الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفتن وإثارة القلاقل تتعارض مع الدين

الفتن وإثارة القلاقل تتعارض مع الدين
27 سبتمبر 2008 00:19
يحرص الإسلام على تحقيق الأمن والأمان في المجتمعات وضمان استقرارها ورفض كل السلوكيات التي تثير الفتن وتهدد تماسكها· ويقول الدكتور حسن عباس الفرشوطي ـ من علماء الأوقاف المصرية: إن الإسلام يشتمل على كل ما في الأديان من القيم التي تحقق الأمن والأمان والسلام والاستقرار والحياة الكريمة للإنسان من خلال منهج شامل ومتكامل صالح لكل زمان ومكان ويستوعب كل المتغيرات وقادر على تقديم الحلول للمشكلات البشرية من خلال الاهتمام بترسيخ الإيمان لأنه يجعل الإنسان يخشى الله في السر والعلانية ويضبط شهواته وهواه ويقول الله تعالى : ''وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن الهوى'' النازعات :الآية ·41 ويضيف أن الدين الحنيف يربي المسلم على العبادات من صلاة وصيام وحج وزكاة لأنها خير وسيلة لاتصال العبد بربه والانضباط والاستقامة· كما يحرص الإسلام على اعلاء مبادئ الشورى وحرية الرأي وحقوق الإنسان باعتبارها من أهم المطالب التي تؤدي الى صلاح وتقدم المجتمعات وبناء نهضتها فالإسلام لا يعرف الاكراه أو الحجر على الآراء وممارسة القهر، يقول الحق سبحانه: ''لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي'' البقرة الآية: ·256 كما حرص على أن تعرف المجتمعات الإسلامية بالشورى لقوله سبحانه: ''وأمرهم شورى بينهم'' الشورى الآية ·38 وبهذا تستقر الأمور ولا تكون هناك فتن ويسود السلام· وأقر الإسلام عقوبات رادعة لكل من تجرأ على القيم والأخلاق والأمن والأمان فشرع القصاص ويقول الله تعالى: ''ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب لعلكم تتقون'' البقرة الآية ·179 ويوكد أن التعاطف الاجتماعي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأمور التي يتحقق بها الأمن، لهذا حرص ديننا الحنيف على غرسها في النفوس وجعلها أسلوباً تربوياً و عنواناً للمجتمع المسلم· كما دعا الإسلام الى القيم التي تساهم في تقدم المجتمع كالعلم النافع والعمل الجاد والآداب العامة والوسطية بلا إفراط أو تفريط ويقول الله عز وجل: ''وكذلك جعلناكم أمة وسطا'' البقرة الآية ·143 ومن عظمة الإسلام انه يرفض التواكل والقعود والسلبية ويدعو الى الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله تعالى في كل الأعمال والترابط الذي يبدأ بصلة الارحام وحسن الجوار واحترام الأوطان والنظرة الإنسانية الى كل بني آدم مما يؤدى الى مجتمع متآخ متعاون عملا بقوله تعالى: ''وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم'' الحجرات الآية ·13 وقوله تعالى: ''وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان'' المائدة الآية ·2 وأضاف أن القدوة عامل مهم في المجتمعات ولذا حرص الإسلام على أن يكون القائد والداعية على خلق عظيم مع التآسي بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي كان القدوة والأسوة الحسنة : ''وإنك لعلى خلق عظيم'' القلم الآية ·4 وكذلك كان صحابته والتابعون لهم مما يحقق صلاح الأحوال وتوفير الأمن في المجتمع· والعناية بالفقراء والمساكين ورفع مستوى المعيشة بين الطبقات الفقيرة وعلاج المرضى منهم وبناء المساكن لمن لا يجدون مأوى واطعام المتعطلين الذين يبحثون عن عمل ولا يجدونه ، وكلها أمور طالب بها الإسلام تنفيذاً لقول الحق سبحانه: '' قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال'' إبراهيم الآية ·31 ويوضح أن الظلم عندما يسود المجتمع ويقسو الأغنياء على الفقراء ويطغى صاحب المال والسلطة على من حوله وتغيب العدالة بين الناس يصبح المجتمع مهدداً ومعرضاً للفتن وعدم الاستقرار· وواجبنا جميعا أن نحيي في نفوسنا مبادئ الإسلام وقيمه وأن نأخذ بوسائل الاصلاح ونبتعد عن المفاسد والرذائل من استعباد العباد والتعامل بظلم وعدوان على الضعفاء والمساكين والاستهانة بمن هم أقل منا· ودعا إلى الالتزام بمنهج المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي قال في خطبته : ''ألا أيها الناس توبوا الى ربكم قبل أن تموتوا وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا وصلو الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له وكثرة الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وتؤجروا وتنصروا''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©