الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الدوري الإنجليزي المتهم الأول في غياب المتعة الكروية عن المونديال

الدوري الإنجليزي المتهم الأول في غياب المتعة الكروية عن المونديال
2 يوليو 2010 22:43
كان الدوري الانجليزي لكرة القدم الأكثر تمثيلاً في مونديال جنوب أفريقيا، والأكثر قدرة على مد المنتخبات باللاعبين الدوليين والذين وصل عددهم في المونديال الحالي إلى 118 لاعباً وهي النسبة الأعلى مقارنة بأي دوري آخر في العالم، بل انه الأعلى تمثيلاً بفارق كبير عن أقرب منافسيه وهو الدوري الألماني الذي يمثله في المونديال 84 لاعباً، والدوري الإيطالي 80 لاعباً، والإسباني 59 لاعباً، الأمر الذي جعل خبراء الكرة الأوروبية والتحليلات الصحفية تشيرون إلى مسؤولية الدوري الانجليزي عن غياب المتعة الكروية عن المونديال بسبب تدني مستوى لاعبيه في مختلف المنتخبات جراء الإرهاق البدني وعدم التعافي بصورة تامة من الإصابات التي كانت تلاحقهم طوال الموسم بسبب تلاحق المنافسات واعتمادها على القوة البدنية بالدرجة الأولى، فيما برز نجوم الدوري الإسباني والألماني بصورة أفضل. وكما يقول المثل الشائع “شهد شاهد من أهلها”، فقد انبرت صحيفة التلجراف البريطانية في تقرير لها لإثبات الفكرة التي تؤكد تراجع مستوى اللاعبين الذين ينشطون في أندية الدوري الإنجليزي، وكان النموذج الصارخ والأكثر وضوحاً هو المنتخب الإنجليزي الذي تكونت جميع عناصره من لاعبي الأندية الإنجليزية، وأشار التقرير إلى أن روني على وجه التحديد يجسد النموذج العملي لقدرة منافسات “البريمير ليج” على تدمير اللاعبين وخاصة من الناحية البدنية. وجاء في التقرير أن 118 لاعباً يمثلون الدوري الانجليزي في منتخبات المونديال لم يعد متبقياً منهم مع انطلاق منافسات دور الثمانية سوى 19 لاعباً فقط، ولعل خوض اللاعب الذي ينشط في أحد الأندية الانجليزية لحوالي 50 مباراة من بين 56 مباراة في الموسم هو السبب الرئيسي للإرهاق، والأمر لا يقتصر على بطولة الدوري فقط، بل يتخطاها لعدة مسابقات وكؤوس هي الأكثر على المستوى الأوروبي، حيث تكتفي جميع الدول الأوروبية بتنظيم بطولة للدوري وآخر للكأس فقط، ولكن في إنجلترا لديهم بطولات الدوري وكأس الاتحاد الانجليزي والدرع الخيرية، وكأس الكارلينج، بالإضافة إلى منافسات بطولات دوري أبطال أوروبا، ويوروبا ليج والتي يشارك بها ما يقرب من نصف أندية الدوري الانجليزي. شهر راحة سلبية في ألمانيا كانت النتيجة المنطقية لهذا الازدحام الكبير في جدول المنافسات الكروية الانجليزية، بالإضافة إلى اعتمادها على الاندفاع البدني وارتفاع مستويات اللياقة سلبية على الحالة البدينة والذهنية للاعبين، ويضاف إلى هذه الصعوبات الكبيرة تلاحق المنافسات، بسبب انعدام فترة الراحة السلبية الشتوية التي تحصل عليها جميع دوريات أوروبا، ولكن في إنجلترا لا تتجاوز الراحة السلبية في “الكريسماس” عدة أيام، في حين تصل إلى ما يقارب الشهر في ألمانيا، وهو الأمر الذي يفسر التألق الدائم للألمان في بطولات كأس العالم، وبطولات أمم أوروبا وعلى الرغم من جدية الربط بين الراحة السلبية وبين التألق الألماني إلا أن أحداً لم يلتفت لهذه الجزئية بطريقة جادة. كما أن المنتخب الإيطالي خرج من البطولة بتشكيلة كاملة من نجوم الكالشيو إلا أن ذلك لا يعكس التأثير السلبي للمسابقات الكروية في إيطاليا بقدر ما يؤكد سوء حالة الآزوري، خاصة أن هناك 28 لاعباً ينشطون في أندية إيطالية لا زالوا يدافعون عن حظوظ منتخباتهم في دور الثمانية. روني وتوريس أبرز الضحايا ولم يكن من السهولة بمكان أن يتناول التقرير حالات اللاعبين الذين يمثلون الدوري الانجليزي في المونديال بصورة فردية، ولكنه تطرق إلى بعض الأمثلة الصارخة التي تؤكد التأثير السلبي الذي لحق باللاعبين، فقد تصدر كل من روني نجم المان يونايتد والذي تألق بشدة طوال الموسم مع الشياطين الحمر، ونجح في تسجيل عدد قياسي من الأهداف لم يسجله طوال مسيرته من قبل، إلا أن حمى الإصابات التي لاحقته في نهاية الموسم، وإصرار فيرجسون على الدفع به في بعض المباريات الهامة في دوري الأبطال وفي الدوري الانجليزي قبل أن يتحقق له الشفاء التام، بالإضافة إلى أن تلاحق المباريات تسبب في ظهوره بصورة هزيلة في المونديال، وظهر كما لو انه لا يقوى على حمل نفسه في الملعب، على الرغم من انه يعتمد على قوته البدنية بالدرجة الأولى. كما ظهر فرناندو توريس أحد أبرز هدافي المنتخب الإسباني وفريق ليفربول بحالة سيئة في الأوقات التي حصل عليها خلال مباريات المنتخب الإسباني في المونديال حتى الآن، وبدا الإرهاق وعدم التعافي من الإصابة واضحين على توريس الذي كان أحد ضحايا الإصابات المتلاحقة والإرهاق البدني الذي تسببه منافسات الدوري الانجليزي، والمنافسات الكروية المحلية في انجلترا بشكل عام، ولم يكن هناك من تصريح أكثر قوة وتعبيراً عن حالة الإرهاق أكثر مما قاله توريس حينما أكد انه لا يعلم كيف يمكنه أن يستمر في الملاعب الانجليزية لخمس أو ست سنوات في ظل الإرهاق الدائم الذي يشعر به، كما أبدى توريس تعجيه من حفاظ لامبارد وجيرارد وتيري على مستوياتهم لفترات طويلة في ظل المنافسات الصعبة والمرهقة بانجلترا. الإجازة أنقذت تيفيز ! حينما قرر كارلوس تيفيز السفر إلى الأرجنتين وترك فريقه مانشستر سيتي لمدة أسبوعين تقريباً في منتصف الموسم بحجة البقاء إلى جوار زوجته التي كانت تعاني من صعوبات صحية كبيرة قبل وضع مولودهما حصل النجم الأرجنتيني من حيث لا يدري “وربما من حيث يدري” على راحة سلبية كان لها تأثير رائع على المستويات التي قدمها في بقية مباريات الموسم مع مان سيتي، وانعكست إيجاباً على مستواه في مشاركته المونديالية مع منتخب بلاده، فقد بدا كارليتوس بحالة بدنية جيدة، ونجح في استغلال الفرصة الذهبية التي حصل عليها بتشجيع من مارادونا الذي منحه الثقة ودفع به في التشكيلة الأساسية للتانجو المتخمة قوائمه بأفضل مهاجمي العالم. وبالعودة إلى رصد الحالات السلبية الأخرى التي تأثرت في المونديال جراء نشاطها في أحد الأندية الانجليزية فهناك روبن فان بيرسي نجم أرسنال، ورفيق دربه في المدفعجية النجم الإسباني سيسك فابريجاس فقد تسببت الإصابات والإرهاق البدني في جعلهما خارج الخدمة في المونديال الحالي على الرغم من نجاح المنتخب الهولندي، والمنتخب الإسباني في تقديم عروض لا بأس بها والوصول إلى دور الثمانية للمونديال، وكان ديرك كاوت الاستثناء الآخر في صفوف المنتخب الهولندي من بين 5 لاعبين ينشطون في أندية إنجليزية، ويعود السبب في ظهوره بمستواه المعتاد مع منتخب هولندا إلى تمتعه بمستوى لياقي لا يتوفر لعدد كبير من اللاعبين، فهو من أكثر اللاعبين قطعاً للمسافات طولاً وعرضاً سواء مع منتخب بلاده أو مع فريق ليفربول. وفي نهايته أشار تقرير التلجراف إلى ضرورة مد فترات الراحة الشتوية لمنح اللاعبين قدراً أكبر من الراحة السلبية، والبحث عن سبل لتقليل عدد المباريات التي يشارك بها كل لاعب في الدوي الانجليزي، وفي المسابقات الكروية الإنجليزية بشكل عام، حيث يصل المتوسط إلى 50 مباراة، فيما يصل متوسط مشاركات اللاعب في المسابقات الكروية في الدول الأوروبية الأخرى إلى أقل من 40 مباراة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©