الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دعوات إلى حظر «الجبهة الدفاعية الإسلامية» في إندونيسيا

2 يوليو 2010 23:40
تتعالى أصوات في إندونيسيا للمطالبة بحظر “الجبهة الدفاعية الإسلامية” التي تعمل تحت شعار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويخشى أن تؤدي تحركاتها الى اذكاء التوتر بين المسلمين والأقلية المسيحية. وتشن هذه الجبهة حملات مفاجئة ينفذها بضع عشرات من الرجال بجلابيبهم البيضاء بهدف التشويش على اجتماع للنواب او تجمع مسيحي أو مؤتمر للمتحولين جنسيا، كما تغير على نوادي التعري ولعب الميسر وبائعي الخمور. وتلجأ الجبهة المعروفة محليا باسم “جبهة بمبيلا إسلام” والتي نشأت قبل 12 عاما إلى الأسلوب نفسه في كل عملياتها بالاعتماد على قبضات أيدي أعضائها بهدف إعادة المخالفين الى طريق المعروف والأخلاق الحميدة. والحركة التي يتزعمها الشيخ الحبيب محمد رزق شهاب، كانت ناشطة كثيرا في بداية سنوات الالفين لكن نشاطها بات محدودا خلال السنوات الأخيرة وخصوصا بسبب اعتقال الشيخ الحبيب. غير ان المدافعين عن التعددية يلاحظون عودة قوية للحركة في الآونة الاخيرة ويبدون خشيتهم من تأثيرها في بلد يتبنى فيه معظم السكان منهج الإسلام المعتدل. وكتبت صحيفة “جاكرتا جلوب” هذا الأسبوع “لا يمكننا ان نسمح بنزاع ديني بعد كل ما فعلناه خلال السنوات العشر الماضية من أجل تعزيز صورة إندونيسيا بوصفها بلدا معتدلا ومتسامحا”. وشهدت إندونيسيا التي يدين 90% من سكانها بالإسلام أعمال عنف طائفية دامية في بداية الألفية وخصوصا في الملوك وسولاويسي أدت الى مقتل الآلاف. وتراجع التوتر في الأرخبيل منذ ذلك الحين لكنه لا يزال يشهد نزاعات متفرقة بين الحين والآخر بسبب بناء أماكن للعبادة. وشنت “جبهة بمبيلا إسلام” ونحو عشر حركات راديكالية خلال الأسابيع الماضية حملة واسعة في مدينة بيكاسي الشعبية في ضاحية جاكرتا بهدف درء ما يسمونه خطر “التبشير بالمسيحية”. ويطالب هؤلاء بتطبيق الشريعة وتزويد كل مسجد بميليشيا تعمل على مكافحة الدعارة واللهو والميسر وشرب وبيع الكحول. ويقول عبد القادر آكا الزعيم المحلي لجبهة بمبيلا إسلام “سنتحرك ضد المسيحيين المبشرين الذين يسعون الى تحويل الناس عن عقيدتهم”. وارغمت هذه الحملات كنيسة بروتستانتية ومدرسة على اغلاق أبوابهما خلال الأشهر الماضية. وفي مواجهة هذه التهديدات دعا نواب وجمعيات المجتمع المدني الحكومة إلى تحرك حازم. وتردد صدى هذه الدعوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك. وقالت ايفا كوسوما سونداري نائبة الحزب الديمقراطي الإندونيسي المعارض ان “حظر جبهة بمبيلا إسلام هي الطريقة الوحيدة لمنعها من نشر الفوضى”. لكنها أبدت أسفها لأن السلطات تتردد في التحرك ضدها، لا بل تقول ان الشرطة والجيش سهلا ظهورها واستخدامها في بعض الأحيان بوصفها ميليشيا رديفة أو مساعدة. ولكن الجيش يرفض هذه الاتهامات في حين تهاجم “جبهة بمبيلا إسلام” كل من يوجهون الانتقاد اليها وتصفهم بأنهم “متآمرون وشيوعيون أو تجار مخدرات”. ويقول المؤرخ الاندونيسي الشهير عزيوماردي عزرا إن الوقوف بوجه الميليشيات المتشددة الجديدة ينبغي قبل كل شيء أن يبدأ داخل المؤسسات الدينية المعتدلة. ويضيف أن هذه الجمعيات التي تضم عشرات الآلاف من الأعضاء “من واجبها أن ترفع صوتها في مواجهة المتشددين الذين يتحركون بقوة رغم كونهم اقلية صغيرة جدا”.
المصدر: جاكرتا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©