روى عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال : ''فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات'' وأخرجه أبو داود وابن ماجة والدارقطني· وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم '' اغنوهم عن طواف هذا اليوم''· رواه البيهقى والدار قطنى،
يتضمن هذان الحديثان لؤلؤة نبوية شريفة، توقف عندها بالشرح الدكتور زكريا أحمد محمد نور فى كتابه ''أدب الإسلام فى معاملة الإنسان'' مبينا أن الأحاديث كثيرة عن الزكاة وعن الصدقات وفضلهما وأهميتهما بالنسبة للفقراء خصوصا يوم العيد، وزكاة الفطر مشروعة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، قال تعالى: قد أفلح من تزكى (سورة الأعلى الآية 14)، روى نافع عن ابن عمر أنه كان يقول نزلت هذه الآية في زكاة رمضان·
وأضاف الدكتور زكريا أن زكاة الفطر تجب على المسلم الحر الموسر وما يجد ما يؤديه زيادة عن قوته وقوت من يعوله يوم العيد وليلته ولقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم الناس قبل الفطر بيوم أو يومين فقال: (أدوا صاعا من بر أو قمح بين اثنين أو صاعا من تمر أو شعير عن كل حر أو عبد صغير أو كبير) أخرجه عبد الرازق وأحمد وأبو داود· فالواجب فى صدقة الفطر صاع من القمح أو الشعير أو التمر أو الزبيب أو الأقط أو الأرز أو نحو ذلك مما يعتبر قوتا· هو ما يساوي نحو 20 درهما عن الفرد الواحد·
ويذكر الشيخ طه عبد الله العفيفي أن هناك أشخاصا كثيرين يستحقون هذه الزكاة، ولقد جاءت آية جامعة على من يأخذ الصدقة أو الزكاة إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله سورة التوبة الآية ·10
ولزكاة الفطر دور عظيم فى إحداث نوع من التكافل الاجتماعي بين المسلمين وتأثير كبير فى نفوس الفقراء لاسيما فى يوم العيد· والغرض من إخراجها قبل صلاة العيد، هو إدخال الفرحة على قلوب المحتاجين إلى المعونة، وحتى يستقبل الجميع يومهم مسرورين·
ويؤكد الدكتور مصطفى الشكعة فى كتابه '' البيان المحمدي'' أن زكاة الفطر عبادة من العبادات وقربة من القربات العظيمات، لارتباطها بالصوم، ويجب أن تؤدى كما أداها حبيب الرحمن وصحبه الكرام، والسلف العظام· وهى الصدقة التى تخرج عند الفطر من رمضان، وسميت بذلك لأن الفطر هو سببها، وتمكن الحكمة فى مشروعيتها فى أنها طهرة للصائم من اللغو والرفث، فهى تجبر الصوم كما يجبر سجود السهو الزيادة والنقصان في الصلاة وهي أيضا طعمة للمساكين في ذلك اليوم·
وعن أبي أيوب رضى الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله أخبرنى بعمل يدخلنى الجنة قال صلى الله عليه وسلم : (تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم) متفق عليه·
وأوضح الإمام الجليل الحافظ أبي عبد الله محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية فى كتابه ''فتاوى رسول الله صلى الله عليه وسلم'' إن للزكاة منزلة كبيرة عند رب العزة ـ سبحانه وتعالى- حيث قال: ''وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة'' وأيضا قوله تعالى: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمةْ البينة (الآية 5)· وقوله تعالى: خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها (التوبة الآية 103)·
وكما أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث عديدة فضل الز كاة·
محمد إسماعيل
عدد اليوم
