يوم السياحة العالمي يناقش التغير المناخي ودور السياحة في تحقيق التنمية

تواجه السياحة العالمية في عيدها الذي يصادف اليوم، السابع والعشرين من سبتمبر تحدي ''التغير المناخي'' الذي تتخذه عنواناً لها في هذه المرحلة، توافقاً مع أهداف الأمم المتحدة الألفية التي أعلنت العام 2008 عاماً عالمياً لكوكب الأرض، ليجتمع العالم في بيرو بحضور الكثير من المشاركين من أصحاب المصالح العامة والخاصة· ولن تغيب قضايا مثل الفقر والتنمية المستدامة عن نقاشات وحوارات اجتماعات اليوم، بحسب الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية فرانتشيسكو فرانجيالي، الذي اعتبر هذه القضايا ذات أولوية، إلى جانب موضوع التغير المناخي· وفيما يتعلق بإمارة أبوظبي، فإن السياحة تساهم بنحو 22,6% في الناتج المحلي الإجمالي أي ما يعادل 182,2 مليار درهم، وتوفر 160 ألف وظيفة مباشرة، و620 ألف وظيفة غير مباشرة، بحسب توقعات مجلس السياحة العالمي في تقرير أخير صادر عنه· وأطلقت منظمة السياحة العالمية، بصفتها الذراع السياحية للأمم المتحدة، حملة خاصة تستمر مدة عام كامل حول هذه القضية لتوعية المجتمعات بدور السياحة في المساهمة بالحد من هذه الظاهرة، وارتباطها الوثيق بتحقيق التنمية المستدامة، والتي تنعكس على كافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية في أي دولة بحسب الموقع الإلكتروني للمنظمة·· بعد أن تمحورت النقاشات في يوم السياحة العام الماضي حول ''السياحة تفتح الأبواب للنساء''· وبدأ الاحتفال بيوم السياحة العالمي عام 1980 على يد منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة التي تضم 160 دولة وأكثر من 350 عضواً يمثلون القطاع الخاص والمؤسسات التعليمية والجمعيات السياحية وسلطات السياحة المحلية· وفيما يتعلق بدور فنادق الدولة في الحفاظ على البيئة، أكدت مديرة إدارة العلاقات العامة في فندق شيراتون أبوظبي منى العوني أن الفندق يتبع برنامج ''الأخضر'' zgreen program{ بحيث يتم من خلاله اتباع خطوات للحفاظ على البيئة والمساهمة في الحد من التلوث، مشيرة إلى أن الفندق يتبع برنامج ''ساعدنا للمحافظة على البيئة'' داخل الفندق من خلال إرشادات استهلاكية للنزيل· وأشارت العوني إلى أنه تتم محاولة تطبيق الطاقة الشمسية والكهربائية التي تحد من التلوث وتعد أكثر توفيراً للطاقة، وأضافت: ''يقوم الفندق بوضع النفايات في أماكن خاصة لتتم إعادة تدويرها وصناعتها للتقليل من التلوث الناتج عنها· وتقوم الشركة الأم ''ستار وود'' التي تمتلك سلسلة فنادق عالمية بتنظيم أسبوع بيئي كل عام يضم حملة حول موضوع بيئي معين، حيث سيكون آخر الشهر الحالي موعداً لأسبوع البيئة، بحسب العوني· وعلى صعيد العاصمة أبوظبي، فإنها تسعى إلى تبني ''المباني الخضراء'' في المباني والمشاريع القائمة والجديدة، إذ يعد ''استدامة'' برنامجاً متخصصاً في الأبنية والمجتمعات الحضرية لإمارة أبوظبي، ويتضمن وضع إرشادات لتصاميم الأبنية السكنية والتجارية الجديدة، ويتكون من 10 عناصر تشمل استخدام الطاقة والمياه والتلوث ومواد البناء وطبيعة استخدام الأراضي وغيرها، كما يتم تنفيذه على عدة مراحل تشمل المشاريع الحكومية ومشاريع القطاع الخاص الجديدة، إلى جانب تطبيق هذه المعايير على المباني القائمة بأبوظبي في مرحلة لاحقة· وكان مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني بدأ العمل على إعداد مشروع استدامة العام الماضي، واستعد لطرح تجربته في بداية العام الحالي في مجال اعتماد المباني الخضراء من خلال برنامج ''استدامة'' لتطبيقه في عدة إمارات بالدولة، وعدد من الدول الخليجية المجاورة، وسيتم تطبيق مشروع ''استدامة'' في الجزء الأكبر من المشاريع العقارية التي تنفذ حالياً في أبوظبي· ويقوم برنامج ''استدامة'' على عدد من المكونات وعناصر التقييم التي تشمل المياه والطاقة واستخدام الأرض ومواد البناء والنقل والإدارة والبيئة الداخلية ومعالجة البيئة، كما يشمل تدوير النفايات والحماية من التلوث· وينمو عدد نزلاء الفنادق والشقق الفندقية في أبوظبي 16% العام الحالي إلى 1,68 مليون نزيل من 1,44 مليون العام الماضي، بحسب تقديرات هيئة أبوظبي للسياحة التي أشارت إلى أن عدد الغرف الفندقية في الإمارة سيزيد 50% مع انتهاء المشاريع قيد الإنشاء· وقالت مديرة العلاقات العامة في فندق الميريديان أبوظبي دانيا المالكي إن الفندق يقوم بعدة خطوات للحفاظ على البيئة من خلال ترشيد استهلاك المياه واستبدال المواد الكيميائية الضارة بالبيئة بمواد أقل تأثيراً· وأضافت أن مشاريع الفنادق الجديدة التابعة للسلسلة العالمية التي يتبع لها الفندق ستطبق برامج جديدة مساندة للطاقة وسياسة المباني الخضراء· ويهدف يوم السياحة العالمي إلى تعزيز التوعية في المجتمع الدولي لأهمية السياحة وقيمها وتأثيراتها الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية· ويدعو فرانجيالي الدول إلى العمل على تغيير العادات البيئية ووضع الطاقة المتجددة في واجهة الرد الدولي من خلال الترويج لعملية إعلان دافوس الموجهة نحو العمل وتشجيع أصحاب المصالح السياحيه على التكيف وتخفيف الآثار البيئية الضارة واستخدام أحدث التقنيات والتمويل اللازم لأفقر البلدان لمواجهة تحدي تغير المناخ· وقال إن ''نداءنا لمواجهة تحدي تغير المناخ يتمثل بحملة تدوم طوال العام الحالي وأبرز وقائعها هو يوم السياحة العالمي الذي سيقام في بيرو، بحيث سيعقد اجتماعاً دولياً رفيع المستوى حول هذا الموضوع وسيضم أصحاب المصالح العامة والخاصة، مؤكداً أنه سيساهم في التخطيط والأعمال الجاريه لتحقيق التنمية المستدامة· وبحسب المنظمة، فإن التغير المناخي هو تحد عالمي بحيث إن السياحة ستلعب دوراً في مواجهة هذا التحدي الكبير بجانب القطاعات الأخرى، ويقع على عاتق القطاع السياحي مسؤولية كبيرة في مواجهة هذا التحدي وله فرصة مميزة في ايجاد الحلول لهذا التحدي لأنه يعد من القطاعات التصديريه وخصوصاً في الدول الناميه والفقيرة· ويأتي موضوع يوم السياحة العالمي للعام الحالي تعزيزاً لمؤتمر دافوس الذي عقد في أكتوبر الماضي بعنوان ''التغير المناخي والسياحه··مواجهة أبرز التحديات العالميه''، الذي ناقش العلاقة المتينه بين القطاع السياحي والمناخ وقيمته الاجتماعية والاقتصادية، إضافة الى دور السياحه في التنمية المستدامة· وبحسب إحصاءات حديثة للهيئة، بلغ عدد السياح القادمين إلى أبوظبي خلال العام الماضي 1,44 مليون سائح، نصفهم من العرب، مقارنة بـ1,34 مليون سائح العام 2006 بنسبة زيادة بلغت 7,5%· ويوجد في أبوظبي حالياً نحو 13 ألف غرفة فندقية، ومن المتوقع، بحسب هيئة السياحة، إضافة 7 آلاف غرفة جديدة ما تزال قيد الإنشاء، تنتهي وفقاً للمطورين خلال عامي 2009 و·2010 وتتوقع الهيئة أن يتضاعف عدد الغرف الفندقية العام 2012 ليبلغ 26,6 ألف غرفة، في وقت توقعت فيه أن ينمو عدد نزلاء الفنادق والشقق الفندقية ليصل الى 2,68 مليون نزيل العام ·2012 وتنتظر أبوظبي مشاريع فندقية، من المتوقع أن يبلغ حجم استثمارها خلال السنوات الخمس المقبلة 230 مليار درهم، لتغطية الطلب المتزايد على فنادقها لتبدأ، بعد ثلاث سنوات، مسيرة سياحية بحلة جديدة· وارتفع عدد السياح في العالم بنسبة 5% في الأربعة أشهر الأولى من العام الحالي، مقارنة مع ذات الفترة من العام الماضي وفقاً لبيان صحفي صادر عن مجلس السياحه العالمي في وقت سابق·وكانت منطقة الشرق الأوسط وشمال شرق وجنوب آسيا ووسط وجنوب إفريقيا ''الأسرع نمواً'' في عدد السياح في تلك الفترة·