الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ساق البامبو» للكويتي سعود السنعوسي تفوز بـ «البوكر العربية»

«ساق البامبو» للكويتي سعود السنعوسي تفوز بـ «البوكر العربية»
24 ابريل 2013 12:16
أبوظبي (الاتحاد) ـ فاز الروائي الكويتي سعود السنعوسي بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربي) في عامها السادس عن رواية “ساق البامبو”، التي كانت ضمن القائمة القصيرة للجائزة المكونة من ست روايات. وجرى الإعلان عن اسم الفائز على لسان رئيس هيئة التحكيم لهذا العام، الكاتب والأكاديمي المصري الدكتور جلال أمين، في حفل أقيم في فندق “روكو فورتي” في أبوظبي، عشية انطلاق فعاليات الدورة الثالثة والعشرين لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، حضره معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وعدد من مسؤولي الهيئة، وجمع من الكتّاب والمثقفين والصحفيين. وقد تولي معالي الشيخ سلطان بن طحنون تقديم الجوائز للمرشحين الستة للجائزة، وهنأهم على ما حققوه، فيما قام الكاتب خالد الحروب بتقديم المتنافسين الستة، بعد عرض فيلم قصير لكل منهم، يتحدث فيه عن نفسه وعن روايته. وإلى جانب القيمة المادية للجائزة البالغة خمسين ألف دولار، فإنها تضمن للفائز ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى زيادة المبيعات، وذيوع صيته عالمياً. “ساق البامبو” التي تحكي قصة عيسى الشاب المنحدر من أب كويتي وأم فلبينية عمل جريء يتناول على نحو موضوعي ظاهرة العمالة الأجنبية في الخليج العربي. وهي رواية محكمة البناء تتميز بالقوة والعمق وتطرح سؤال الهوية في مجتمعات الخليج العربي الحديثة. وقد اختيرت رواية “ساق البامبو” باعتبارها الأفضل من بين الأعمال الروائية المنشورة في فترة الاثني عشر شهراً الماضية، وقد تم اختيارها من بين 133 رواية تقدمت للتنافس على الجائزة من كل أنحاء العالم العربي. وقال جلال أمين معلّقاً على الرواية الفائزة بالنيابة عن هيئة التحكيم لعام 2013: “لقد عملت مع زملائي الأربعة الآخرين، أعضاء هيئة التحكيم، ما يقرب من عام كامل من أجل بلوغ هذه اللحظة. كان عملاً مستمراً ولكنه كان ممتعاً، فهل هناك عمل أكثر مجلبة للسرور من أن تعكف على قراءة 133 رواية عربية، لتختار منها أفضل 16 رواية، ثم أفضل ست ، ثم أفضلها جميعا؟” وأضاف: لا أحد يستطيع أن يزعم أن هناك معياراً واحداً يمكن أن يتفق عليه الجميع، ويرضي كافة الأذواق، أو أن هناك رواية واحدة يمكن أن تستوفي كل الصفات التي يتمنى المرء أن يجدها في أي رواية. ولكن هذا لا ينكر الفائدة التي نجنيها من محاولة تفضيل بعض الروايات على غيرها، واعتبار واحدة منها متميزة بوجه خاص عن الأخريات. وقبل أن أعلن عن اختيارنا، أود أيضاً أن أؤكد شيئا سبق لي أن أكدته ولكني أكرره: إن لجنة التحكيم لم تخضع في أي وقت من الأوقات، منذ عرفنا باختيارنا أعضاءً في اللجنة، لأي محاولة للتأثير على قراراتنا، سواء في اختيار القائمة الطويلة أو القصيرة أو الرواية الفائزة، من جانب أي شخص أو هيئة من ذوى الصلة بمنح الجائزة، أو الإشراف عليها، أو من مؤلفي الروايات أنفسهم. كانت النتيجة أننا لم نخضع لمؤثر غير ضميرنا، وأولوياتنا المتعلقة بالنقد الأدبي. وقال: كان من المصادفات السارة أن القائمة القصيرة التي تتكون من ست روايات، ينتمي مؤلفوها إلى ست دول عربية. إننا لم نحاول أن نصل إلى هذه النتيجة، و إنما كانت النتيجة مفاجأة سارة لنا، نحن أعضاء لجنة التحكيم، كما كانت لغيرنا. نحن سعداء بأن العالم العربي يحظى بكل هذه المواهب وإن ما قرأناه خلال العام، يدل على وجود نهضة روائية حقيقية في الوطن العربي. وتحدث في الحفل جوناثان تايلور، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية فقال:”لقد قامت الجائزة بدورها التاريخي في اكتشاف الأصوات الجديدة مرة أخرى في هذا العام. ومارست هيئة التحكيم عملها في موضوعية وحيدة، غير مستهدفة شيئاً سوى اكتشاف أفضل ما كُتب في الفن الروائي خلال العام الماضي. تحية لكتاب القائمة القصيرة المتميزين وتهنئة حارة للفائز”. وبالإضافة إلى الفائز، تم أيضاً في الاحتفال تكريم الروائيين الخمسة الآخرين الذين وصلوا إلى قائمة القصيرة. ويُذكر أن كلا من الكُتّاب الستة، بمن فيهم الفائز، ينال مبلغ عشرة آلاف دولار. أما الروايات الأخرى التي كانت على القائمة القصيرة، فهي “سعادته السيد الوزير”، للتونسي حسين الواد، و”يا مريم” للعراقي سنان أنطون، و”أنا، وهي، والأخريات” للبنانية جنى فواز الحسن، و”القندس” للسعودي محمد حسن علوان. و”مولانا” للمصري إبراهيم عيسى. ويُشار إلى أن الأسماء الستة للقائمة القصيرة كانت قد أُعلنت في شهر يناير الماضي في تونس على يد هيئة تحكيم متميزة من الأكاديميين والشخصيات الثقافية، والتي تتكون من كل من جلال أمين رئيساً، والناقد والأكاديمي اللبناني صبحي البستاني، وعلي فرزات رئيس اتحاد رسامي الكاريكاتير العرب وصاحب ورئيس تحرير الجريدة السورية اليومية المستقلة “الدومري”، والأكاديمية البولندية باربرا ميخالك ـ بيكولسكا أستاذة الأدب العربي بكلية الآداب بالجامعة الياغولانية في كراكوف، وزاهية إسماعيل صالحي، أستاذة الأدب العربي ودراسة النوع بجامعة مانشستر. وتحظى الجائزة بدعم “مؤسسة جائزة بوكر” في لندن وتموّلها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة. ويمثل العام 2013 السنة الأولى لاضطلاع الهيئة بدورها الجديد كممول للجائزة. ومما يُذكر أن خمساً من الروايات الستّ الفائزة حتى اليوم قد تمّ التعاقد على نشرها باللغة الإنجليزية. وإجمالاً فإن الروايات الفائزة والمدرجة على القائمة القصيرة منذ إطلاق الجائزة عام 2008 وحتى اليوم قد جرت ترجمتها إلى ما يزيد على 20 لغة. والفائز سعود السنعوسي روائي وصحفي كويتي من مواليد عام 1981. نشر نصوصاً في عدد من الصحف والمجلات في الكويت منها جريدة الوطن ومجلة العربي ومجلة الكويت ومجلة الأبواب. يعمل حاليا ككاتب في جريدة القبس. صدر له روايته الأولى “سجين المرايا” في العام 2010 وفازت بجائزة ليلى العثمان لإبداع الشباب في القصة والرواية في دورتها الرابعة في العام نفسه. وحاز المركز الأول في مسابقة “قصص على الهواء” التي تنظمها مجلة العربي بالتعاون مع إذاعة البي بي سي العربية? وذلك عن قصة “البونساي والرجل العجوز” في يوليو 2011. عن «ساق البامبو» حين يعود عيسى? وقد بلغ سن النضج? من الفلبين إلى الكويت? موطن أبيه? فإنه يلقى نفسه في وضع صعب. فهو لا يجد نفسه في البلد الأسطوري الذي كانت أمه تحكي له عنه? وإنما يجد نفسه ممزقاً بين الأواصر البيولوجية الطبيعية التي تربطه بأسرة أبيه من ناحية وبين عصبيّات المجتمع العربي التقليدي الذي لا يستطيع قبول فكرة زواج عربي من فلبينية ولا يعترف بالذرية الناتجة عنه. وتحكي الرواية قصة “جوزفين” التي أتت للعمل في الكويت كخادمة تاركة دراستها وعائلتها? التي تعقد آمالها على جوزفين? لتضمن لها حياة كريمة? بعد أن ضاقت بها السبل. وهناك في منزل العائلة التي بدأت للتو عملها في رحابها? تتعرف جوزفين إلى “راشد” الابن الوحيد المدلل لدى الأم “غنيمة” والأب “عيسى”? فيقرر الابن الزواج بجوزفين بعد قصة حب قصيرة? والشرط أن يبقى الأمر سراً? ولكن? تجري الرياح بما لا تشتهي السفن? فتحمل جوزفين بوليدها “خوزيه”? عندئذ يتخلى الأب عن الابن الذي لم يبلغ الشهر الثاني من عمره? ويرسله إلى بلاد أمه? وفي الفلبين? يكابد الطفل الفقر وصعوبة الحياة ويمني نفسه بالعودة إلى بلاد أبيه حين يبلغ الثامنة عشرة? ومن هنا تبدأ الرواية. “ساق البامبو” عمل روائي جريء? يقترب بموضوعية من ظاهرة العمالة الأجنبية في البلدان العربية? ويطرح سؤال الهوية من خلال رصد حياة شاب وُلد لأب كويتي وأم فلبينية والذي يرجع إلى الكويت? الأرض “الحلم” أو “الجنة” كما صورتها له والدته منذ كان طفلاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©