قال مصدر مسؤول في بلدية مدينة أبوظبي إن البلدية استنفرت جميع طاقاتها لسحب مياه الأمطار من شوارع جزيرة أبوظبي والبر الرئيسي، حيث وصلت عدد الصهاريج شفط المياه إلى أكثر من 100 صهريج عملت على مدار الساعة رغبة في سرعة سحب المياه وعودة شوارع المدينة كما كانت.
وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن شبكة تصريف مياه الأمطار ذات كفاءة عالية وتستوعب عشرات الآلاف من الجالونات في بضع ثوان، إلا أن قلة خبرة الطاقم الفني الجديد في التعامل مع مثل هذه الحالات كانت الدافع وراء تجمع تلك المياه.
أما عن مناطق البر الرئيسي المتمثلة في مدينة خليفة (أ) والباهية والرحبة فإن أسباب تجمع كميات الأمطار تعود إلى عدم الانتهاء الكامل من شبكة تصريف مياه الأمطار في بعض الشوارع. وأكد المصدر أن البلدية تعمل على مدار الساعة بكامل طاقتها لإنهاء أزمة “برك المياه” أمس حتى تستعيد المدينة رونقها ونشاطها.
وشكا مواطنون ومقيمون في مدينة أبوظبي لليوم الثاني على التوالي من تجمع كميات كبيرة من الأمطار أمام بوابات منازلهم ومداخلهم الرئيسية، ما أثر بشكل كبير على حركتهم وأعاق خروجهم من منازلهم.
وقال عبدالله الهاملي من سكان جزيرة أبوظبي إن الحالة التي تعرضت لها مدينة أبوظبي أمس “غريبة جداً”، حيث تعتمد هذه المدينة العصرية دائماً على توفير أرقى الخدمات، وذلك حرصاً منها على سلامة وراحة سكانها، مشيراً إلى أن الأمطار الأخيرة التي هطلت بكميات كبيرة وأدت لتجمع مياه الأمطار في المنخفضات من الطرق والشوارع، تستدعي من الجهات المختصة الوقوف على المشكلة وتشكيل لجنة لمعرفة أسباب عدم تجاوب شبكة تصريف مياه الأمطار بشكل كامل.
ومن جهته، رأى إبراهيم محمد أن تجمع كميات الأمطار كان بسبب إهمال من الشركات العاملة في المجال، وذلك لعدم قيام المشرفين عليها بالصيانة الدورية لشبكة تصريف مياه الأمطار التي تلزم لمثل هذه الظروف.
وقال محمد راشد من سكان منطقة الباهية إن الوضع في المدينة لم يكن بأفضل حال من باقي المناطق المجاورة، حيث ارتفع منسوب مياه الأمطار في المنخفضات وشكلت تجمعاً كبيراً من مياه الأمطار، حيث شكا أهالي المنطقة أمس من ضرورة سرعة شفط تلك البرك، تخوفا على أولادهم خلال رحلة ذهابهم وإيابهم من المدارس.
وقال عبدالله الرميثي من سكان الجزيرة إن مدينة أبوظبي لم تشهد مثل هذه التجمعات من برك المياه في السابق، بالرغم من أن أمطار الموسم الماضي استمرت لأكثر من 3 أيام متواصلة، إلا أن شبكة صرف مياه الأمطار كانت أكثر فاعلية وتستوعب كميات أكبر وفي فترات أقل.
وتنفق إمارة أبوظبي ما يقارب مليار درهم لإقامة البنى التحتية والمتمثلة في شبكة صرف صحي وشوارع وخطوط مياه وكهرباء قبل إقامة المدن السكنية، وقد روعي في شبكات تصريف مياه الأمطار مواصفات عالية الجودة من خلال استيعابها لكميات مياه كبيرة، إضافة إلى قدرتها على التشغيل لأطول فترة ممكنة.
500 كلم طول شبكة الصرف الصحي بأبوظبي
قالت مصادر بلدية مدينة أبوظبي ان طول شبكة الصرف الصحي في أبوظبي يبلغ 500 كيلومتر، وأن أقطار هذه الخطوط تتراوح بين 300 -2400 ملليمتر ، مشيرة إلى أن عمر الشبكة الحالية 24 عاماً، وهي ذات كفاءة عالية ويتم تطويرها بشكل مستمر.
وأشارت تلك المصادر إلى أن عدد فرق الطوارئ التي قامت بلدية أبوظبي بتشكيلها أمس بلغ 18 فريقاً، وتضم كل فرقة عدداً من المتخصصين والفنيين حسب حالة كل منطقة، كما تم تشكيل غرفتين للعمليات إحداها في بلدية أبوظبي، والثانية تم ربطها مع الجهات الأخرى المعنية.
وأضحت هذه المصادر أن عدد المصبات البحرية يصل إلى 19 مصباً رئيسياً في حين يبلغ عدد المصاب الفرعية 20 مصباً ، وأنه تم يوم أمس استخدام 140 صهريجاً لسحب المياه من الطرقات والشوارع، بينما بلغ عدد المضخات 80 مضخة.
أما عدد الشكاوى التي وردت إلى مركز الطوارئ على رقم 993 فقد بلغ نحو ثلاثة آلاف شكوى حتى منتصف الليلة قبل الماضية تراوحت بين البسيطة والمتوسطة، وأن المناطق الأكثر تضرراً في أبوظبي كانت الخالدية والمخرج المؤدي إلى جسر السعديات ومنطقة معسكر آل نهيان.
عدد اليوم
