عقيل الحـلالي (صنعاء) - بدأت محكمة يمنية متخصصة في شؤون الإرهاب، أمس الثلاثاء، في مدينة عدن “جنوب” محاكمة طاقم سفينة الأسلحة الإيرانية المضبوطة أواخر يناير داخل المياه الإقليمية اليمنية.
ومثل أمام المحكمة الجزائية المتخصصة ثمانية يمنيين، هم طاقم السفينة المضبوطة وعلى متنها 40 طناً من الأسلحة والمتفجرات، بينها صواريخ مضادة للطائرات، فيما أشار بيان الاتهام، حصلت “الاتحاد” على نسخة منه، إلى وجود متهم تاسع، يدعى حميد أحمد دهاش، “فار من وجه العدالة”. وواجهت هيئة المحكمة، برئاسة القاضي محمد الأبيض، المتهمين التسعة بقرار الاتهام الذي تضمن اشتراكهم في عام 2012 وحتى 23 يناير الفائت، تاريخ ضبط السفينة، في “اتفاق جنائي مع آخرين للقيام بأعمال إجرامية تستهدف وحدة وسلامة أراضي الجمهورية اليمنية”.
وتضمن القرار اتهام المتهمين التسعة بـ”السعي لدى دولة إيران بما من شأنه الأضرار بمركز الجمهورية اليمنية وتعريض سلامة وامن المجتمع للخطر”، مشيراً إلى أن المتهمين زوروا وثائق رسمية وسافروا إلى إيران عبر سفينة أبحرت من مدينة المكلا (جنوب شرق)، حيث تدربوا في “معسكرات إيرانية” على “استعمال الأسلحة والمتفجرات والقنص وحرب المدن والملاحة والخرائط وقيادة الزوارق والسفن واستخدام اتصالات متطورة”، إضافة إلى قيامهم بتحميل السفينة جيهان “متفجرات شديدة الخطورة وأسلحة وذخائر وأدوات ومعدات أخرى ووضعها في أماكن مخفية بأحكام على متن السفينة”.
ورفعت المحكمة جلستها على أن تعقد في 30 أبريل الجاري، من أجل إتاحة الفرصة للمتهمين لتعيين محامين عنهم. يشار إلى أن اليمن اتهم مراراً إيران بتمويل جماعات معارضة في الشمال والجنوب بالسلاح والأموال، والضلوع في أنشطة تجسس لإفشال المرحلة الانتقالية التي بدأت أواخر نوفمبر 2011. وفي 6 يناير الماضي، نفت طهران، علي لسان سفيرها في صنعاء، تورطها في دعم الاضطرابات باليمن، مؤكدة دعمها لوحدة واستقرار هذا البلد الذي يعاني من فوضى أمنية منذ أكثر من عامين على وقع انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس السابق علي عبدالله صالح العام الماضي.
من جانب آخر اقدم مدانون بالانتماء لتنظيم القاعدة، أمس الثلاثاء، على سب قاضي المحكمة المتخصصة بشؤون الإرهاب وتهديده بالقتل من قفص الاتهام، وذلك بعيد إعلانه الحكم عليهم بالسجن بين أربع وعشر سنوات. ورفع المدانون أيضاً علم التنظيم المتطرف من داخل قفص الاتهام في حادثة غير مسبوقة على الأرجح في محاكمات عناصر القاعدة في اليمن. وأيدت المحكمة الجزائية المتخصصة بشؤون الإرهاب في صنعاء حكماً ابتدائياً صدر مطلع يناير، وقضى بسجن أربعة أشخاص أدينوا بالانتماء للقاعدة بالسجن من أربع إلى ست سنوات.
وبعيد نطق رئيس المحكمة، القاضي أحمد المعلمي، ردد المدانون صيحات منها “الله أكبر” وأخرى مؤيدة لتنظيم القاعدة، الذي خسر العام الماضي معاقله الرئيسية في الجنوب إثر هجوم واسع للجيش اليمني هناك. وقال المدان بلال الحبابي المحكوم بالسجن ست سنوات بعد سماعه الحكم من داخل قفص الاتهام مخاطبا القاضي “يا طاغوت يا مرتد يا كلب سوف نصفيكم وسيأتي أنضار الشريعة (الاسم الذي تتخذه القاعدة في اليمن) لتريكم حكم الله وأين شرع الله”. وأضاف الحبابي “ناس عملاء مرتدون طواغيت يحكمون بغير ما أنزل الله”. ورفع المدانون علم تنظيم القاعدة لأول مرة داخل قفص الاتهام معلنين أن “التكبيرات ستكون من داخل سجن الأمن السياسي” (أي المخابرات) في إشارة إلى نيتهم السيطرة عليها.
وليست المرة الأولى التي يردد فيها مدانون بالانتماء للقاعدة صيحات حماسية وتهديدات، لكنها المرة الأولى التي يتم فيها رفع علم هذا التنظيم المتطرف داخل محكمة. وقلل مصدر قضائي يمني، تحدث لـ(الاتحاد)، من أهمية هذه الحادثة، رافضا اعتبرها “خرقا أمنيا”، حسبما ذهب إليه مراقبون ومحللون سياسيون.وفي 6 يناير، حكمت المحكمة الابتدائية على المجموعة، التي اعتقل أفرادها مطلع 2011 بمحافظة شبوة (جنوب شرق)، بعد أن إدانتها “بتشكيل عصابة مسلحة ومنظمة للقيام بـأعمال إجرامية تستهدف القوات المسلحة والأمن والمنشآت والمعدات العسكرية والحكومية والممتلكات العامة ونهبها واحتلالها ومهاجمة السفارات الأجنبية والأجانب والقيام بأعمال القتل والتفجير والتخريب والإتلاف وسلوك سبيل العنف وتعريض أمن وسلامة الوطن للخطر”.
عدد اليوم
