24 ابريل 2012
أبوظبي (الاتحاد) - أسهمت إمارة أبوظبي في وضع الأساسات اللازمة لحياة مستقبلية أكثر استدامة في الشرق الأوسط، مع قيام عدد من المطورين في المنطقة بالتوجه لتبني معايير بناء مستدامة، بحسب مشاركين في قمة عالم البناء المستدام بأبوظبي.
وأشار الخبراء المشاركون في القمة إلى أن تأسيس نظام إقليمي بالاعتماد على مبادرة “استدامة” ونظام التقييم بدرجات اللؤلؤ، هو خطوة منطقية للتسريع في عمليات البناء المستدام.
وقال الدكتور روبرت كوك، العضو في شركة برو هابولد للاستشارات الهندسية بالإمارات: “يتوجب علينا استخدام الأمثلة والدروس المستنبطة من برنامج استدامة؛ بهدف وضع أسس راسخة على المستويات كافة في أنحاء الإمارات والتي لا تقوم على المبادئ الرئيسية لبرنامج استدامة”.
وأشار إلى تبلور حقبة جديدة في التفكير المستدام في المنطقة خلال مشاركته في قمة عالم البناء المستدام.
وقال: “يقوم العديد من المطورين الذين نتعامل معهم بدمج الاستدامة في أعمالها، الأمر الذي يعتبر تحولا كبيرا في الاتجاه الصحيح”.
وأضاف: “أشعر بأن العملاء في أبوظبي أكثر دراية بالاستدامة عن غيرهم في منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع طرح مبادرة استدامة، والتي كانوا مجبرين على العمل وفق بنودها، نرى في شركتنا أن المطورين الذين يتمتعون بانتشار إقليمي يميلون بشكل أكبر للتوجهات العالمية المتعلقة بالتصميم المستدام”.
واستدامة هي عبارة عن مبادرة قام بتطويرها مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني بهدف الحفاظ على الإمارة بيئيا وثقافيا، في الوقت الذي تساهم فيه في تحسين الحياة النوعية للمقيمين فيها وفق اربع محاور متساوية: البيئية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية. في الوقت الذي يسهم فيه نظام التقييم بدرجات اللؤلؤ في تتويج المشاريع الإنشائية بالنقاط وفقاً لسبعة فئات. وأضاف كوك: “أفضل المشاريع المستدامة هي تلك التي تساهم في خلق نوع من التوازن والمصممة لتواكب المستقبل، يمكن لهذه المشاريع أن تبرز قيمة إضافية ذلك أن الجدوى الاقتصادية لهذا النوع من المشاريع تدوم طويلاً”.
وتابع: “على سبيل المثال مشروع وادي حنيفة في الرياض، المشروع الحائز على جائزة اغا خان، الذي يعتبر برهانا على الكيفية التي يمكن خلالها للتفكير المتكامل خلق شيء يمكنه المساهمة بإيجابية في تحسين البيئة، المجتمع والاقتصاد في المنطقة، لقد قدمنا معالجة بيئية لمشروع الوادي والبيئة المحيطة به، وقمنا بتحويل المنطقة المشبعة بالمياه الملوثة إلى مساحة اجتماعية واقتصادية يستفيد منها سكان مدينة الرياض وضواحيها”.
من جهته، أكد إيفار كارسينسكي مدير التصميم في “أس تي آر- إي دي جي إي” الإمارات، وأحد المتحدثين في قمة عالم البناء المستدام، أن المباني المستدامة يمكنها أن تخفض رأس المال المخصص.
وقال: “يمكن خفض التكاليف بالسماح لمختلف محاور التصميم بالتداخل فيما بينها ولتتكامل مع بعضها البعض، هذا يعني أنه إذا قام المصممون المعماريون باتباع استراتيجية المهندسين من بالكامل، يمكننا خفض تكاليف واجهة المبنى، الهيكل الداخلي والأنظمة الميكانيكية الداخلية في الوقت الذي نساهم فيه في تحسين أداء المبنى نفسه”.
وأضاف: “يمكن للمطورين الاستفادة من الاستدامة فقط بالإلحاح للحصول على تصميم مدمج، ذلك أنه سيسهم بشكل كبير في خفض رأس المال بشكل كبير، إن الاستدامة هي أكثر من كونها استراتيجية للعلاقات العامة، بل هي تساهم بشكل فعلي في الجانب المالي للمشروع وفي تلبية الحد الأدنى لمتطلبات العميل”.
وتابع كراسينسكي: “نظام التقييم بدرجات اللؤلؤ هو من أولى البرامج التي تصنف المشاريع بالنقاط بحسب أهدافها التصميمية، ومساهمة هذا الجزء في العملية مهم بعض الشيء. لهذا يعتبر النظام من البرامج الرائدة على مستوى العالم في دعم العملاء والشركات لتبني التصاميم المستدامة، وليكون أفضل من تلك التي سبقته”. وقال “من الصعب تحقيق تصنيف عال جدا بأداء ضعيف للطاقة وتخصيص رأس مال كبير في الأنظمة السابقة، هذا لا يحدث عند تطبيق برنامج استدامة”.
ويعتبر عالم البناء المستدام، المعرض الوحيد المخصص لتسليط الضوء على المنشآت والتصاميم المستدامة. ويسهم المعرض، والذي يقام إلى جانب الدورة السادسة لمعرض سيتي سكيب أبوظبي، في توفير منصة لمشاركة المعلومات والمصادر التي من شأنها المساهمة في المشاريع الكبرى في أبوظبي والمناطق المجاورة.
وفي هذا السياق، قال ياسمين سعادة، مديرة التشريع في دائرة الشؤون البلدية في أبوظبي، الشريك المؤسس لمعرض عالم البناء المستدام: “الاستدامة عنصر أساسي في أي مشروع جديد وقائم في أبوظبي، تلتزم دائرة الشؤون البلدية بتأسيس هيكلية عمل فريدة وشاملة لقياس أداء الاستدامة وستعمل بشكل متواصل لضمان النتائج المتميزة في المشاريع المستدامة الطويلة الأمد في العاصمة الإماراتية”.
وإلى جانب دائرة الشؤون البلدية، يقام معرض عالم البناء المستدام بدعم من راعي المعارف المستدامة، مدينة مصدر، الشريك الاستراتيجي - مجلس الإمارات للمباني الخضراء والراعي الرئيسي - حديد الأمارات، والراعي البلاتيني حديد الراجحي، ويحظى بمصادقة مجلس أعمال الإمارات للتنمية المستدامة.
عدد اليوم
