انهيار صفقة استحواذ في كوريا الجنوبية يشعل مخاوف الائتمان

أدى انهيار صفقة بيع إحدى كبريات الشركات المصنعة للسفن في كوريا الجنوبية إلى إشعال المخاوف والتوقعات من أن العديد من الصفقات المقترحة التي تعتمد على الائتمان سوف تقع ضحية أيضاً للظروف القاسية في أسواق التمويل· فقد تم تعليق صفقة بيع شركة دايو لبناء السفن في الأسبوع الماضي عندما فشلت مجموعة ههانوها في كوريا الجنوبية في تأمين الأموال اللازمة للاستحواذ على ثالث أكبر شركة مصنعة للسفن في العالم· وكان بنك كوريا للتنمية الحكومي للائتمان الذي قاد عملية بيع ''دايو'' قد عمد إلى إلغاء بيع حصة بمقدار 50,4% في الشركة بعد أن رفض طلب المجموعة المحلية العملاقة الخاص بتسهيلات في شروط الدفع، والآن فقد أصبحت مجموعة هانواها مهددة بفقدان المبلغ الذي أودعته بقيمة 226 مليون دولار· ورفضت مجموعة هانواها زيادة التمويل عبر بيع موجوداتها الأخرى بأسعار اعتبرتها متدنية، بينما عمدت البنوك المحلية الأخرى·· التي ظلت ولسنوات عديدة توفر حزم التمويل الجاذبة لتسهيل إبرام الصفقات المحلية إلى تقييد سياساتها الخاصة بالإقراض بهدف الاحتفاظ بالأموال وسط توقعات بارتفاع حجم القروض المتعسرة· وكذلك، فإن كبريات البنوك التجارية في كوريا الجنوبية أصبحت تواجه ضغوطاً سياسية عاتية تهدف إلى إجبارها على توفير الدعم والإسناد بشكل خاص إلى القطاعات التجارية الأصغر حجماً في الدولة· وأشار المتعاملون في إبرام الصفقات وبعض رجالات البنوك إلى أن فشل وانهيار صفقة بيع شركة دايو لبناء السفن سوف يلقي بظلال سيئة على عمليات بيع الأصول والموجودات الكبيرة الحجم المقترحة في هذا العام· وتتضمن هذه الصفقات بيع شركة هايفداي للهندسة والإنشاءات وشركة هاينيكس لأشباه الموصلات التي كان قد استحوذ عليها الدائنون المحليون بعيد اندلاع الأزمة الآسيوية المالية في عام 1997-·1998 وذكر أحد كبار المصرفيين في سيؤول، والذي رفض الكشف عن اسمه، أن التراجع الكبير في الاستثمارات الذي يتضمن كبار المقرضين الحكوميين أصبح يخضع لرقابة سياسية مكثفة وسط التباطؤ والتراجع الحاد الذي يشهده الاقتصاد المحلي· وعلى كل، فإن رؤساء البنوك مازالوا يتفاءلون بأن العديد من صفقات التملك والاستحواذ العابرة للحدود سوف تمضي قدماً إلى غاياتها، إذ يقول شونكي لي الرئيس التنفيذي لمصرف كريدت سويسيه في كوريا ''ان الصفقات المحلية المتعلقة بالشركات الخاصة في الدولة باتت مرشحة لأن تشهد فرصة عالية من النجاح في هذا العام''· علماً بأن مجموعة انبيف العالمية أصبحت تتجه للتخلص من شركة اوريينتال بريوري التابعة لها في كوريا الجنوبية في صفقة من المتوقع أن تدر عليها مبلغ ملياري دولار، بينما تعتبر مجموعة لوتي العملاقة المحلية المرشحة الأكبر للاستحواذ على الشركة· وهنالك مجموعة كومهو اسيانا العملاقة المحلية الأخرى التي أصبح من المنتظر أن تعمد إلى بيع شركة كونهو لايف التابعة لها والتي تعتبر ضمن قائمة أكبر 10 شركات محلية في سوق التأمين في صفقة يمكن أن تحقق لها مبلغاً يزيد على مليار دولار· ومن جهة أخرى يعتقد المحللون أن أكبر الشركات العملاقة في كوريا الجنوبية مثل سامسونج وال جي سوف تتطلع أيضاً لاكتساب النمو عبر الاستحواذات الأجنبية، بمجرد أن تتحسن ظروف السوق وتتمكن العملة من الانتعاش مجدداً بعد الانخفاض الحاد المستمر في قيمتها· وكما يقول جون كيم الرئيس المشترك لإدارة الاستثمارات البنكية في جولدمان ساكس في كوريا الجنوبية ''في الوقت الذي من المرجح فيه أن تعمد الشركات للانتظار لرؤية الكيفية التي يتطور بها السوق فإن كبار العمالقة سوف يحرصون على إبرام صفقات الاستحواذ الاستراتيجية في وراء البحار''· وكانت شركة سامسونج إليكترونيكس في كوريا الجنوبية ثاني أكبر شركة مصنعة للرقائق في العالم قد سحبت مؤخراً استثماراتها البالغ مقدارها 5,85 مليار دولار التي عرضتها لتملك شركة سان ديسك·· ويبدو أن شركة سامسونج قد لاحظت تدني قيمة الشركة الأميركية المصنعة لبطاقات الذاكرة اللحظية وسط التباطؤ الحاد الذي تعاني منه الصناعة· عن فاينانشيال تايمز