الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمية المرموم قلب ينبض بالحياة في صحراء دبي

محمية المرموم قلب ينبض بالحياة في صحراء دبي
27 سبتمبر 2008 02:37
تشكل منطقة المرموم في قلب صحراء دبي ملاذا لحيوانات البوادي الشاسعة وطيورها وزواحفها، منذ نشوئها كمحمية طبيعية مطلع تسعينيات القرن الماضي، قبل أن تعلن رسميا في العام ·2005 وعلى بعد 40 كيلومترا من مركز مدينة دبي، يلتف سياج عال حول مبنى يضم استراحة ومكاتب مجهزة خصصتها حكومة إمارة دبي مقرا لفرق الأمن الذين يقضون معظم ساعات نهارهم في مراقبة مراتع الظباء وبقية الحيوانات· وتعمل الفرق العاملة في المحمية على ''تنفيذ تعليمات قيادة الدولة الرامية لحفظ الحياة الفطرية''، حيث يجوب أفراد هذه الفرق ''وهم خبراء بالفطرة في حياة البراري''، الصحراء لتفقد الحيوانات ونجدة المصاب منها، بحسب ما يشرح رئيس فريق العمل لحماية الحياة الفطرية جابر المطيوعي· ويواصل هؤلاء ''العسس'' تجوالهم في مرابع المحمية ليلا ونهارا، يراقبون نشاط الحيوانات المهددة بالانقراض، ويتواصلون بواسطة أجهزة الهواتف النقالة قبل انطلاقهم في مهمة إنقاذ حيوان، كما أنهم بالمرصاد لكل من تسول له نفسه ممارسة الصيد المحظور في مثل هذه المناطق· واهتمت الدولة بإصدار قوانين لحماية الحيوانات البرية والطيور، مثل طيور الراعبي والصفارد غيرها، إضافة إلى توفير نقاط المياه والحبوب والأعلاف للحيوانات، لمساعدتها على التغذية، في حال بخلت الطبيعة بالماء والكلأ خلال فصل الصيف· ''وليست الحيوانات وحدها نطاق عمل هؤلاء العسس، بل إن الأشجار تشكل ركنا مهما في النظام الطبيعي''، كما يشرح المطيوعي الذي يلفت إلى أهمية الأشجار في ''منظومة الاستدامة'' الطبيعية، وتأثيرها على جذب الحيوانات والطيور إلى المنطقة· وأثمرت جهود فرق حماية الحياة الفطرية في تكاثر عدد من الحيوانات النادرة، مثل الظباء بأنواعها، حيث عاد الغزال العربي إلى موطنه· يقول المطيوعي، خلال تغذيته وفريقه بعض صغار الغزلان، إن ''المحمية تبنت هذه الغزلان الصغيرة وتقدم لها الغذاء والرعاية (الطبية) بسبب مرضها أو وضع الأم في الحجر الصحي''· وفي مرابع المحمية، تكمن قطعان الغزلان تحت ظلال الأشجار وقت الظهيرة، متحاشية أشعة الشمس، لتنشط فجرا وعند الغروب· ووفق المطيوعي، فإن الغزلان تتوالد في أشهر الربيع فبراير ومارس وأبريل، وعادة ما تلد الريم توائم، أما الدماني والمهى الوضيحي فتلد فرادى· وفي مكان غير بعيد، تقفز الأرانب البرية أمام جحورها السطحية بحذر، بعد أن عانت قبل سن قوانين البيئة من عمليات صيد جائر طلبا للحومها، كما كان الحال بالنسبة للظباء· وبرغم وجود الثعلب، العدو الأول للأرانب البرية، إلا أن أعدادها تتزايد بفضل حظر الصيد، وقصر مدة حملها التي لا تتجاوز الأربعين يوما· وتشهد أعداد الزواحف خصوصا الضب تزايدا في الوقت الحالي، بعد أن أوشكت على الانقراض بسبب الصيد الجائر، حيث يعد الضب أحد عناصر الغذاء البدوي· ويتميز الضب بصبره على عدم توفر الماء، ويصل طوله إلى 45 سم، ويعتبر من ذوات الدم البارد، أي تلك الحيوانات التي تتغير درجة حرارة جسمها وفقا للظروف المحيطة، حيث يلجأ إلى البيات الشتوي ويخرج بدءا من شهر مارس· ويمارس الضب طقوسا خاصة عند خروجه من جحره في الصباح الباكر· فهو لا يخرج سوى رأسه، ثم يعرض صدره لأشعة الشمس لمدة قد تتجاوز نصف الساعة، حتى تتأقلم درجة حرارة جسده· وتتلوى في صحراء دبي 5 أنواع من الثعابين الصحراوية هي ''أم القرون- العسيمي- العصلة- بوصيحة- السليماني''، جميعها سامة، باستثناء النوع الأخير الذي يستخدم ذيله في علاج العيون من مرض الرمد، وتعتبر صغار الطيور وبيوضها والسحالي وفئران الصحراء أهم عناصر غذائها·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©