تعرضت مروحيات تابعة للقوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) التابعة للحلف أمس لنيران عسكريين باكستانيين من باكستان من دون وقوع إصابات أو أضرار· وسعت إسلام آباد وواشنطن لمحاصرة التداعيات إذ أعلنت الأخيرة أن الأمر ناجم عن ''سوء تفاهم مؤسف''، في وقت أعلن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري في نيويورك ان القوات الباكستانية أطلقت ''قنابل مضيئة'' أمام مروحيتي الاطلسي لكي تبين لهما الحدود بين أفغانستان وباكستان·
وبالتزامن قصفت المروحيات الباكستانية امس مواقع تابعة لمسلحي طالبان على الحدود مع أفغانستان ما أدى إلى مقتل 14 من مسلحي الحركة، وذلك في وقت تم فيه وضع مطارات المدن الباكستانية الكبرى في حالة تأهب بعد تلقي تهديدات بوقوع تفجيرات انتحارية·
وأعلنت قوة (ايساف) في بيان ''أن مروحيات تابعة لقوتها كانت تقوم بمهمة روتينية تعرضت لنيران من أسلحة خفيفة من نقطة عسكرية باكستانية على طول الحدود قرب تنائي في ولاية خوست'' (شرق افغانستان)· وقالت (ايساف) إن مروحياتها لم تجتز في أي وقت من الأوقات الحدود· من جانبه أكد الجيش الباكستاني أن المروحيتين التابعتين لحلف شمال الاطلسي اللتين أطلق النار عليهما أمس كانتا تحلقان داخل الحدود الباكستانية مناقضا بذلك الرواية الاطلسية والاميركية لما جرى·
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال اثار عباس إن ''مروحيتين عبرتا الحدود ودخلتا أراضينا في منطقة غلام خان متجاوزتين مركزنا الحدودي، فبادرت قواتنا الى اطلاق نيران تحذيرية''· وأضاف ان ''المروحيتين ردتا بإطلاق النار لكن أي خسائر لم تسجل في صفوفنا''·
واعتبر الناطق باسم البنتاجون براين ويتمان أن ما حدث نجم عن ''سوء تفاهم مؤسف'' مشيرا الى أن حوارا يجري مع اسلام اباد لتجنب مثل هذا الحادث في المستقبل· وقال ويتمان ''يبدو أن ذلك سوء تفاهم مؤسف''· وأوضح ان ''القوات على الأرض في اتصال مع السلطات الباكستانية وأنا على ثقة بأنها ستجد اجراءات تنسيق اضافية لتفادي حصول هذا النوع من الحوادث مجددا'' موضحا ان جنودا اميركيين كانوا ضمن قوة الحلف الاطلسي التي تعرضت الى إطلاق النار·
من ناحيته رد الرئيس الباكستاني على سؤال في مستهل لقائه وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في نيويورك حول تعرض مروحيتين لحلف شمال الاطلسي في افغانستان لنيران الجيش الباكستاني، وقال: ''تقصدون القنابل المضيئة''· وأضاف الرئيس الباكستاني أن اطلاق هذه القنابل ''تظهر لهم أنهم تجاوزوا الحدود''، لافتا إلى أن ترسيم الحدود ليس واضحا في هذه المنطقة·
وفي تطور منفصل قصفت المروحيات الباكستانية امس مواقع تابعة لمسلحي طالبان على الحدود مع أفغانستان ما أدى إلى مقتل 14 مسلحا· وتم استهداف مواقع المسلحين في راشاكاي وتانج خاتا ولوي سام التابعة لمنطقة باجاور التي شهدت في أغسطس مواجهات عندما هاجم مسلحون نقطة تفتيش فى قمة جبلية استراتيجية على الطريق الذي يستخدمه المسلحون للعبور إلى أفغانستان لشن هجمات على القوات الدولية· وقال مسؤول أمني طلب عدم الكشف عن اسمه ''وفقا للتقارير الأولية فإن 14 مارقا على الأقل قتلوا بينما جرح عدد كبير آخر في قصف اليوم (امس)''·
إلى ذلك أعلن مسؤولون وتقارير إعلامية أمس حالة التأهب فى جميع المطارات الدولية في المدن الرئيسية في باكستان في أعقاب تهديدات بشأن وقوع تفجيرات انتحارية من قبل متشددين· وأعلنت حالة الطوارئ في مطار إسلام آباد الذي سمي مؤخرا على اسم رئيسة وزراء باكستان الراحلة بنظير بوتو بعد تحذير من أن انتحاريا يمكن أن يهاجم المطار الواقع خارج العاصمة·
ونقلت قناة دون نيوز التليفزيونية التي تبث بالانجليزية عن كبير مسؤولي الامن المدني رحمن مالك قوله ''ليس هناك أي انتحاري داخل المطار لكن التهديد مازال قائما· وأضاف مالك أن إجراءات أمنية فرضت أيضا في المطارات الرئيسية في مختلف أنحاء البلاد· وقال مدير مطار إسلام آباد عياد جادون ''لم يضر المستوى الامني العالي برحلات الطيران والوضع طبيعي''· وأضاف أنه طلب من أفراد الامن تعزيز المراقبة والسماح فقط للركاب الذين لديهم تذاكر صالحة للاستخدام بدخول المطار· وذكرت دون نيوز أن السفارة الاميركية في إسلام آباد علقت خدماتها القنصلية ومن بينها منح التأشيرات· وكانت الخطوط الجوية البريطانية بريتيش إيروايز علقت مطلع الاسبوع الجاري رحلاتها من وإلى إسلام آباد بعد هجوم ماريوت
عدد اليوم
