الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أنجولا تنتج مليوني برميل يومياً وتعاني من أزمة في الوقود

أنجولا تنتج مليوني برميل يومياً وتعاني من أزمة في الوقود
27 سبتمبر 2008 00:12
عادة ما تصطف أعداد كبيرة من السيارات في أمسيات أيام الجمعة خارج إحدى محطات توزيع البترول القليلة في مدينة لوبيتو الساحلية في أنجولا على أمل التزود بالوقود استعداداً لعطلة نهاية الأسبوع، ولكن سرعان ما يعلو ضجيج أبواق السيارات ما يجعل من الواضح أن خزانات الوقود في المحطة قد فرغت مجدداً من البترول والجازولين· ويقول ديفيد بويو أحد رجال الأعمال وهو يقف بالقرب من شاحنته إننا نوفر ملايين البراميل من النفط في كل شهر إلى دول مثل الصين والولايات المتحدة الأميركية بينما لا نجد كمية تكفي لملء خزاناتنا· وفي الحقيقة ومنذ أن وضعت الحرب الأهلية التي امتدت لنحو 27 عاماً أوزارها في أنجولا عام 2002 سارعت الشركات الأجنبية لاكتساب موطئ قدم لها من أجل اكتشاف الاحتياطيات النفطية وبشكل جعل أنجولا أحد أكبر مزودي النفط في العالم· إلا أن أنجولا فشلت في توفير الوقود لسائقيها في داخل الدولة· أما المسألة الأخرى الأكثر أهمية فقد تمكنت الدولة من تحقيق إيرادات قياسية بلغت 41 مليار دولار من صادرات النفط العام الماضي مقارنة بمبلغ 30 مليار دولار في عام 2006 وفقاً لاحصائيات مصرف جيه بي مورجان، إلا أن 70 في المئة من تعدادها السكاني ما زالوا يعيشون على أقل من دولارين في اليوم· وينحى محللون باللائمة في هذا الأمر على الفساد في عدم قدرة الدولة على تحسين الظروف المعيشية لمواطنيها وبحسب المجموعات الناشطة في مجال حقوق الإنسان فإن مليارات الدولارات من الإيرادات النفطية استمرت تختفي من الخزينة الحكومية برغم أن أحد المسؤولين في البنك الدولي ذكر في شهر يوليو أن الدولة قد شهدت تحسناً واضحاً في معايير الشفافية· وفي الوقت الذي يتساءل فيه الانجوليون عما إذا كانت الانتخابات القادمة - الأولى من نوعها منذ نهاية الحرب الأهلية - سوف تفضي إلى تعزيز المزيد من المحاسبة والشفافية في النظام الحكومي إلا أن معظم شركات النفط لا ترغب فيما يبدو في حدوث هذا التغيير السياسي· ويقول اليكس فاينز رئيس البرنامج الأفريقي في شركة جانام هاوس للبحوث في لندن ''إن أكثر ما ترغب فيه الصناعة النفطية وجود الاستقرار وسهولة الدخول إلى الاحتطيات النفطية لأنها تهتم فقط بالأرباح''· ويقول فيكيا كامبولو استاذ الاجتماع في جامعة أوغستينو نيتو إن شركات النفط تمكنت مؤخراً من تحقيق أرباح بمليارات الدولارات من استثماراتها في المياه العميقة لأنجولا فما الذي يدعوها لأن ترغب في تغيير حكومي؟''· ولما كانت تنتج حوالي مليوني برميل من النفط يومياً فإن انجولا اصبحت الآن تنافس نيجيريا في المرتبة الأولى لأكبر دولة أفريقية مصدرة للنفط، وهي أكبر مزود للصين بالنفط وسادس أكبر دولة مصدرة للولايات المتحدة الأميركية· كما أن النفط يشكل نسبة 90 في المائة من الصادرات الأنجولية وكذلك فإن بزوغ نجم أنجولا في عالم النفط سمح لها بالانضمام إلى منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) مؤخراً وساهم كثيراً في تعزيز حضورها على الساحة الدولية، أما احتياطياتها النفطية التي تتواجد معظمها في داخل المياه الاقليمية فتبلغ حوالي 11,4 مليار برميل مؤكدة من النفط أي بكمية مماثلة لما تتمتع به دولة الجزائر، بحسب احصائيات لشركة وود ماكينزي للاستشارات التي تتخذ من أدنبرة مقراً لها· ورغم هذه الثروة الهائلة فإن حوالي 5 ملايين مواطن مازالوا يعيشون في مدن الأكواخ العشوائية التي تحيط بالعاصمة لواندا وهم يفتقدون إلى أبسط مقومات الحياة مثل المياه النظيفة والكهرباء، وكانت الحكومة قد ذكرت أنها تعمل على بناء مصفاة بسعة 200 ألف برميل يومياً بالقرب من مدينة لوبيتو الساحلية لاستبدال المصفاة المتعثرة حاليا التي تنتج 39 ألف برميل فقط يومياً بهدف توفير الجازولين للسوق المحلي· إلا أن المشروع الذي تبلغ قيمته 3,5 مليار دولار توقف العمل فيه لعدة سنوات بسبب أن شركة سونانجول النفطية الحكومية ما زالت تناضل من أجل اجتذاب العدد الكافي من المستثمرين الأجانب· ولكن محللين أشاروا من جانبهم إلى أنه لا يوجد هناك ما يثير مخاوف المستثمرين الذين سيعربون عن سعادتهم بدون شك للتعامل مع حكومة صديقة للقطاع الخاص بحيث توفر لهم امكانية الدخول إلى أحد أكبر الاحتياطيات النفطية التي لم يتم اكتشافها بعد، ويذكر أن شيفرون هي الشركة الأكبر انتاجاً للنفط في أنجولا حيث تعمل بالاضافة إلى العديد من الشركات الغربية الأخرى إلا أن الساحة النفطية في أنجولا ما زالت تتسع للعديد من الشركات والمؤسسات العالمية الأخرى· عن انترناشونال هيرالد تريبيون
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©