الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هو يبعد عن الشر وهي تغني له

هو يبعد عن الشر وهي تغني له
14 ديسمبر 2009 22:51
نساء كثيرات يتفنن في أساليب التسلط، وقد يتفوقن على الرجال في هذا المجال. لأنَّ كيد المرأة غلب مكر الرجال كما يقولون. هذه ليست مبالغة لكنَّ الأرجح أن المرأة، في الغالب، لها نفوذ كبير على زوجها، ويخضع معظم الأزواج لرغبات زوجاتهم وينفذّون تعليماتهّن بحذافيرها، حتّى أننا نسمع ونقرأ قِصصاً مخجلة، وكثيرة لنساء جعلن «أزواجهن خواتم في أصابعهن». هذا هو حال البعض من الرجال، يعتبر المرأة المتسلطة مثل «وزارة الداخلية»، ينفذ طلباتها بحذافيرها وإن أخفق فالويل له ذلك إنًّ باب البيت سوف يقفل في وجهه، ويمنع من الدخول حتى إشعار آخر. قديماً نصحت إعرابية ابنتها التي ستزف إلى زوجها، قائلة لها: «كوني له أمة يكن لك عبداً»، هذا ما طبقته أمهاتنا في الماضي، لكن اليوم يجد ياسر البّنا أنَّ «الأدوار قد انقلبت. فالمرأة أصبح لها القوامة والقيادة، وبات الزوج مجرداً من سلطته في البيت، يطيع زوجته، يفعل ما يرضيها وما يسرها، دون أن يتفوه بكلمة واحدة، وفي المقابل أصبحت المرأة تلجأ إلى أساليب التسلط كوسيلة لتحقيق ما تريده». مفاعل نووي المرأة التي تجعل الرجل خاتماً في أصبعها، وتحركه كيفما تشاء، تلغي شخصيته ورجولته أمام أبنائه، بحسب محمد قاسم. يتذكر محمد ويتذكر تجربته مع رفيقة دربه ويقول: «هذاالتسلط مثل المفاعل النووي المزروع في كيان الأسرة، ومهما كانت قوة الترابط الأسري، فلا بدَ لتسلط المرأة أن ينسف رباط الأسرة، وهذا ما حدث معي، فمن قوة جبروت وسلطة زوجتي تراكمت الديون على عاتقي، وسجلت البيت الذي أسكن فيه باسمها، وباتت شخصيتي أمام أطفالي ضعيفة، لا يتقيد أحد منهم بأي كلمة أتفوه بها». يوافقه الرأي، ياسر العرسان مؤكداً وجود مجموعة من النساء هاجسهن الوحيد استغلال طيبة الزوج، والتسلط عليه، مشيراً إلى أنَّ حب التملك يتغلغل داخل أولئك الزوجات، و«هذا بلا شك يؤثر على العلاقة الزوجية، خصوصاً وأن القوامة أصلها للرجل بكل شيء، وحين يفقد قوامته على زوجته فإن ذلك سيؤثر على علاقتهما، وكذلك سيكون مردود الأمر سلبياً على الأبناء». إبعد عن الشر من جهتها، تعيد ريما فهيم أسباب رضوخ زوجها لجميع طلباتها، وعدم ثنيه كلماتها، إلى خوفه من أن ترفع صوتها عليه ويعلو صداه إلى أهله، مبينةً أنها تقطن مع أسرة زوجها، وأنها سعيدة جداً بذلك، لأنَّ الأمر في صالحها، خصوصاً وأنها عصبية المزاج، مضيفةً: «لهذا يوافق على جميع طلباتي ليس ضعفاً منه، بقدر ما هو تطبيق للمثل: إبعد عن الشر وغني له». القلب عوضاً عن العقل بدوره يرى مدحت فوزي أنَّ انعكاس الوضع وسيطرة الزوجة واتخاذها جميع القرارات في حياة الأسرة لا يجعل الحياة سليمة، ويشرح ذلك بالقول:» المتعارف عليه هو إن المرأة تفكر بقلبها وعاطفتها لا بعقلها، وعلى هذا الأساس نجد أن أكثر القرارات التي تتخذها المرأة (خطأ 100?)، كما أنَّ المرأة بسعيها للسيطرة إنَّما تفقد شيئاً من فطرتها وطبيعتها كأنثى. فالمرأة دائما تحتاج إلى حماية الرجل المادية والمعنوية وتحتاج إلى الشعور بقوة الرجل وقدرته على تحقيق الأمان والاستقرار لها ولأسرتها. وكذلك قدرته على اتخاذ القرار المناسب وإدارةَ شؤون بيتِه وأهله بما ينفعهم خاصة». اتكالية الرجل من جانبه يرجع راشد العرياني أسباب هذا التسلط، كما يقول من خلال تجارب أصدقائه: «إلى شخصية الزوج الاتكالية التي تبحث دائما عن شخص آخر تعتمد عليه، فيجد ذلك في المرأة المتسلطة ذات الشخصية القوية والمؤثرة، ويرجع إليها في كل صغيرة وكبيرة من حياته، خاصة إذا كانت هذه الزوجة تتمع بذكاء أعلى من ذكائه». يضيف العرياني: «إنَّه أمر معيب منهن ينم عن الإثرة وحب الذات والأنانية، مع إن الوضع الطبيعي الذي نصت عليه الشريعة هو جعل القوامة على النساء للرجال». ويخشى العرياني أن يكون أي إخلال بهذا المبدأ دخيلا على مجتمعنا، لأنه يتعارض مع الفطرة التي تجعل الرجل مسؤولا عن رعيته. لن أرضى له الذل أما نرمين الرياني فكان لها رأي آخر توضحه بالقول: «أنا لا أرضى الذل لزوجي، فالمرأة تحب الرجل صاحب الشخصية القوية، واذا رأت عكس هذا فإن بعضهن يقمن باستغلال هذا الشيء لتحويل الرجل الى لعبة بين أياديهن، وعندها لا يستطيع الرجل التخلص من سيطرة المرأة عليه، وإن حاول ذلك فسيجدها عنيدة جدا، ولن تقبل بالتغيير وهذا مخالف لشرع الله تعالى الذي منح حق القوامة للرجل، وسوف يسبب اختلالاً في المنظومة الاجتماعية» . المدير العام في مقابل ذلك تنظر سلوى عفيفي باحتقار للرجل الذي تتحكم فيه زوجته، فالمرأة تحتاج إلى رجل قوي الشخصية يكون أمر القوامة بيده، كما أرادها الله تعالى في قوله «الرجال قوامون على النساء». وتضيف معلقة على هذا الصنف من الرجال: «إن الرجال الذين أسلموا قيادهم لزوجاتهم يكونون قد بلغوا من الضعف درجة متقدمة، حتى أنَّ وأحدهم يجعل من امرأته مديراً عاما لشؤون البيت، يحكي لها كل ما يحدث معه من مفارقات طريفة أو غير طريفة، مما يقلب الوضع رأساً على عقب، ولا شك أن المرأة التي تفرض سيطرتها على زوجها تكـون في واقع الأمر غير سعيدة، لأن هذا التسلط يجافي الفطرة ويتناقض مع تكوينها الأنثوي، وفقاً لما جاء في الحديث الشريف «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته». عقدة قديمة من جهتها تشير الخبيرة النفسية د.رقية حسن الى أن مبالغة الزوجة في تسلطها على زوجها سببه التمرد على ما تربت عليه، إذ هي تطلب من الزوج أن يعيش حسب معاييرها هي. تسترسل رقية قائلة: «السعادة الزوجية تقوم على المودة والتفاهم والاحترام المتبادل بين الزوجين، بالإضافة إلى قيام الزوج بدوره الطبيعي في رعاية شؤون الأسرة باعتباره موجهاً لها، ومما لا شك فيه أن قيام بعض الزوجات بالتسلط على أزواجهن قد يؤدي الى تفكك الأسرة والى كثير من حالات الطلاق التي نسمع بها في حياتنا، كما مما لا شك فيه ايضا أن رضوخ هؤلاء الأزواج لزوجاتهم قد يكون لأسباب خارجة عن إرادتهم نظراً لأنَّ الكلمة الأخيرة، من حيث المبدأ، ملك الأزواج وليس الزوجات». وتشرح د. رقية ذلك بالقول: «إن الإنسان الذي تنشأ بداخله عقدة عاشها منذ الصغر يحاول عندما يبلغ أن يُصدِّر السلبيات التي تربى عليها نحو أقرب إنسان له، وقد تكون الزوجة المُبالغة في التسلط على زوجها فتمنعه من أقل مُستحقاته، قد تربت على تسلط أبيها على أمها، لذلك تحاول تطبيق العكس فتُخرّج هذه العقدة على زوجها وأبنائها، وأنصح مثل هؤلاء النسوة بأن يلتزمنَّ بواجباتهنَّ لأن إرضاء الزوج أمر هام، ويُحاسبهن الله عليه. للزوجات فقط يقدم خبراء الصحة النفسية مجموعة من النصائح للزوجات العنيدات والمتسلطات، تساعدهن على التخلص من تلك العادات السلبية بطريقة سليمة : - العناد يكشف ضعفك، فلا تظهري قليلة الحيلة. - 80% من أسباب انحراف المراهقات ترجع إلى عنادهن، فهذبي مشاعر ابنتك كي لا تندفع إلى المجهول. - تعودي على المشاركة والتعاون. - بسيطرتك ستتناسين حاجتك للشعور بقوة الرجل، وقدرته على تحقيق الأمان والاستقرار لك ولأسرتك. - يفشل الزواج في سنواته الأولى إذا أصررت على سيطرتك وعنادك، وقد يستمر لسنوات مع لجوء الزوج إلى أخرى، بسيطة مطيعة. - لا تصيدي الأخطاء، ولا تفتعلي المشاجرات المستمرة مما يسرع في تصدع الأسرة وتشتيت شملها. - لا تصري على شراء أشياء وكماليات لا تحتاجين إليها، بينما ظروف زوجك المالية لا تسمح. - كوني متفهمة، سوية في القول والتصرفات، بذلك تتركين أثراً نفسياً وتربوياً وانفعالياً سليماً عند أولادك.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©