الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خان مرجان نفحات من التراث الأصيل

خان مرجان نفحات من التراث الأصيل
28 سبتمبر 2008 00:46
يتوقف الزمن في مركز وافي في دبي ليأخذ زائريه في رحلة إلى خان مرجان أحد أقدم الأسواق الشرقية الإسلامية عبر محاكاة دقيقة لأزقته، وأبوابه، وفن عمارته، موفرا لرواده متعة التسّوق والاطلاع على نوعية مختلفة من البضائع والتحف والأنتيكات في أكثر من 150 دكانا، تتوزع على حوالي 50 ألف قدم مربعة من الفناء الواسع الذي بني بدورين وتحت سطح الأرض· فكرة المشروع مستوحاة من الخان التاريخي الذي بني في بغداد خلال القرن الرابع عشر والذي كان وجهة للتجار والمسافرين· ويذكر أن تاريخ إنشاء ''خان مرجان'' الأصلي يعود إلى سنة 670 هجرية الموافق 1358 ميلادية، وقد أمر ببنائه حاكم بغداد، حينها، أمين الدين مرجان في عهد السلطان أويس ابن الشيخ حسن الاليخاني الملقب بمعز الدين، وكان الخان يعرف بخان ''الأورنمة'' أي الخان المسقوف باللغة التركية، ويعتبر من أجمل الخانات العراقية القديمة حيث تتجلى فيه روعة العمارة والتخطيط ودقة الزخارف الآجرية الجميلة، ومازال الخان موجودا في شارع ''الرشيد''، ويطل على شارع ''السموأل'' من جهة وشارع ''البزارين'' من جهة أخرى، ويعد من أهم المباني الإسلامية التي ورثها البغداديون· وحظي السوق بإعجاب زوار مركز وافي، ويقول جاسم مبارك إنه ''عشق المكان من أول زيارة، لأنه يمثل قطعة من الماضي العريق والزمن الجميل الذي لم نعشه''، مضيفا أن ''جولة واحدة في أرجاء السوق تنقلك بين أحياء مختلفة من بينها الحي السوري، والمغربي والمصري والتركي، فتتعرف على روعة هذه الثقافات العربية وفنون الحضارة الإسلامية المميزة بتفاصيلها التي طبعت المكان''· ويرى سامي الحداد أن ''أجمل ما تفعله دبي انها تستنسخ صفحات مضيئة من تاريخ العالم الإسلامي، وتنقل ببراعة مدنا تاريخية، وأحياء وأسواقا تراثية خالدة في الذاكرة، ضمن مشاريع موزعة في أرجائها، وكأنها تجمع كل روائع الحضارة العربية في الإمارات''، معتبرا ''خان مرجان'' إحدى هذه الأفكار ''الخلاقة'' خصوصا وأن السوق ظل لعدة قرون جزءا أساسيا من الحياة البغدادية· وتقول فاطمة أحمد إنها أخذت بروعة البنيان في هذا السوق التراثي العريق، وتزيد: ''لقد أسرتني التفاصيل الجميلة المتمثلة في الأبواب الخشبية المزخرفة والمشغولة يدوياً بفن الأرابيسك، وبهرتني الأسقف العالية المعشقة بالزجاج الملوّن والتي تروي بالرسومات قصصا من تاريخ تجّار بغداد القديمة وهم يتبادلون البضائع من السجاد والتحف''· من جهته، يوضح المدير العام للمشروع ديب بدر أنهم ''حرصوا على نقل مفردات الجمال والروح والإحساس، وكل التفاصيل من سوق خان مرجان الأصلي، فأحضروا مواد البناء من أنحاء العالم الإسلامي، فالأحجار المنحوتة من مصر، والأرابيسك والمنحوتات الخشبية من سوريا، والموزاييك الملوّن من المغرب، والأرضيات الرخامية من تركيا''، مشيرا إلى أنهم ''استوردوا الأفضل من كل بلد إسلامي مع التصاميم الهندسية العربية الممزوجة بالتأثير الأندلسي والإيراني والأفغاني''· ويضيف بدر أنهم استعانوا بأمهر الحرفيين من كل من مصر، وليبيا، وتونس، وإيران، ولبنان، وسوريا، والمغرب، وتركيا، والأردن، وعمان وأفغانستان لاستكمال بناء الخان، لافتا إلى أنهم استلهموا لوحات السقف المزخرف بالزجاج المعشّق من الفنان العراقي'' يحيى بن محمد الوسطي'' التي تصور حياة التجار والمسافرين في البلدان العربية والإسلامية في القرن الرابع عشر· ويؤكد بدر أن الرسم على الزجاج المعشّق استغرق عدة أشهر وتعاون في تكوينه وصياغته 35 فنانا تشكيليا· ويقول أحد رواد مرجان المنتظمين عبدالله الشامسي إن ''السلالم الهابطة إلى الخان لفتت نظره وحركت فضوله وما إن زار الخان حتى تفاجأ بروعة المكان الذي يجمع بين الفن والثقافة ومتعة التسوق، مبديا إعجابه بالفوانيس القديمة، والألوان الزاهية على الجدران والأبواب، والممرات العابقة بأريج العود والبخور المختلطة بروائح التوابل· ويضيف الشامسي أنه أصبح من زوار الخان الدائمين، مبينا أنه المفضل عنده لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، حيث يجتمع مع أصدقائه في جلسة ممتعة في فناء الخان الذي يقع فيه المطعم المفتوح المستوحى من الطراز الأموي والمزينّ بعجلة مياه تقليدية تدور مع حركة المياه الجارية، مستمتعاً بأنغام من كلاسيكيات الموسيقى والطرب العربي الأصيل، بينما يتذوق أشهى المأكولات المحضّرة من المطبخ الخليجي، والإيراني، واللبناني، والمغربي وقد أحاطت بهم الدكاكين القديمة التي تبيع المشمش، والتين المجفف مع الجوز واللوز·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©