الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فيتامينات الحامل» تفيد دماغ الجنين ونخاعه الشوكي ووزنه

«فيتامينات الحامل» تفيد دماغ الجنين ونخاعه الشوكي ووزنه
24 ابريل 2012
يقول أطباء من عيادات “مايوكلينيك” إن أفضل طريقة لحصول المرأة الحامل أو التي تخطط للحمل على الفيتامينات والمعادن التي تحتاج إليها هي اتباع نظام غذائي صحي. لكن الواقع يُشير إلى أن المرأة حتى لو حرصت على تناول أطعمة صحية ومغذية، فإنها قد تُصاب بفقر في أحد المغذيات الأساسية. ما يدفع أطباء النساء والتوليد إلى توصيف مكملات غذائية تحوي فيتامينات ومعادن لجميع من يزورهم من النساء الحوامل أو اللاتي يُخططن للحمل، وذلك من أجل تفادي حدوث أي نقص قد يؤثر سلباً على صحة المرأة وجنينها. تختلف فيتامينات ما قبل الولادة عن الفيتامينات الأخرى. وتحتوي غالبية الفيتامينات التي توصف عادةً للحوامل أو المقبلات على الحمل على جرعات زائدة من حمض الفوليك والحديد بالمقارنة مع الفيتامينات المتعددة التي يتناولها الراشدون في أحوالهم العادية. ويصف الأطباء هذا النوع من الفيتامينات للحوامل لوقاية أجنتهن من عيوب الأنبوب العصبية التي تصيب المواليد الذين يعانون من نقص في الفوليك أو الحديد. وتُعد هذه العيوب من المشاكل الصحية الخطيرة التي تؤدي إلى اختلال نمو النخاع الشوكي والدماغ. أما الحديد، فإن دوره الأساس يتمثل في دعم نمو الجنين وتطوره. وهو يُساعد الأم وجنينها على الوقاية من فقر الدم، الذي يؤدي عند حدوثه إلى قلة كمية الدم اللازم لكريات حمراء سليمة قادرة على الاضطلاع بدورها على مستوى نقل الأوكسجين من الرئتين إلى الأنسجة، ونقل ثاني أوكسيد الكربون من الأنسجة إلى الرئتين للتخلص منه، إضافةً إلى الاحتفاظ بمادة الهيموجلوبين وتنظيم تفاعل الدم. وعلاوةً على ذلك، فإن بعض البحوث تُفيد أن فيتامينات ما قبل الولادة تخفض مخاطر وضع الحامل مولودا ناقص الوزن. المغذيات الأخرى لا تشمل الفيتامينات الشائع استخدامها ما قبل الولادة أحماض “أوميجا 3” الدهنية التي تُساعد على نمو دماغ الرضيع. وإذا كانت الأم غير قادرة على أكل السمك أو اختارت عدم تناوُل السمك أو غيره من الأغذية الغنية بأحماض “أوميجا 3” الدهنية، فإن الطبيبة التي تتابع لديها قد تصف لها في هذه الحال مكملات أحماض “أوميجا 3” الدهنية بالإضافة إلى فيتامينات ما قبل الولادة المعروفة. ويعد الكالسيوم وفيتامين “دي” عنصرين مهمين جداً للأم وجنينها، خصوصاً في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، حيث تكون عظام الجنين تنمو وتقوى بسرعة. وينصح الأطباءُ الحواملَ بشُرب الحليب قليل الدسم المقوى بفيتامين “دي” أو أغذية أخرى غنية بالكالسيوم أو فيتامين “دي”. وإذا كانت المرأة لا تشرب الحليب أو لا تتناول الأغذية الغنية بالكالسيوم، فيمكنها أن تطلب من طبيبتها أن تصف لها مكملات غذائية تحوي الكالسيوم والفيتامين “دي” حتى لا يتضرر نمو جنينها. الماركات والجرعات تتوافر فيتامينات ما قبل الولادة في معظم الصيدليات، وهي تندرج في الكثير منها ضمن الأدوية التي يُسمح ببيعها في الولايات المتحدة الأميركية وعدد من الدول دون وصفة طبيب. وقد يُوصي الطبيب بتناول مكملات ذات علامة تجارية محددة، كما قد يترك للمرأة أن تختار من الماركات ما تشاء. ومهما تكن العلامة التجارية التي اختارتها المرأة، فعليها أن تحرص على أن تكون الفيتامينات التي تشتريها تحوي ما بين 400 إلى 800 ميكوجرام بالنسبة لحمض الفوليك، و250 ميليجراماً بالنسبة للكالسيوم، و30 ميليجراماً بالنسبة للحديد، و50 ميليجراماً بالنسبة للفيتامين “سي”، و15 ميليجراماً بالنسبة للزنك، و2 ميليجرام بالنسبة للنحاس، و2 ميليجرام بالنسبة للفيتامين “بي 6”، و400 وحدة دولية بالنسبة للفيتامين “دي”. وينبغي التذكر بأن فيتامينات ما قبل الولادة ليست هي الأساس، بل هي مكملة فقط لنظام غذائي صحي في الأصل، ولا يمكن اعتبارها البتة بديلاً له. وهي لا تفي بالضرورة بمئة بالمئة من حاجات الحامل من الفيتامينات والمعادن، لكنها تسد نقصاً لا بأس به. وقد يطلب الطبيب المعالج من الحامل أن تتناول جرعات أكبر من مغذيات معينة دون أخرى، ويكون ذلك بما يتماشى مع الظروف الصحية لكل امرأة على حدة. فإذا كانت المرأة قد سبق لها على سبيل المثال أن وضعت مولوداً يعاني من عيوب الأنبوب العصبي، فإنه يوصف لها في هكذا أحوال مكملاً غذائياً منفصلاً يحوي جرعةً عاليةً من حمض الفوليك، كأن يوصف لها مكملاً يحوي 400 ميليجرام بدلاً من 400 ميكوجرام، وذلك قبل الحمل وخلاله، وفي أي حمل قد يليه (الميكوجرام هو الجزء المليون من الجرام). أوقات الاستخدام قد تتساءل بعض النساء حول ما إذا كان يُفضل للمرأة أن تتناول هذه الفيتامينات قبل وقوع الحمل أم بعده. ويقول الأطباء إن عيب الأنبوب العصبي الذي يتحول إلى دماغ ونخاع شوكي يظهر خلال الشهر الأول من الحمل، أي في فترة يمكن أن تكون فيها المرأة نفسها جاهلةً بحملها، ولذلك فإن الأفضل هو تناوُلها في فترة التخطيط للحمل. وإن كانت المرأة تجد صعوبةً في بلع فيتامينات ما قبل الولادة، فيمكنها أن تجرب الفيتامينات القابلة للمضغ، أو تطلب من الطبيب تزويدها بالبدائل الأخرى حسب اختيارها. وفيما يخص فترة طول فترة الاستخدام الأنسب، يقول الأطباء إنه يفضل للمرأة أن تتناول هذه الفيتامينات طيلة شهور الحمل. وقد يلجأ الطبيب في بعض الحالات إلى توصية المرأة بالاستمرار في تناول الفيتامينات حتى بعد الولادة، خصوصاً إن كانت تُرضع المولود لبنها الطبيعي. الأعراض الجانبية من الوارد أن تشعر بعض النساء بنوع من الدوار أو الغثيان بعد تناول فيتامينات ما قبل الولادة. وينصح الأطباء النساء اللاتي يتعرضن لمثل هذه الحالة بتناول الفيتامين مع وجبة خفيفة، أو في الليل قبل التوجه للنوم. وفي حالات أخرى، يسهم حديد الفيتامينات ما قبل الولادة في الإصابة بالإمساك. ومن أجل تفادي ذلك، يوصي الأطباء بالإكثار من شرب الماء، وزيادة كمية الألياف في النظام الغذائي، والمواظبة على ممارسة التمارين الرياضية المناسبة لكل مرحلة من الحمل يومياً، أو مطالبة الطبيب بوصف دواء مُلين للأمعاء. وفي حال وجدت المرأة هذه النصائح والإرشادات غير مجدية أو مساعدة، فلا يبقى أمامها إلا اللجوء إلى اختصاصي ومطالبته باقتراح بدائل وخيارات أخرى من فيتامينات ما قبل الولادة من حمض فوليك وكالسيوم وحديد وفيتامين “دي”، مجتمعةً أو منفصلةً، وذلك بما يتوافق مع استجابة جسم كل امرأة إلى هذه الفيتامينات والمكملات. هشام أحناش عن موقع “mayoclinic.com”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©