موزة خميس (دبي)
الرسم على البيض، من الفنون اليدوية التي عرفها الإنسان منذ آلاف السنين، وقد انتشر في أنحاء كثيرة من العالم، واتخذ الفنانون في دول عدة البيض كأحد الأسطح الدقيقة، التي يطبعون عليها إبداعاتهم ضمن فن المنمنمات، وهو رسم تمثيلي للحكايات الشعبية.
وضمن إطار برامجه التثقيفية ينظم مركز الذيد للفنون والتابع لإدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، ورشاً متنوعة، ومستمرة على مدار العام، لأجل تطوير المواهب والذائقة لدي محبي الرسم والفنون اليدوية، ومن ضمن الورش التي تلقى إقبالاً ورشة خاصة بفن الرسم على البيض، وقبل إقامة هذه الورشة لأي مجموعة جديدة، يقوم وداد ثامر أستاذ الرسم بتقديم المعلومات النظرية والعملية الخاصة حول هذا النوع من الفن.
وخلال حديثنا مع الفنان وداد سامر، قال إن الرسم على البيض كان يستخدم في الكتب، حيث يكون مصاحباً لنص الحكاية ليكون شكلا توضيحيا لها، ويتميز بالتناهي في الدقة نظراً لصغر حجم المساحة التي يرسم فيها النقش أو الصورة، كما يتميز بغنى الألوان وتناسقها مما يعكس الحاسة الجمالية لدى مبدعيه، لكن الفنانين لم يقتصروا على الكتب، بل انتقلوا بالمنمنمة إلى جميع الأسطح التي يمكن الرسم عليها، سواء كانت جدراناً، أو سجاداً، أو أواني، وأصبحت فناً زخرفياً شائعاً يستخدم للزينة مما زاد من ازدهاره، وشجع الفنانين على إتقانه، ويتصل بالرسم أيضاً فن الكتابة بالخطوط العربية على البيض.
ويكمل سامر، أن الرسم على البيض يحتاج إلى درجة عالية من التركيز، ولصغر المساحة فإن العمل الفني من هذا النوع يأخذ من الفنان وقتاً طويلاً جدا قد يتجاوز أياماً بل أشهراً، ويتطلب جهداً عالياً في تنسيق الخطوط والألوان، ونظراً لضعف سطح البيضة وعدم تحمله للضغط، فإن من يرغب في النقش على البيض، يحتاج إلى درجة عالية من الحذر كي لا يكسرها، ويستخدم في هذا الفن بيض الطيور بأنواعه، ويفضل الفنانون بيض النعام، نظراً لسماكته وقوته وكونه أكبر حجماً عن غيره من الأنواع، ويتم ثقب البيضة والتخلص من مكوناتها الغذائية التي تستخدم في المطبخ، وبعد أن ينزع منها السائل تجفف وتغسل بالخل والملح، حتى لا تشكل رائحة كريهة، ولكي تصير جاهزة للكتابة عليها، وعادة ما يكون هناك إقبال من المشاركين على هذه الدورات، التي تنفذ على شكل ورشة بها الجانب التطبيقي والعملي.
عدد اليوم
