأُصيب الآخرون بجروح».
ويسيطر مسلحون من التنظيم الذي يسمي نفسه «الدولة الإسلامية في العراق والشام، داعش» وآخرون ينتمون إلى تنظيمات متطرفة أخرى منذ بداية العام الحالي على الفلوجة فيما يفرض الجيش حصارا على المدينة وغالبا ما يقصف أحياء فيها مستهدفا المسلحين.
وفي ناحية جرف الصخر، إلى الشمال من مدينة الحلة (100 كلم جنوب بغداد) قُتل ثلاثة جنود وأُصيب ستة من رفاقهم بانفجار عبوة لدى مرور دوريتهم في الناحية، وفقا لمصادر أمنية وطبية.
وقُتل جندي وأُصيب ثلاثة من رفاقه بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة استهدف دوريتهم عند قرية الزيدان، في أبو غريب غربي بغداد. وفي الموصل شمال بغداد، أُصيب 17 شخصا، بينهم ضابط برتبة نقيب وجندي في انفجار سيارة مفخخة في غرب المدينة.
وأدت أعمال العنف منذ بداية العام الحالي إلى مقتل اكثر من ثلاثة آلاف شخص، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس. وبحسب الأرقام الرسمية، قتل في أعمال العنف التي شهدتها البلاد خلال شهر أبريل الماضي وحده أكثر من ألف شخص.
(بغداد - وكالات)
عدد اليوم
