الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أجواء الرعب تعود إلى الشيشان

14 ديسمبر 2009 02:21
يوقف رجال شرطة ملتحون في ملابس مموهة ويحملون بنادق وخناجر السيارات ذات النوافذ القاتمة في العاصمة الشيشانية في إطار مساعيهم لتعقب المقاتلين المسلمين الساعين إلى الاستقلال عن روسيا الاتحادية. تقف سيارة على جانب الطريق ويفتح شرطي الباب الخلفي وينزع الطبقة الملونة القاتمة عن زجاج السيارة بخنجر يبلغ طوله 25 سنتيمترا. بدا الانفعال على وجه قائد السيارة ومن بجانبه فصاح فيهما الشرطي كاشفا عن أسنان ذهبية لامعة “إذا لم يعجبكما هذا.. فارفعا الأمر للرئيس .. ربما يختفي متشددون وراء هذا”. وتقول جماعات لحقوق الإنسان إن جمهورية الشيشان الجنوبية التي خاضت حربين انفصاليتين مع موسكو منذ منتصف التسعينيات أضحت منطقة يتملكها الخوف حيث تتمتع ميليشيا الرئيس رمضان قديروف المتمرد السابق الذي تحول إلى حليف للكرملين بسلطة هائلة. ويفزع الكثير من الشيشانيين لرؤية ضباط الشرطة الذين تحمل قبعاتهم الصوفية السوداء الحروف الأولى من اسم الرئيس رمضان أحمدوفيتش قديروف. ويحرص الآلاف من ميليشيا قديروف على إثبات أنهم يلحقون الهزيمة بالتمرد في شمال القوقاز الذي يسعى إلى إقامة دولة مسلمة مستقلة تطبق الشريعة. وتقول جماعات حقوقية إنهم يطبقون المراسيم التي يصدرها قديروف مثل حظر الكحوليات وإجبار النساء على ارتداء الحجاب في المصالح الحكومية بغض النظر عن دستورية هذه القرارات. ويرتعد السكان لرؤية أفراد الشرطة في أحذيتهم السوداء ذات الرقبة العالية والذين يمكنهم حسبما يقول شاب يدعى أصلان “القبض علينا لمعارضتنا قانونا لا نعرف حتى إن كان حقيقيا أو له وجود أصلا”. وتقول جماعة ميموريال الروسية المدافعة عن حقوق الانسان إن أجواء الخوف انتشرت بسرعة بعد أن رفع الكرملين قيودا أمنية في أبريل ونقل سلطات هائلة من موسكو إلى ميليشيا قديروف. وتشتكي النساء من أن الميليشيا توبخهن لعدم ارتدائهن الحجاب بالقرب من المباني الحكومية مثل المطار والمدارس التي تحمل صورا كبيرة لقديروف ووالده وسلفه أحمد الذي اغتيل في انفجار قنبلة عام 2004. ويزيد من أجواء الرعب زيادة حالات الاختطاف التي تلقى جماعات حقوقية مثل منظمة العفو الدولية بمسؤوليتها على السلطات وقوات الأمن. ويشبه السكان الوضع بحالة الرعب الكبير التي تملكت السوفيت إبان حكم جوزيف ستالين في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي عندما سيق الملايين إلى معسكرات العمل أو المنفى بعد اعترافات ملفقة انتزعت تحت وطأة التعذيب. وتقول جماعة ميموريال إن 86 شخصا على الأقل اختطفوا في التسعة أشهر الأولى من العام في الجمهورية التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة. وتضيف الجماعة أن هذا الرقم يزيد مرتين عما كان عليه في 2008 ونحو ثلاث مرات عنه في 2007 لكنه أقل كثيرا من 2002 في ذروة حرب الشيشان الثانية عندما اختفى 544 عثر على جثث معظمهم. وكانت ناتاليا ايستميروفا الناشطة في ميموريال قد اختطفت وقتلت في الشيشان في يوليو الماضي في جريمة أثارت إدانة واسعة النطاق. وذكر الكسندر تشيركاسوف من ميموريال أن من بين المختطفين هذا العام تسعة عثر على جثثهم لكن معظمهم كان قد اختفى ببساطة. ويقول أقارب للضحايا إن مسلحين اقتادوا ذويهم من منازلهم ليلا للاشتباه في أنهم مقاتلون . وقال مينكايل ايجييف الذي أسس منتدى المجتمع المدني في الشيشان عام 2005 لتشجيع الحوار مع السلطات “ما من أحد يعرف أين هم أو إلى أين يقتادون أو ماذا يفعلون بهم. ليست هناك محاكمات إنهم يعذبون ويضربون .. ثم ندفنهم”. ويضيف أن السلطات تعرض على المختطفين ما يصل إلى 500 ألف روبل (16260 دولارا) “للاعتراف” بانهم من المتمردين على شاشة التلفزيون. ويقول إن المسؤولين يعرضون رشى على أسر المختطفين كي تدين أبناءها وتلجأ للخطف لتعزيز مزاعم السلطات بأنها تلحق الهزيمة بالتمرد. وفي الأسبوع الماضي قال الكسندر بورتنيكوف مدير المخابرات الروسية إن قوات الأمن احتجزت ما يقرب من 800 متشدد في شمال القوقاز هذا العام وصادرت 1600 سلاح ناري و490 قنبلة بدائية.
المصدر: جروزني، روسيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©