الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حوادث السير تزداد في رمضان

حوادث السير تزداد في رمضان
28 سبتمبر 2008 00:49
ارتفاع نسبة حوادث السير خلال شهر رمضان من كل عام، بات أمراً متوقعاً مع أنه غير مبرر· فأن يكون السائق صائماً، لا يعني أن من المسموح له التسبب بإيذاء الآخرين الذين يفترض أنهم آمنون داخل سياراتهم· ولا يخفى على أحد مشهد تصادم السيارات الذي كان على مدى شهر الصوم يتنقل من شارع إلى آخر· كانت سعاد محمود في حالة مأسوية عندما استوقفناها لنسألها عن سبب الضرر في سيارتها، فهبت بالكلام بنبرة مليئة بالغضب: ''حسبي الله ونعم الوكيل على من ضربني بسيارته وهرب· الذنب ذنبه مئة في المئة لأنه كان يقود بسرعة جنونية وبمجرد أن قاربت الإشارة الضوئية على الاصفرار حتى شعرت بصدمة مفاجئة· التفتت إلى المرآة للتأكد من الفاعل فلمحته يهم بالهرب مسرعاً من دون أن أتمكن من تسجيل رقمه''· في ذلك اليوم كانت سعاد صائمة، ومع أنها ضبطت أعصابها لكي لا تحمل المسألة أكبر من حجمها، إلا أنها مازالت مستاءة حتى اليوم· وبعد مرور عشرة أيام على الحادث تقول: ''من المعيب أن يتذرع البعض بحجة الصوم ليرتكبوا حوادث يمنة ويسرة بحق أناس عزل، فشهر رمضان يجب أن يعلمنا الصبر والحكمة وليس التهور''· مغامرة ويقول عبدالله إبراهيم وهو أب لأربعة أبناء كانوا برفقته عندما صُدمت سيارته: ''كل من يركب خلف مقود في شهر الصوم يجب أن يعرف أنه يسير في مغامرة قد لا تحمد عقباها، ولا يكفي أن تقود سيارتك بحذر وتأنٍّ حتى تأمن شر الحادث، لأن الضرر يأتيك في الغالب من الخلف''· ويروي كيف تضررت سيارته بالكامل عندما صدمها شاب متهور· ''يبدو أنه كان شارداً ولم ينتبه إلى أن خط السير قد توقف نتيجة الازدحام، وهكذا تابع سيره بالسرعة نفسها ووقع الحادث''· وعندما عاتبه على فعلته أجابه بأسف: ''سامحني أنا صائم ورأسي يؤلمني من قلة النوم، وسوف أتابع بنفسي إجراءات إصلاح سيارتك، لكن بعد انتهاء الشهر الفضيل إذا أمكن''· لا ناقة ولا جمل يذكر مأمون العلي أن ما تعرض له خلال اليوم الأول من شهر رمضان يدعو فعلاً إلى الدهشة: ''كنت على شارع عام مزدحم ازدحاماً شديداً على غير عادة، فعرفت أن ثمة حادثاً تسبب بعرقلة السير· وبعد وقوف دام أكثر من ساعة، فتحت الإشارة وأخذت السيارات تتطاير من السرعة، وهكذا كانت تصطدم السيارة بالأخرى، حتى جاء دوري ووجدت نفسي وسط معركة لا ناقة لي فيها ولاجمل· صدمت من أمامي وصدمني أحدهم من الخلف· والسبب يعود إلى توتر عام أصاب الجميع في أول يوم من الصيام''· سهر الليالي في هذا السياق، يوضح أسامة حسين مدير دائرة تعويضات السيارات في إحدى شركات التأمين أن نسبة الحوادث تزيد في شهر رمضان لأسباب غريبة لا علاقة لها بالسرعة، وإنما بالصوم، ''فالسائق الذي يتسبب بالحادث يكون في الغالب إما متعباً لأنه سهر الليل بطوله، وإما في حالة عصبية بسبب الجوع وعدم القدرة على التدخين''· وهذا ما يقر به معظم الأشخاص الذين يأتون إلى قسم الحوادث في شركة التأمين، مطالبين بإصلاح آلياتهم بسرعة قسوى· ''وهؤلاء فئتان: منهم من يستعجلون في طلب التعويضات ونقل السيارة مباشرة إلى ورش التصليح أو الوكالات، وفئة تترك الأمر معلقاً إلى ما بعد عيد الفطر حين يروق مزاجها لحل مشكلة كانت في غنى عنها''· ويذكر حسين أن التردد على شركات التأمين خلال شهر رمضان ''يزداد بنسبة الضعف تقريباً، ومعظم المتهورين هم من الشباب الذين بالكاد ينامون ساعتين أو ثلاث ويضطرون للاستيقاظ باكراً والتوجه إلى الدوام''· وهكذا يقودون سياراتهم فيما النعاس يزغلل عيونهم، ''وبحسب الخبرة في هذا المجال، فإن قيادة السيارة مع قلة النوم أشبه بالقيادة في حالة السكر· فيها تشتت وعدم تركيز وغياب عن الوعي''· استهتار انتقالاً إلى ورشة التصليح في إحدى كبريات وكالات السيارات حيث العمل على قدم وساق خلال شهر رمضان، يؤكد أرشد علي محمد المسؤول عن وحدة صيانة الأضرار أن معظم السيارات المتهالكة نتيجة حوادث ''الصوم'' هي آخر طراز العامين المنصرمين، ''وهذا أمر يدعو فعلاً إلى الدهشة، كيف يمكن لأحدهم أن يركب سيارة فارهة وأنيقة بهذا الشكل ولا يحافظ عليها، علماً بأن مالكي هذه السيارات معظمهم من الشباب الذين يكسرون سياراتهم قبل الانتهاء من سداد أقساطها''· ويعزو سبب ارتفاع نسبة الحوادث في شهر رمضان إلى ''الاستهتار المستشري بين السائقين عموماً، بحيث يفقدون السيطرة على أعصابهم وسط الازدحام وعند توقف الإشارات الضوئية''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©