الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الخطيب البغدادي.. صاحب المئة مصنف

6 يوليو 2017 22:25
القاهرة (الاتحاد)   الحافظ أبو بكر أحمد البغدادي، المعروف بالخطيب، من حفاظ الحديث المتقنين، والعلماء المتبحرين، ألف ما يقرب من مئة مصنف، وكان فقيهاً بارعاً، ولكن غلب عليه الحديث والتاريخ. ولد الخطيب البغدادي سنة 392 هجرية، وكان أبوه خطيباً بقرية «درزيجان» في بغداد وكان أبوه قد تلا القرآن على يد أبي حفص الكتاني، وقد حث ولده على الفقه، فسمع الحديث وهو ابن إحدى عشرة سنة، وارتحل إلى البصرة وهو ابن عشرين وإلى نيسابور وهو ابن ثلاث وعشرين سنة. كما سمع الحديث بالري والكوفة وصور ودمشق ومكة وكان قدومه إلى دمشق في سنة 445 هجرية، فسمع من محمد بن عبدالرحمن بن أبي نصر التميمي وطبقته، واستوطن دمشق، ومنها اتجه إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج، وفي مكة قرأ صحيح البخاري. وعلى مدى أكثر من عشرين عاماً، اهتم البغدادي بعلم الحديث والتاريخ، فجمع وصنف وصحح وعلل وجرح وعدل وأرخ حتى أصبح أحفظ أهل عصره على الإطلاق، وقد انتهت إليه رئاسة علم الحديث، وحفظه في عصره، فضلا عن أنه كان من كبار علماء الشافعية. ويقول الصفدي في ترجمة الخطيب البغدادي في كتابه الوافي بالوفيات: انتهت إليه الرياسة في الحفظ والإتقان، والقيام بعلوم الحديث، وحسن التصنيف. تنقل الخطيب البغدادي بين أكثر من مدينة، وكان مقصداً للعلماء والباحثين عن علم الحديث والعلوم الشرعية، فبعد فترة طويلة قضاها في بغداد خرج إلى الشام، وحدث في دمشق بعامة كتبه، ثم قصد مدينة صور اللبنانية، وأقام بها، وكان يتردد على القدس للزيارة، ثم يعود إلى صور، وعاد إلى بغداد في أعقاب سنة 462 هجرية، وأقام بها سنة إلى أن توفي، وحينئذ روى كتابه الشهير «تاريخ بغداد». قال البغدادي: شربت ماء زمزم ثلاث مرات، وسألت الله عز وجل ثلاث حاجات، آخذاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم:«ماء زمزم لما شرب له»، فالحاجة الأولى: أن أُحدث بتاريخ بغداد، والثانية: أن أملي الحديث بجامع المنصور، والثالثة: أن أُدفن إذا مت عند قبر بشر الحافي، فلما عاد إلى بغداد، حدث بتاريخه بها، وأملي الحديث بجامع المنصور، وتحققت حاجته الثالثة عندما مات دفن عند قبر بشر الحافي. وألف الخطيب البغدادي كتباً كثيرة طبع بعضها، وضاع بعضها، ومازال البعض الآخر مخطوطاً، وقد ذكر الصفدي بعض كتب الخطيب التي صنفها، ومنها: «تاريخ بغداد» مئة وستة أجزاء، و«شرف أصحاب الحديث» ثلاثة أجزاء، و«الجامع» خمسة عشر جزءاً، و«الكفاية في معرفة الرواية» ثلاثة عشر جزءاً، و«تلخيص المتشابه» ستة عشر جزءاً، و«تالي التلخيص»، و«الفصل للوصل»، و«المدرج في النقل» تسعة أجزاء، و«المكمل في المهمل» ثمانية أجزاء، و«غنية المقتبس في تمييز الملتبس» ستة أجزاء، و«الأسماء المبهمة» جزء مجلد، و«الموضح» أربعة عشر جزءاً، و«من حدث ونسي»، و«تمييز متصل الأسانيد» ثمانية أجزاء. وقال أبو إسحاق الشيرازي: الفقيه أبو بكر الخطيب يشبه الدارقطني ونظراءه في معرفة الحديث وحفظه، وقال أبو الفتيان الحافظ: كان الخطيب إمام هذه الصنعة ما رأيت مثله. وتوفي الخطيب البغدادي يوم الاثنين الموافق السابع من ذي الحجة، سنة 463 هجرية ببغداد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©