الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أنقذوا الأرض

16 ديسمبر 2009 00:07
تصوروا معي السيناريو التالي: ظاهرة الاحتباس الحراري الناتجة عن الانبعاثات الغازية التي تخلفها الدول الصناعية تتسبب في ذوبان الجليد في القطب الشمالي، مما سيتسبب في زيادة منسوب المياه في المحيطات، فتغمر المياه مناطق عدة من كوكب الأرض، ويترافق ذلك مع تسبب نفس تلك الظاهرة في تغيرات في الغلاف الجوي للأرض، مما يعني عدم حجب أشعة الشمس فتتضاعف حرارة الأرض، مما يؤدي إلى الجفاف والتشققات في قشرة الأرض تحدث بدورها ثورات للبراكين الخامدة، وتحرك باطن الأرض، الأمر الذي يؤدي إلى زلازل، وتحرك في القشرة الأرضية التي يعيش عليها البشر، مما سيتسبب بدمار شامل للمدن وغمرها بالحمم البركانية التي تخرج من جوف الأرض، وستحرك الزلازل قيعان المحيطات مما ينتج عنها تسونامي هائل يعم أرجاء الأرض مما سيخلق طوفانا عظيما يغرق اليابسة، فيلجأ الناس إلى المرتفعات والجبال هربا من الغرق، وتعم الفوضى والمآسي والقصص. ربما يكون هذا السيناريو قريب من سيناريو الفيلم الأميركي 2012 الذي لا يزال يعرض في دور السينما، رغم مضي نحو أربعة أسابيع على بداية عرضه. لكن هذا ما يعتقد العلماء أنه سيحدث إذا استمر الإنسان في تدمير هذا الكوكب بنشاطه الذي لا يهتم بمستقبل الأرض، ربما يكون هذا مجرد خدعة نابعة من مؤامرة علمية واسعة، كما تبين من خلال رسائل بريد إلكتروني مسروقة تم كشفها بداية الأسبوع الجاري في نفس موعد انعقاد قمة كوبنهاجن الخاصة بالمناخ. هناك اهتمام عالمي متزايد بحماية الأرض، لكنه يبقى بروتوكولياً أكثر منه عملي، فالتدمير مستمر، والانبعاث الحراري لا يزال قائماً ولن يتوقف، فصدى الصرخات التي تقول إن سياسات تغير المناخ ستؤدي إلى تدمير فرص العمل لا زلنا نسمع صداها. مما يجعل المهتمين بهذا الشأن يشعرون بنوع من التفاؤل لمجرد أن نسمع أن دولا وافقت من حيث المبدأ على الحاجة إلى الانضمام إلى الجهود المبذولة للبحث عن الحل. هل يعني أن الإمارات وحدها تنظر إلى المستقبل وتقوم بخطوات على أرض الواقع؟ بالتأكيد ومن هنا كانت مبادرة “مصدر”، وهي المدينة الوحيدة من نوعها في العالم، لنعيش بعدها على أمل أن يتعلم منها العالم وتعمم على بقية مدن الأرض. يبقى أن نقول إن كل هذا مجرد توقعات مستقبلية ولا تعارض بين العلم والدين، فعندما أراد الله استخلاف البشر في الأرض قالت له الملائكة: “أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ “. لكن الله سبحانه وتعالى استخلف البشر في الأرض لعلم وحكمة لا يعلمها سواه. سعيد سالم rahaluae@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©