الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

خالد بن سليمان.. يذيب الخزف عبر وجودية «اللطف»

خالد بن سليمان.. يذيب الخزف عبر وجودية «اللطف»
6 يوليو 2017 22:33
نوف الموسى (دبي) بعد زيارة تأملية لمعرض «يالطيف» للفنان التونسي خالد بن سليمان، التابع لـ «المرسى غاليري» في «السركال أفينيو» بمدينة دبي، يصبح الحديث عن الطين مدهشاً.. مثيراً إلى حد المطالبة بمهرجان ثقافي ضخم يحتفي بفنون النار وصناعة الخزف، ومشاكسات اللون بعد المزج الروحي للبنية التجسيدية في اللوحة الفنية. ورغم التحولات المذهلة للخامات المتعددة في رؤية الفنان خالد بن سليمان، إلا أن المشاهد يبحر في العوالم المتداخلة لذات المنتج الفني، بانسيابية السؤال عن الحقيقية، في الرحلة الممتدة للداخل، وانصهار التلاقي بين يد المتلقي وملامسته للهالات المادية «قطعة الخزف» وبين يد صانع الخزف نفسه «الفنان»، وإحداث التلاشي عبر وحدة الروح. وفيها سطر الفنان خالد بن سلمان، التعبير الوجودي للكتابة، وخطه لتعابير الصوفية، أو بالأحرى عبر الطريقة الاحتفالية بالكون لدى الصوفي، وهو يردد «يا لطيف يا لطيف يا لطيف»، حيث لا يمكن المرور نحوها دون بدأ الترديد، والالتفاف دائرياً حول العمل الفني، حتى الوصول إلى كلمة «هو»، الممزوجة في تراتيل الكتابة على قطع الخزف في المعرض، وما تقدمه من دلالة للهتاف الصوفي. الفنان خالد بن سليمان، يتجلى في المعنى المتسامي مع الفلسفة الروحية للإرث الإنساني، ومعرض «يا لطيف» الفني، تحديداً، يعيد السؤال عن أهم الحوارات البحثية لـ «هو»، ومقومات «العشق» الأبدي في الرحلة الصوفية، فالأعمال الفنية، كأنها التمثيل البصري لجلسات الانتظار للحضرة، لتلك اللحظة المغمورة بالكثافة الوجودية، يأتي فيها الله، كلمحة حب ضخمة، تُسكر العقل إلى حد التوقف تماماً، عن إنتاج فكرة عابرة، تثير الذاكرة، تكتفي فيها بالحضور، ويصبح السكون بين جنبات الأشياء المحيطة مدوياً، ويحملك على الأرض بطول شبرين، تشعر فيه أنك طائر، لن يعود مجدداً لمفهوم اللغة الاعتيادية العابرة، بل سيرى ما لا يُرى، وسيكتب عن تلك التفصيلة، باعتبارها جّل الحياة وأصل ولادة الكون! يرى خالد بن سليمان أن السكون الكلي مثالي ورقيق؛ لذلك سعى إلى إبداع سيراميك رقيق، يبعث السلام والطمأنينة، ومنها يتوصل الباحث إلى الشاعرية البصرية في ما يقدمه بن سليمان، وآلية معالجته للأسطح الخزفية، واللوحات الفنية، والبحث عن الهوية من خلال التماهي اللامتناهي في التوق للجمال الكلي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©