السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

فضائل الحج والعمرة

26 أغسطس 2016 00:36
إننا نعيش في ظلال أيام مباركة من أشهر الحج، وكلما أقبل موسم الحج اتجهت أنظار المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها واشتاقت قلوبهم إلى مهبط الوحي الذي عمّ البلاد، إلى الأرض التي جعلها الله مثابة للناس وأمناً. وهذا الشوق الذي يملأ قلب كل مسلم، إنما هو تحقيق لدعوة أبي الأنبياء إبراهيم- عليه الصلاة والسلام- حينما أسكن ابنه إسماعيل-عليه الصلاة والسلام- وأمه هاجر في رحاب البيت العتيق وتركهما، ثم اتجه إلى ربه يناجيه ويتضرع إليه {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} (سورة إبراهيم الآية 37). إن الحج ركن من أركان الإسلام، وهو آخر ما فرضه الله على عباده من العبادات، ومن سُوَرِ القرآن سورة سُمِّيت باسمه (سورة الحج) افتتحت بنداء البشرية قاطبة إلى الإيمان بالله وتذكيرهم بيوم البعث وما فيه من الهول العظيم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} (سورة الحج الآيتان 1-2)، وَخُتِمَت السورة بما امْتَنّ الله به على عباده المسلمين ومنهم حجاج بيت الله، أن اصطفاهم من بين البشر فوفَّقَهم للإيمان وسمَّاهم مسلمين ورفع عنهم الحرج وأمرهم بالاعتصام بحبل الله ليكونوا شهداء على الناس يوم القيامة، بل وفي الدنيا لما عندهم من العدل والإنصاف. ومن المعلوم أنه عندما تظلنا أشهر الحج وأيامه، فإنَ المسلمين يتوافدون على بيت الله الحرام من كل فج عميق، فعلى بركة الله بدأت وفود الرحمن تؤم بيت الله العتيق، على بركة الله تسير قوافلهم يحذوها الشوق والإيمان، لتحظى ببركات أداء فريضة الحج والطواف بالكعبة المشرفة، وزيارة مسجد الحبيب- صلى الله عليه وسلم - فالحج من أعظم شعائر الإسلام وأبعدها أثراً في حياة المسلمين. فضل الحج والعمرة الحج ركن من أركان الإسلام لقوله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (سورة آل عمران، الآية 97)، ولقوله- صلى الله عليه وسلم -: (أَيُّهَا النَّاسُ إنَّ اللهَ قَدْ ?فَرَضَ ?عَلَيْكُمُ ?الْحَجَّ ?فَحُجُّوا، ?فقَالَ ?رَجُلٌ: ?أَكُلَّ ?عَامٍ ?يَا ?رَسُولَ ?اللَّهِ?؟ ?فَسَكَتَ ?حَتَّى ?قَالَهَا ?ثَلاثًا?، ?فقَالَ ?رَسُولُ ?اللَّهِ- صَلَّى ?اللَّهُ ?عَلَيْهِ ?وَسَلَّمَ-: ?لَوْ ?قُلْتُ?: ?نَعَمْ، ?لَوَجَبَتْ ?وَلَمَا ?اسْتَطَعْتُمْ، ?ثُمَّ ?قَالَ?: ?ذَرُونِي ?مَا ?تَرَكْتُكُمْ، ?فَإِنَّمَا ?هَلَكَ ?مَنْ ?كَانَ ?قَبْلَكُمْ ?بِكَثْرَةِ ?سُؤَالِهِمْ ?وَاخْتِلافِهِمْ ?عَلَى ?أَنْبِيَائِهِمْ ?، ?فَإِذَا ?أَمَرْتُكُمْ ?بِشَيْءٍ ?فَأْتُوا ?مِنْهُ ?مَا ?اسْتَطَعْتُمْ، ?وَإِذَا ?نَهَيْتُكُمْ ?عَنْ ?شَيْءٍ ?فَدَعُوهُ) (?أخرجه مسلم)?. * الحج من أفضل الأعمال: عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: (سُئِل رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: حجٌّ مَبْرُورٌ) (أخرجه البخاري). * الحج يعدل الجهاد في سبيل الله: عن عائشة أم المؤمنين- رضي الله عنها- أنها قالت: (يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَرَى ?الْجِهَادَ ?أَفْضَلَ ?الْعَمَلِ، ?أَفَلا ?نُجَاهِدُ؟ ?قَالَ?: ?لا?، ?لَكِنَّ ?أَفْضَلَ ?الْجِهَادِ ?حَجٌّ ?مَبْرُورٌ) (?أخرجه البخاري)?. * الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة: عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا ?بَيْنَهُمَا، ?وَالحَجُّ ?المَبْرُورُ ?لَيْسَ ?لَهُ ?جَزَاءٌ ?إِلا ?الجَنَّةَ) (أخرجه الشيخان)?. كما أن العمرة عبادة عظيمة فيها منافع كثيرة، نذكر منها: * العمرة تنفي الفقر والذنوب: عن ابن مسعود- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- (تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةَ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، وَلَيْسَ للْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إلا الْجَنَّةِ) (أخرجه الترمذي). * العمرة تكفر الذنوب: عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: (العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا ?بَيْنَهُمَا، ?وَالحَجُّ ?المَبْرُورُ ?لَيْسَ ?لَهُ ?جَزَاءٌ ?إِلا ?الجَنَّةَ) (أخرجه البخاري)?. * الحجاج والعمّارُ وفدُ الله: عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (الْحُجَّاجُ وَالْعُمَّارُ وَفْدُ اللَّهِ، إِنْ دَعَوْهُ أَجَابَهُمْ، وَإِنِ اسْتَغْفَرُوهُ غَفَرَ لَهُمْ) (أخرجه ابن ماجة).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©