قتل خمسة أشخاص من بينهم ألماني وبريطاني وأجنبي آخر أمس في هجوم انتحاري تبنته حركة طالبان واستهدف مكاتب منظمة أميركية للمساعدة على التنمية في قندز شمال أفغانستان. فيما قتل جندي أطلسي بهجوم للمتمردين شرقي أفغانستان. وفي هذه الأثناء، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوج راسموسن أن تعيين قائد أعلى جديد لقوات التحالف في أفغانستان لن يؤدي إلى تغيير الاستراتيجية.
وأصيب 20 شخصاً في العملية الضخمة التي جرت فجراً وتلتها مواجهات دامت سبع ساعات قبل أن تتمكن القوى الأمنية من قتل اثنين من المهاجمين فيما قتل آخران في تفجير سترتيهما المفخختين. وأكد الرئيس الأفغاني حميد كرزاي في بيان “مقتل ثلاثة عاملين إنسانيين أجانب” وإصابة عشرين شخصاً بجروح.
وأفاد موظف في السفارة الأميركية في كابول بأن عنصراً أمنياً ألمانياً قتل. وأعلنت السفارة البريطانية لاحقاً أن الأجنبي الثاني “بريطاني” دون تقديم المزيد من التفاصيل. ولم يكشف عن جنسية الأجنبي الثالث. وكان حاكم ولاية قندز محمد عمر أفاد بأن أربعة عناصر من طالبان على الأقل، أو ستة بحسب كرزاي، دخلوا الجمعة إلى مكاتب منظمة “ديفلوبمنت الترناتيفز” في مدينة قندز.
وأضاف أن اثنين من المهاجمين فجرا حزاميهما الناسفين. وأفاد محمد رزاق يعقوبي قائد شرطة قندز “قتل حارس أمني وشرطي أفغانيان كذلك. وجرح حوالي 20 شخصاً من بينهم مدنيون وشرطيون”. وأشارت الشرطة إلى أن العنصرين الآخرين اللذين انسحبا إلى محيط المبنى قتلا بعد اشتباكات استمرت سبع ساعات. وقال يعقوبي “تمكنا من القضاء على آخر المهاجمين ودخلت الشرطة إلى المبنى”. وأفاد متحدث باسم القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن (إيساف) التابعة للحلف الأطلسي بأن القوات الأجنبية ساهمت في إغلاق الموقع وإجلاء الجرحى.
وتستفيد المنظمة التي بدأت عملها في قندز قبل أربعة أشهر من دعم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو اس ايد). وتبنت حركة طالبان العملية وصرح المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد من مكان مجهول “هذا الصباح هاجم ستة انتحاريين من طالبان مكتباً لمنظمة أميركية للمساعدة على التنمية”.
واستهدفت عدة هجمات منظمات أميركية للمساعدة على التنمية في الأشهر الأخيرة، لا سيما في ولايتي هلمند وقندهار الجنوبيتين حيث تنشط المواجهات مع المتمردين. وتلعب هذه المنظمات دوراً متزايداً في أفغانستان التي تتلقى مليارات الدولارات من المساعدات من أجل إعادة إعمار البلاد التي دمرتها 30 عاماً من الحروب.
ويأتي هذا الهجوم بعد ثلاثة أيام على عملية استهدفت بسيارة مفخخة وصواريخ قاعدة كبرى للحلف الأطلسي في جلال آباد شرق أفغانستان. وأعلنت قيادة الحلف الأطلسي في كابول الجمعة عن مقتل جندي في قوات الحلف لم تكشف عن جنسيته في أعقاب هجوم طالبان في شرق أفغانستان. وقتل ما مجموعه 325 جندياً في عمليات عسكرية في أفغانستان منذ مطلع العام الجاري.
من جهة أخرى، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوج راسموسن أمس في لشبونة أن تعيين قائد أعلى جديد للتحالف الدولي في أفغانستان لن يؤدي إلى تغيير الاستراتيجية.
وقال راسموسين في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية البرتغالي لويس أمادو، “حصل تغيير للقيادة لكن لن يكون هناك تغيير للاستراتيجية”. وأضاف “يمكنني أن اطمئن الشعب الأفغاني إلى أننا سنبقى الفترة الضرورية لبسط الأمن في البلاد”، موضحاً أن الجنرال ديفيد بترايوس القائد الجديد للقوات الدولية في أفغانستان أعرب أيضاً عن التزامه في هذا الصدد. وقال “بالتأكيد لن نبقى إلى الأبد. وهدفنا في النهاية هو أن يتمكن الأفغان من أن يتولوا بأنفسهم شؤون الأمن في بلادهم”. وأضاف “لهذا السبب تعتبر مهمات التدريب في أفغانستان مهمة للغاية”. وأكد “آمل في أن نتمكن من أن نعلن في القمة المقبلة (للحلف الأطلسي) في لشبونة أن عملية نقل السلطة يمكن أن تبدأ في بعض الأقاليم، لكن يجب بالتأكيد أن يتوافر مسبقاً بعض الشروط”.
الجنرال بترايوس يصل كابول لقيادة القوات الدولية
كابول (ا ف ب) - وصل الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس القائد الجديد للقوات الدولية في أفغانستان إلى كابول أمس الجمعة، وفق ما أعلن مسؤول في حلف شمال الأطلسي لوكالة فرانس برس. وقال هذا المسؤول إن «الجنرال بترايوس وصل إلى كابول في الطائرة بعد الظهر واستقل مروحية متوجهاً إلى المقر العام لـ(إيساف)»، القوة الدولية للمساعدة في إرساء الأمن التي يقودها الحلف الأطلسي في أفغانستان. ويتولى بترايوس قيادة القوات الدولية التي تتصدى للمتمردين في وقت يثير المنحى الذي يتخذه النزاع قلق الدول الغربية في ضوء بلوغ خسائر القوات الدولية مستوى غير مسبوق.
عدد اليوم
