أعلن الجيش التركي و”حزب العمال الكردستاني” التركي المحظور الناشط في مناطق الأقلية الكردية جنوب شرقي تركيا أن طائرات حربية تركية قصفت أمس مواقع لمسلحي الحزب في إقليم كردستان شمالي العراق. في الوقت نفسه دعا زعيم الحزب عبد الله أوجلان الجانبين إلى إبرام هدنة بعد تصعيد المواجهات بينهما خلال الأسابيع الأخيرة.
وقالت قيادة الجيش التركي في بيان عسكري بثته على شبكة الإنترنت جيش “قصفت طائرات القوات المسلحة التركية أهدافا للمنظمة الإرهابية الانفصالية (حزب العمال الكردستاني) في شمال العراق، خاصة في جبل قنديل ومنطقة هاكورك، وتم ضرب الأهداف بنجاح”. وأضافت دون ذكر تفاصيل، أن الطائرات المغيرة عادت إلى قواعدها بسلام.
وقال المتحدث باسم “حزب العمال الكردستاني” روج ويلات في جبل قنديل، حيث معقل قيادة المتمردين الأكراد الأتراك، إن الغارات الجوية التركية استمرت من الساعة الثالثة إلى الساعة الخامسة صباحا بتوقيت الإمارات. وأضاف “لا توجد خسائر بشرية بين رجالنا وإنما لحقت أضرار بالممتلكات ونفقت ماشية”.
وقال مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب أحمد دنيز في جبل قنديل أيضاً “إن الغارات شملت منطقة خواكورك في المثلث الحدودي بين تركيا والعراق وإيران وقرى كوزينة وكورته وخنيره”. وذكر أنه تم تدمير منزل أحد القرويين في كوزينة، كما ألحقت خسائر جسيمة بالماشية. وأضاف “نطالب المنظمات الدولية والرأي العام العالمي بالضغط على تركيا لوقف القصف الذي يستهدف المواطنين العزل ويرغمهم على النزوح من مناطقهم”.
من جانب آخر، ذكر أحد قادة قوات الأمن في إقليم كردستان أن الغارات الجوية التركية أسفرت عن تدمير جسر في محافظة أربيل الكردية شمالي العراق. ونقلت وكالة “أصوات العراق” للأنباء أن جنوداً أتراك قصفوا أيضاً عدة قرى في في منطقة سيدكان بالمحافظة ذاتها.
وازدادت كثافة الاشتباكات بين القوات التركية والمتمردين الأكراد في جنوب شرقي تركيا بعد الغارات الجوية. واشتبك اكثر من 10 آلاف جندي مدعومين بطائرات مروحية حربية مع مع مسلحي الحزب في إقليمي سيرناك وهاكاري قرب الحدود العراقية وأرسل الجيش التركي تعزيزات من قواعد عسكرية في المنطقة للمساعدة في الهجوم.
وقد أنهى “حزب العمال الكردستاني” في أول شهر يونيو الماضي وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد في جنوب شرقي تركيا. وقال أوجلان، المسجون مدى الحياة في جزيرة بشمال غربي تركيا، خلال تصريح بثته وكالة “فرات” للأنباء التابعة للحزب “بإمكان الطرفين المضي قدماً نحو عملية نبذ العنف”. وأضاف “إذا توفرت هذه الإرادة (لدى الجيش التركي) فإن رجالنا قد يستجيبون لها”. وتابع “إن الشعب الكردي يأمل أيضا في “وقف الأعمال العدائية وإبرام هدنة”.
عدد اليوم
