مليون كتاب إلكتروني على «الإنترنت» ابتداء من الثلاثاء المقبل

تتجّه كبريات المكتبات العالمية هذه الأيام نحو إصدار صيغ رقمية غير قابلة لإعادة الطباعة آلاف الكتب والموسوعات والوثائق التاريخية. ويأتي هذا التطور النوعي المهم في سياق التحوّل الكامل إلى عصر الإنترنت؛ ويتلقّى هذا المشروع الدعم من مجموعة ناشرين إلكترونيين قرروا نشر أكثر من مليون كتاب إلكتروني. وسوف تكون هذه الكتب متوفرة على شبكة الإنترنت ابتداءً من يوم الثلاثاء المقبل. كما تتضمن الوثائق الإلكترونية المنشورة ألوف العناوين المطبوعة على أقراص مدمجة والتي ستكون متوفرة في المكتبات الكبرى. وضمن هذا الإطار ذاته، قررت بعض المكتبات الشهيرة مثل “بوستون بابليك لايبراري” ومركز البحوث البحرية “مارين بايولوجيكال لابوراتوري” توزيع النسخ الإلكترونية للألوف من كتبها ومطبوعاتها بالرغم من غياب الأطر القانونية الواضحة لمشكلة حقوق نشرها وتوزيعها. ومن أجل قراءة الكتاب الإلكتروني، يمكن للمبحرين في المخزن الإلكتروني للمكتبة المعنية والتي تنتشر فروعه في كل أنحاء العالم عبر شبكة الإنترنت، أن يقوموا بتنزيل الكتاب على حواسيبهم أو الأجهزة اللوحية المتخصصة بقراءة الكتب الإلكترونية مثل “آبل آي باد” أو “أمازون كيندل” أو “نيوك” دون أن يتمكنوا من طباعتها. ويحتكم النظام على تقنية جديدة تسمح ببقاء الكتاب على سطح مكتب الكمبيوتر لمدة معيّنة قبل أن يتلف نفسه ذاتياً. وفي الولايات المتحدة، يطلق على هذه المبادرة اسم “مشروع أرشيف الإنترنت” Internet Archive project المدرج على الموقع الإلكتروني Openlibrary.org. ولقد سجّل المشروع خطوة جديدة إلى الأمام عندما عمدت بعض المكتبات المشاركة فيه إلى إجراء المسح الإلكتروني لأعداد ضخمة من الكتب الورقية القديمة ذات القيمة التاريخية والثقافية التي لا تقدّر بثمن؛ وأصبحت الآن متاحة على الموقع المذكور بعد أن كاد الغبار يغطيها تماماً وهي قابعة على الرفوف الخشبية للمكتبات. والغالبية العظمى من هذه الكتب القيّمة يعود إلى أكثر من 90 سنة خلت. وعمدت العديد من المكتبات المادية إلى بناء مكتباتها الرقمية الافتراضية عن طريق شراء النسخ الإلكترونية من شركات متخصصة من أشهرها “أوفردرايف إنكوربوريتد” Overdrive Inc. والآن، تخطط مكتبة “أوبن لايبراري دوت أورغ” لتصنيف وأرشفة أكثر من 70 ألف كتاب ابتاعتها من شركة “أوفردرايف”. وتأمل الأطراف المشاركة في المشروع إلى توسيع الخطة برمتها من خلال نشر وتطوير أدوات النسخ الرقمي للكتب. ومن ذلك مثلاً أن شركة “أوفردرايف” التي يوجد مقرّها في سان فرانسيسكو، تسخّر الآن أكثر من 20 مركزاً للمسح الرقمي للكتب متوزعة في العديد من دول العالم”؛ وتُعنى هذه المراكز بشكل خاص بنسخ الكتب القديمة. عن صحيفة «وول ستريت جورنال»