مصرفيون: انعكاسات إيجابية لسداد التزامات «دبي العالمية» على ربحية البنوك في الدولة

أنهى إعلان حكومة دبي امس، بتوفير دعم مالي قدره 10 مليارات دولار لصالح صندوق دبي للدعم المالي، لتغطية بعض الالتزامات المترتبة على دبي العالمية وتسديد الصكوك المستحقة على شركة نخيل بقيمة (4.1) مليار دولار، حالة الترقب التي سادت بنوكا وطنية وأجنبية مقرضة للشركة،نظرا للانعكسات الإيجابية لهذه الخطوة على ربحية البنوك هذا العام بحسب مصرفيين ومحللين ماليين. وقال محمد شريف الرئيس المالي لبنك دبي الإسلامي إن إعلان حصول دبي على عشرة مليارات دولار وسداد صكوك شركة نخيل سيسهم في توفير السيولة لدى كثير من البنوك الوطنية والبنوك الاجنبية المشاركة في صكوك نخيل،مشيرا الى أنه مع تسلم البنوك هذه المبالغ فإن هاجس تجنيب مخصصات بشأنها الذي كان مثارا في السابق قد توقف،مما سيعزز من ربحية البنوك هذا العام. ولفت الى أن الاعلان كذلك عن استخدام الجزء المتبقي من المبلغ في تسديد استحقاقات المقاولين والدائنين سيتم عبر القطاع المصرفي ايضا، الامر الذي من شأنه أن ينعش النظام المصرفي بوجه عام. وقدمت حكومة أبوظبي دعما ماليا لحكومة دبي بقيمة عشرة مليارات دولار "36.6 مليار درهم"، وتم تخصيص الدعم لصالح صندوق دبي للدعم المالي والذي سيتم استخدامه لتغطية بعض الالتزامات المترتبة على دبي العالمية في إطار توفير الأموال اللازمة لمساعدة الشركة في حل ديونها، خاصة بالنسبة لشركة نخيل العقارية، وليمتليس التابعتين لها. توفر السيولة بدوره قال رامي الثقفي، مدير تنفيذي أول في بنك الامارات دبي الوطني، إن البنوك والمقاولين هما أكبر المستفيدين من الخطوة تلك لاسيما أن البنوك أكبر المستثمرين في الصكوك وأكبر المقرضين لشركة نخيل، وما حدث يعني أن السيولة ستتوفر لهذه المصارف. ولفت الى أن هذا الاعلان جعل البنوك تتجاوز مخاوف تجنيب مخصصات،مشيرا الى أنها لن تضطر لأخذ أية مخصصات تجاه سندات نخيل. وأضاف أن تصنيف القروض الممنوحة لشركة نخيل سيتحسن الى درجة كبيرة، بما يعني أن النتائج المالية للبنوك في الامارات ستتأثر إيجاباً بدلاً من التأثر السلبي الذي كان متوقعاً في السابق. وقال محلل البنوك في مؤسسة التقييم الدولية موديز إن الاعلان خطوة هامة في تعزيز في هذه المرحلة،مشيرا أن قرار إعادة النظر في رفع التقييم مجددا لبنوك دبي سيتم وفقا للمعطيات المقبلة،مؤكدا أن الوكالة لم تقم بتخفيض تقييم بنوك الامارة بالشكل القاسي. من جانبه أكد محمد مصبح النعيمي الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات موارد للتمويل أن المبادرة التي أطلقتها حكومتا أبوظبي ودبي بتوفير دعم مالي 10 مليارات دولار من أبوظبي لصالح صندوق دبي للدعم المالي ،يؤكد أن دولة الإمارات ستظل قوية. التزامات الديون وقال النعيمي إن دبي قادرة على الوفاء بجميع التزاماتها ، ومواصلة تنفيذ جميع استثماراتها المبرمجة ، متوقعا ألا يتعدى عمر الأزمة الاقتصادية العالمية العام 2010 وحتى وإن تواصلت الأزمة فإن دبي على وجه الخصوص ودولة الإمارات بوجه عام لديها الموارد الضرورية لمواجهتها. وأشار إلى أن المؤشرات الاقتصادية في دبي والدولة تؤكد تعافي الوضع تدريجياً من آثار الأزمة المالية وعودة النمو الإيجابي خلال العام المقبل. الى ذلك أعرب صالح عبد الغفار الهاشمي عضو مجلس إدارة دار التكافل وبنك الاستثمار الأول بالبحرين عن سعادته لهذه المبادرة التي كان يتوقع إطلاقها بين ليلة وضحاها لحرص حكومة دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، على أن تبقى دبي مركزا ماليا عالميا قويا ونابضا بالحياة ، ومؤكدا على أن هذه المبادرة الأخوية الصادقة قادرة على التي تطاولت على دبي في حملة هوجاء تشكيكا في قدرتها على الصمود ومواجهة تلك الأزمة العالمية وتناسوا أن دبي وأبوظبي قلب رجل واحد ينبض بالحب والإخاء. النموذج الاقتصادي وأكد الهاشمي على ثقة الجميع كل من يقيم على أرض الإمارات مواطنا ومقيما بحكومتها وقدرتها على تخطي الصعاب واثقين بهذا النموذج الاقتصادي الفريد من نوعه عربيا ، غير آبهين بما تروجه وسائل إعلام رخيصة كل هدفها النيل من تلك النجاحات المتفردة التي حققتها دبي في أقل من 10 سنوات ودفع بحفنة من الطامعين في زعزعة هذا الدور. اما هيثم عرابي الرئيس التنفيذي لشركة جلفمينا للاستثمارات البديلة فيؤكد أن قيام أبوظبي بتقديم الدعم لدبي يؤكد على أنها لن تتخلى عن أية إمارة تواجه ازمة مالية او تواجه احدى شركاتها الكبيرة اي عثرات مالية كما أنه يؤكد على أن اتحاد دولة الامارات نموذج سياسي ناجح وهو ما أثبته في اول أزمة تمر بها إحدى الامارات المنضوية تحت مظلة الاتحاد. واعتبر عرابي أن الدائنين سيتفاعلون مع القرار بإيجابية وستعود الثقة الى دبي من قبل اسواق الائتمان التي سترتاح للقرار غير أنه قال إنه يتعين على وكالات التصنيف أن تعيد النظر في قرارتها السابقة بخفض التصنيف الائتماني لشركات دبي والبنوك الإماراتية في ضوء التطور الجديد. وأكد أن دبي ستبدأ في استرداد ثقة الاسواق من جديد بعدما اكدت أن نموذجها الاقتصادي مهما واجه من مصاعب سيظل الافضل في المنطقة. اتش اس بي سي وقال سايمون كوبر الرئيس التنفيذي، لبنك اتش اس بي سي الشرق الأوسط إن دعم حكومة أبوظبي لشركة دبي العالمية والشركات الأخرى التابعة لها في تسوية التزاماتها وديونها المالية كان موضعاً للترحيب من قبل الأسواق المالية الدولية. ولفت الى أن هذا الدعم يأتي ليؤكد على أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي دولة موحدة وقوية وقادرة على تخطي الأزمات، وهذا خير دليل على الدعم القوي الذي تقدمه حكومة الإمارات إلى القطاع المؤسسي في البلاد. واشار الى أنه ولطالما كان بنك اتش اس بي سي وسيبقى دائماً من أقوى المؤسسات المالية المؤيدة والداعمة لكل من دبي وأبوظبي وسائر الإمارات الأخرى في الدولة. وأضاف " نهنئ شركة دبي العالمية ودولة الإمارات على التوصل إلى حل عادل ومقبول من كافة الأطراف المعنية، وأردد ما قاله سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مجلس إدارة اللجنة المالية العليا في دبي: "إن الخير آت ونحن في طريقنا نحو غد مشرق". رسالة قوية للمستثمرين قال حمد بوعميم مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي إن الإعلان عن هذه الإجراءات يبعث برسالةٍ قوية إلى المستثمرين مفادها أن بيئة الأعمال في دبي ما زالت الأبرز في المنطقة والعالم نظراً لتميزها بخصائص إضافية أهمها الدعم اللامحدود من الحكومة، والاهتمام بمصالح مجتمع الأعمال بجانب توفر الشفافية والبنى التحتية المتطورة مما يعزز من ثقة المجتمع العالمي والمستثمرين بقوة ومتانة اقتصاد دبي، ويؤكد المكانة العالية التي تحتلها الإمارة كمركزٍ عالمي للمال والأعمال. واضاف:"لعبت الحكومة دوراً رئيسياً في دعم مجتمع الأعمال للخروج من الأزمة المالية العالمية عبر سلسلة الإجراءات والخطوات التي كفلت لدبي ودولة الإمارات تعافياً سريعاً من آثار الأزمة. واشار الى أن القرارات الأخيرة لحكومة دبي حول ديون مؤسسة دبي العالمية ما هي إلا خير مثالٍ على التعاون الفعال والروابط الوثيقة بين إمارتي دبي وأبوظبي مما يضع حداً لكل محاولات زعزعة هذه الوحدة العميقة التي تربط بينهما.