موتٌ بالجملة تشهده هذه الأيام مياه البحر الأبيض المتوسط، الذي صار هو أخطر منطقة للمهاجرين في العالم، إذ ابتلعت مياهه 3279 شخصاً في 2014 الماضي، وهو عدد قد نعتبره يوماً ما صغيراً إذا استمرت الاتجاهات الحالية لنسب ضحايا «قوارب الموت».
وفي هذا الشهر، الذي لم ينته بعد، أُعلن عن فقدان ما يصل إلى 2000 من مواطنينا العالميين، الذين غرقوا في البحر قبالة السواحل الليبية على الأرجح، وهو ما يمثل ضعف ما سجلته المنظمة الدولية للهجرة، التي أرأسها، في مثل هذه الفترة من العام الماضي بعشرين مرة.
وفي الأسبوع الماضي، تلقت المنظمة تقارير تفيد بموت 400 مهاجر في انقلاب قاربهم في 14 أبريل جنوب مالطا، و50 آخرين يوم الجمعة، وما يصل إلى 800 شخص قبالة السواحل الليبية خلال عطلة نهاية الأسبوع. وفي يوم الاثنين، أفادت تقارير بوجود قاربين آخرين يغرقان في البحر- أحدهما يقل على متنه ما بين 150 و200 مهاجر، والآخر 300 مهاجر.
![]() |
|
![]() |
وكانت المنظمة الدولية للهجرة أحصت في 2014 أكثر من 5 آلاف حالة موت لمهاجرين أثناء عمليات العبور على صعيد العالم، ثلثاها تقريباً وقعا في البحر المتوسط. وإذا كان مسؤولو المنظمة قد عبّروا قبل نحو شهر عن خشيتهم من أن ترتفع حصيلة القتلى هذا العام إلى 6 آلاف قبل أعياد لميلاد، فإننا بتنا اليوم نعتقد أنها قد تبلغ هذا الرقم قبل شهر يوليو المقبل. إننا في إيقاظ ضمير العالم بشأن مآسي المهاجرين، الذين يجازفون بكل شيء من أجل الحصول على فرصة للعيش بكرامة وأمن، وهما شيئان يعتبرهما كثيرون منا من المسلّمات. ولكن إحصاء الأشخاص الذين يقضون في البحر لا يكفي وحده، بل علينا أن نفعل شيئاً للحد منه. فهذه ليست مشكلة متوسطية فحسب، أو حتى أوروبية، بل هي كارثة إنسانية تتطلب انخراط العالم كله. فزلزال هايتي في 2010 لم يكن مسألةً تهم نصف الكرة الأرضية الغربي فقط، وكذلك الحال بالنسبة لتسونامي المحيط الهندي في 2004. وإذا كانت هاتان الكارثتان قد قوبلتا بتحرك دولي عاجل وتدفق للمساعدات الإنسانية، فكذلك ينبغي أن يحدث هذا في حالة مآسي المتوسط.
![]() |
|
![]() |